واصل الزائرين لمحافظة أسوان من سياح ومصريين، استنشاق الرائحة الكريهة المنبعثة من مأخذ صرف مياه مصرف السيل في نيل أسوان بشكل مباشر، على الرغم من قيام المحافظة بتركيب عدد من المواسير وردم المأخذ؛ وذلك خلال زيارة الرئيس «السيسي» للمحافظة لحضور مؤتمر الشباب. وأكد أهالي المنطقة والزائرين لمحافظة أسوان، أن الرائحة مازالت موجودة والجميع يستنشقها، على الرغم من تركيب المواسير وردمها. وقال «أحمد علي»، عامل: «كل يوم أحضر من مدينة كوم أمبو إلى مدينة أسوان؛ حيث أمر بشكل يومي على مأخذ مصرف السيل، لازلت أشم الرائحة الكريهة، وكنت أعتقد أنه بعد تركيب المواسير سوف تنتهي المشكلة، ولكن مازالت مستمرة»، مضيفًا: «الرائحة لازالت موجودة، ولكن ليس بنفس القوة التي كانت عليها قبل تركيب المواسير». وتابع «حمدي سيد» موظف بالمعاش: «ما الفائدة من إهدار آلاف الجنيهات على تركيب المواسير، طالما لم تحقق الهدف منها؟». فيما طالب «عمر شوقي» مزارع، بوجوب محاسبة المسئولين؛ حيث اعتبره إهدارًا للمال العام. ومن جانبه، قال اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان، إن الإجراءات التي تم إتخاذها للقضاء نهائيًا على أكبر بؤرة تلوث بمدخل مدينة أسوان الشمالي، جاء تنفيذها لتعدد المطالب من المواطنين خلال اللقاءات العامة الجماهيرية له. وأشار «حجازي» إلى أن التحدي كان محاولة إنهاء الحل الذي توصلت إليه لجنة متخصصة وفنية برئاسته، ضمت جميع المسئولين في الجهات المعنية من الهيئة القومية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي والري والبيئة، بجانب شركة «كيما»، علاوة على المتخصصين بجامعة أسوان. وأوضح «حجازي» أن الحل المؤقت الذي توصلت إليه اللجنة تمثل في حل علمي، وهو «إلقاء أوكسيد الكالسيوم بنسب محددة في مخر السيل؛ للتفاعل مع البكتيريا الضارة وتقليل آثارها»، بينما تمثل الحل الهندسي لمنع أو تقليل الرائحة الكريهة بصرف المياه من خلال مواسير «U.P.V.C» البلاستيكية، والتي تمنع أي ترسيبات داخلها؛ نظرًا لنعومة سطحها الداخلي، وبالتالي منع تراكم المخلفات مرة أخرى على الحجارة الموجودة بأرضية المخر والتي تسبب الرائحة الكريهة. ولفت «حجازي» إلى أن هذه النوعية من المواسير تساعد على سرعة تدفق المياه؛ مما يساهم في قتل البكتيريا بشكل أسرع وخاصة بعد ضبط مناسيب وميول المواسير لتقليل ومنع مرور المخلفات الصلبة وحجبها ثم تطهيرها ورفعها بصفة دورية؛ تجنبًا لوصولها إلى نهر النيل. وأوضح المحافظ أن هذه الأعمال التي تمت مؤخراً، كان الهدف منها هو تقليل الآثار السيئة الناتجة من مياه الصرف الصحي، والتي كانت ستستغرق حوالي شهر في الظروف العادية، ولكن تم استثمار الزيارات الهامة للمحافظة مع بداية الموسم السياحي، في شحن الهمم وطاقات العاملين والمهندسين والذين نجحوا بالفعل في إنهاء الحل الهندسي في غضون 3 أيام فقط؛ حيث تم إرسال تقرير مفصل ومدعم بالصور للجهات الرقابية بشأن ما تم تنفيذه من إجراءات والعائد الإيجابي على المواطنين من ذلك. وكان الرئيس «السيسي» - خلال زيارة لمحافظة أسوان لحضور مؤتمر الشباب - قرر تشكيل لجنة لإنشاء محطة معالجة ثلاثية؛ لإنهاء أزمة محطة صرف «كيما» على النيل من خلال مصرف السيل.