• «الطيب»: الفقه البعثي نجح في التغلب على كل دور الإفتاء أعرب الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، عن ترحيبه بجميع الحضور بالمؤتمر العالمي لدار الإفتاء المصرية، معربًا عن أمله في أن يكلل هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق. وانتقد «الطيب» في كلمته خلال المؤتمر العالمي الذي عقدته دار الإفتاء المصرية تحت عنوان «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة»، صباح الإثنين، ما وصفه بجمود الفتوى، وتهيب الاجتهاد، والخوف من التجديد. وقال: «للأسف الفقه العبثي استغل هذا التخوف من التجديد، ونجح في التغلب على كل دور الإفتاء بالعالم العربي، وكل مجامع الفقه والتشريع، وأولها مجمع البحوث الإسلامية هنا بالأزهر، حيث نجح هذا الفقه العبثي في الوصول إلى الناس، واعتلاء المنابر، والتحدث بما يريده، في الوقت الذي ظلت فيه فتاوينا راكدة». وأضاف: «أرجو ألا يسبق إلى أذهانكم أني أقف منكم موقف المعترض أو المنتقد، فمعاذ الله أن يسبق إلى نفسي شيئًا من ذلك، فأنا أخاطب الآن النخبة من أهل العلم بعالمنا العربي والإسلامي، وأعترف أني أول من يتحمل نصيبه من المسئولية في هذا التقصير». وتابع: «لا نعي أحيانًا حجم المعاناة الاجتماعية والنفسية جراء الجمود في تفسير بعض النصوص، ومنها على سبيل المثال النصوص الخاصة بتعدد الزوجات»، مضيفًا: «أنا لا أدعو إلى تشريع يلغي التعدد، بل لابد من تفسير النصوص بشكلها السليم». وأوضح، أن «الغالبية غضوا النظر عن شروط التعدد وضرورة عدم إلحاق الضرر بالزوجة الأولى، وهو ما أدى إلى ترسيخ مفهوم التعدد، حتى اعتقد البعض أنه حق مباح بدون قيد أو شرط»، مضيفًا: «الجور على الزوجة جريمة تفوق جريمة الزنا». وأضاف: «للأسف علماؤنا ومفتينا في القرن الماضي كانوا أكثر شجاعة من مفتينا الآن، حيث تمكنوا من اقتحام قضايا وأحكام مست حاجة الناس؛ لتجديدها والاجتهاد فيها». وتابع: «لابد من الاعتراف بأننا نعيش أزمة حقيقية، يدفع المسلمون ثمنها غاليًا؛ بسبب الخوف والإحجام من التعامل مع الشريعة التي نصنفها بأنها صالحة لكل زمان ومكان».