الصحيفة: دحر الانتفاضة يؤسس لامتداد نفوذ طهران من بغداد إلى بيروت رأت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية أن الوضع فى مدينة حلب السورية أكثر من مجرد معركة وأنها جزء من عملية عنف وفوضى لا تظهر فيها القوى الخارجية فى سوريا والعراق، المتمثلة فى روسياوإيرانوتركياوالولاياتالمتحدة، علامة تذكر على أنها قادرة على تطوير أى نوع من الاستقرار فيها، وهى فوق ذلك تمثل انتصارا لإيران فيما يتعلق بمستقبل المنطقة. وقالت الصحيفة فى تقرير لها إن «الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بالطبع، سيخرج من أنقاض حلب الشرقية كقوة دولية لن تهدأ حتى تؤمن لنفسها مقعدا على طاولة التفاوض الدولية»، مضيفة أن «تحويل حلب إلى غروزنى جديدة (عاصمة الشيشان) ليس إلا وسيلة قاسية لتحقيق غايات بوتين». ونوهت الصحيفة إلى تصريحات لديمترى ترينين، الباحث فى معهد كارنيغى موسكو، قال فيها إن «ما تقوم به روسيا فى سوريا لا يتعلق بسوريا فقط فى حقيقة الأمر، ولا بالشرق الأوسط حتى، بل لتحقيق أهداف دولية وتكوين تحالف قائم على الندية مع الولاياتالمتحدة». ورأت الصحيفة أن الأمر مختلف بالنسبة لإيران كقوة إقليمية شيعية، حيث إن دحر الانتفاضة فى حلب بمثابة نصر إيرانى بعد خسائر فادحة لقوات الحرس الثورى والتى تساعدها ميليشيات متحالفة معها، مثل قوات حزب الله اللبنانى. وأوضحت الصحيفة أن هذا النصر يؤسس لامتداد (للنفوذ) الإيرانى بدء من حكومة يسيطر عليها الشيعة فى بغداد مرورا بتحالف شبه عسكرى شيعى تدعمه طهران يعمل فى غرب منطقة الهجوم الذى تدعمه واشنطن فى الموصل ووصولا إلى الساحل السورى ثم إلى بيروت حيث تمكن حزب الله من تنصيب حليف مسيحى رئيسا للبنان، فى إشارة إلى الرئيس ميشيل عون. ورأت الصحيفة أنه «انتصار تصدى له على استحياء خصوم إيران السنيون، مثل السعودية أو تركيا التى كانت راعيةً للمعارضة السورية، لكنها الآن تنظر نحو روسياوإيران». وأوضحت «فاينانشيال تايمز» أنه «وسط هذه الظروف، ستحرص أى سياسة أمريكية معتدلة على التفكير مليا قبل منح المزيد من الانتصارات للاتجاه المتشدد داخل إيران، الذى لم يكُن يريد أبدا إبرام أية اتفاقات نووية أو القيام بأية مساومة». وأكدت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية الجديدة ليست فى حاجة لفرض عقوبات جديدة على إيران لأنها بالفعل يمكن أن تستغل العديد من العقوبات الحالية، لتطلب من روسياوإيران التفاوض بشأن منح مهلة لنظام الرئيس السورى بشارالأسد»، مشددة على أن «الخيارات التى ستنفذها الإدارة الأمريكية الجديدة ستكون قاسية على جميع أطراف الصراع».