"حماة الوطن": أبرز مخرجات الاجتماع الثاني للقائمة الوطنية تشكيل لجنة إعلامية لها    وزير قطاع الأعمال وسفيرة النرويج بالقاهرة يشهدان توقيع اتفاق بين "مصر للألومنيوم" وشركة المشروع التابعة ل "سكاتك" المنفذة للمحطة الشمسية لمجمع الألومنيوم بنجع حمادي    رئيس البحوث الزراعية ومدير اليونسكو بالقاهرة يبحثان سبل التعاون في حفظ الأصول الوراثية النباتية    مفتي الجمهورية: المسجد الأقصى حقٌّ إسلاميٌّ خالص لا يقبل القسمة ولا المساومة    بالخطأ.. مبابي يستخدم "الذكاء الاصطناعي" لتضليل الجماهير    الزمالك يواجه أورانج وديًا الجمعة استعدادًا للموسم الجديد    إسبانيا تكتسح بلجيكا بسداسية في يورو 2025 للسيدات    السيطرة على حريق سنترال رمسيس.. و14 مصابا يتلقون العلاج بمستشفى القبطي    النائب أيمن أبو العلا عن نظام البكالوريا: نؤيد التغيير بشرط جاهزية الحكومة لوجستيا وبشريا    نجوم ريكوردز تحتفل بنجاح ألبوم رامي جمال محسبتهاش (صور)    "صحة الفيوم": عطل مفاجئ يضرب الخط الساخن 137.. وتحديد أرقام بديلة    أطعمة قدميها لأسرتك لحمايتهم من الجفاف في الصيف    رسميًا.. برشلونة يجدد عقد تشيزني لمدة موسمين    الأهلي يكشف قراره بشأن رحيل إمام عاشور    إعلام عبري: عسكريون من الاحتياط يطعنون بقانونية عربات جدعون بغزة    ماركا تحسم الجدل: ميسي لا يخطط للرحيل عن إنتر ميامي هذا الصيف    الأرصاد تفسر ظاهرة أمطار الصيف وتنبه لاحتمالية تكرارها    مسؤول ب«الأمومة والطفولة»: نزع الطفل من أسرته لحمايته والردع مستمر فى مواجهة العنف الأسر    انطلاق مهرجان جرش 23 يوليو بمشاركة كبيرة لنجوم الغناء    شكلها اتجوزت طارق.. دنيا جمعة تتصدر تريند التواصل الاجتماعي    عطل يضرب ماكينات الصراف الآلي ATM وPOS    مدارس البترول 2025.. الشروط والأوراق المطلوبة للتقديم    أول سيدة تتقدم للترشح على مقعد الشيوخ بالفيوم في ثالث أيام فتح باب التقديم    بقيمة 5 مليارات جنيه.. «المركزي» يطرح سندات خزانة بفائدة تصل ل23.71%    لماذا نحتفل باليوم العالمي للشوكولاتة في 7 يوليو؟    الثانية منذ توليه منصبه.. أحمد الشرع يزور الإمارات    وزير الصناعة يستعرض مع مُصنعي السيارات تعديلات واشتراطات برنامج الحوافز الجديدة    فتح باب التقديم غدًا.. شروط المدارس الثانوية الفنية للتمريض بعد الإعدادية 2025- 2026    تعليم الوادي الجديد تعتمد جدول امتحانات الدور الثاني للصف السادس الابتدائي    البورصة المصرية تختتم بتباين وربح مليار جنيه    مدبولي بقمة بريكس: مصر اهتمت بتطوير الرعاية الصحية والخدمات الطبية خلال السنوات الماضية    إعلامية شهيرة توجه رسالة ل أحمد السقا: «راجل جدع ومحبوب ومحترم»    برلمانى: توجه مصر نحو «بريكس» يعكس رؤيتها لمستقبل عالمي    الزمالك يرسل عقود شيكو بانزا لنادي استريا أمادورا البرتغالي للتوقيع النهائي    إلغاء رحلات جوية في بالي بسبب ثوران بركان لووتوبي لاكي-لاكي    سوريا تواصل مكافحة حريق ريف اللاذقية الشمالي    7 ميداليات.. حصيلة الفراعنة ببطولة إفريقيا للريشة الطائرة في غانا    دنيا ماهر: أجمل مرحلة في حياتي هي بعد ما وصلت لسن الأربعين    للفوز بحب أصعب الأبراج.. 3 نصائح لجذب انتباه وإبهار برج الدلو    وفقا للحسابات الفلكية.. تعرف على موعد المولد النبوي الشريف    مصرع شخصين دهسًا أسفل عجلات قطار في أسيوط    "جبالي": الحكومة تسحب مشروع قانون تنظيم المراكز الطبية المتخصصة    وزير البترول يتفقد بئر "بيجونا-2" بالدقهلية تمهيدًا لحفر 11 بئرًا جديدًا للغاز    نجاح إجراء جراحة معقدة لإصلاح تشوه نادر بالعمود الفقري لطفلة 12عاما بزايد التخصصي    5 أطعمة تقلل نسبة الأملاح في الجسم.. احرص على تناولها    كشف ملابسات واقعة إجبار أحد الأشخاص على توقيع (10) أيصالات أمانة بالوايلي    انطلاق النشاط الصيفي الرياضي لاكتشاف المواهب وتنمية المهارات ب جامعة أسيوط    تنسيق الجامعات 2025.. أماكن اختبارات القدرات للالتحاق بكليات التربية الفنية    من 3 إلى 13 يوليو 2025 |مصر ضيف شرف معرض فنزويلا للكتاب    المبعوث الأمريكي توماس باراك: ترامب التزم باحترام لبنان وتعهد بالوقوف خلفه    «فيفا» يعلن حكم مباراة ريال مدريد وباريس سان جيرمان في نصف نهائي مونديال الأندية    فيلم أحمد وأحمد يحصد 2 مليون و700 ألف جنيه في شباك تذاكر أمس الأحد    السكة الحديد: تشغيل حركة القطارات اتجاه القاهرة- الإسكندرية في الاتجاهين    ضبط 3 أشخاص بالقاهرة لقيامهم بأعمال الحفر والتنقيب غير المشروع عن الآثار    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإسلام كما أدين به
 29 المسلم مع سائر البشر- ج
نشر في الشروق الجديد يوم 25 - 08 - 2016


1
يجادلنى محدثى فيما أزعم من وجوب الالتزام بالحفاظ على الحياة مهما كان السبب وأنه لا مبرر لرد القتل بالقتل، وأن الجهاد لم يشرع لا لقهر الناس على عقيدة ولا للتحكم فى حريات الناس. وما شرع الله الجهاد إلا وسيلة لإحلال الأمن والسلام، فكيف نسعى إلى السلام بآليات وأدوات غير سلمية؟! لذلك أرانى أقول له: لم يعجبك سلبية ابن آدم فى مواجهة عدوان أخيه فتعال معى نتقدم وننتشر زمانا ومكانا، كما نعلو ونرتفع رتبة فنرى سلوك الأنبياء والمرسلين مع الشر والأشرار، فهذا رسول الله نوح، وكما نقول هو أبوالبشرية بعد الطوفان، يجاهد قومه بالدعوة والحوار والوعد والوعيد زمنا امتد لألف سنة منهم 950 سنة تميزت بشدة وقسوة وتمادٍ فى الظلم من جانب قومه، لذلك سمى الله هذه المدة 950 سنة، وهو تعبير عن الشدة، وفوق ذلك 50 آخرون سماها القرآن 50 عاما (عاما وليس سنة)، أى حوار لين مقبول. وانتهى الأمر إلى إصرارهم وعنادهم فلم يجيش لهم جيشا بل أوكل الأمر لصاحبه (سبحانه) ثم انتصر لنفسه بدعاء الله عليهم «..رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا». فاستجاب الله دعوة نوح وكان الطوفان، وكان الإحياء والموت بيد الله وليس بيد البشر. وعلى المستوى الخاص فهذا «ابن نوح» يقف فى معسكر الرافضين المكذبين، وبدأت أحداث القدر الإلهى فانظر إلى نوح ينادى ولده قائلاً: «..يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلَا تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ» فيقول الابن العاق «..سَآوِي إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ..». وهكذا صار الولد من المغرقين، ومع هذا فلم يفكر نوح فى تأديبه بعنف ولا إكراهه ولا مصارعته وإقصائه ولا قتله.. أليس هذا سلوك نوح عليه السلام النبى الرسول؟!
2
ونبأ المرأتين امرأة نوح وامرأة لوط «..كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا..» فلم يقدم نوح أو لوط على استعمال العنف، وتولى الله ذلك بتقديره وتدبيره ثم بمشيئته. وفى قصة موسى وفرعون أشهر ما قصه القرآن فلم يزد دور الرسول عن البلاغ والبيان والدعوة وقبول الحوار، ولما بلغ الحوار حائطا مسدودا انسحب النبى موسى عليه السلام وخرج تاركا الإقليم كله مفوضا الأمر لله، فكانت نجاة موسى ومن معه محققة، وأصبح هلاك فرعون وجنده حقيقة واقعة، فالإكراه ليس من صلاحيات البشر. وقد همت بنو إسرائيل بقتل عيسى وصلبه فلم يجيش جيوشا لإكراههم ثقة منه فى أن الإكراه قدر إلهى وليس قرارا بشريا.
وتاريخ النبوات كلها أمامك فى القرآن تستطيع قراءته فتتبين علامتين بارزتين، هما:
1 الأصل والأساس الذى لا محيد عنه هو الحوار والدعوة والجدال والسلم.
2 العنف والإكراه له مصدران إما من الله، وحده لنصرة الأنبياء وأتباعهم، وإما جرأة من الكفار يقيمون أنفسهم «مقام الله» إذ يستعملون الإكراه والقتل. وهاتان العلامتان لا جدال فيهما فى أنباء جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى عيسى، لكن الجدال لشديد الأسى والعنف واقع فيما يتعلق بما ورد فى حق خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، وكأن الله جل جلاله قد اتخذ دينين (حاشاه)، دين لجميع الأنبياء والرسل (بشهادة القرآن) ودين خاص بمحمد صلى الله عليه وسلم بشهادة (أصحاب التأويل والتفسير) فتعالى الله عما يقول هؤلاء بتأويلهم وتفسيرهم علوا كبيرا.
3
ونعود فنقرر أن الإله الواحد سبحانه لم يتخذ سوى دينا واحدا هو الإسلام، وأن هذا الإسلام هو الدين الذى جاء به جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم وحتى إرسال محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن ككتاب خاتم، ومهيمن وجامع لكل «دين الله«، فإن تشككت فى قولنا هذا فاقرأ معى قوله تعالى حاكيا عن يعقوب وبنيه «..إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ»، «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ..»، «قُلْ إِنَّنِى هَدَانِى رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ».
وهذه ملكة سبأ ينقل القرآن عنه قولها «..أَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »، وعن إبراهيم وإسماعيل «رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا..»، وعن حوارى عيسى «وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُوا بِى وَبِرَسُولِى قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ». بل إن فرعون عرف صحيح الدين وأراد أن يدعيه بعد فوات الأوان: «..آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِى آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، وما من نبى ولا رسول هو ومن اتبعه إلا أعلنوا إسلامهم كما يحكى القرآن فى آياته الكثيرة. ويبقى لنا هذا المعترك الذى صنعه بعض الناس بتأويل فاسد نشأ عن قراءة قاصرة لأخبار وروايات لا تمت للحقيقة، بل إن بعضهم اصطنع آليات وأدوات ما أنزل الله بها من سلطان ليبرر تصوره المخالف لحقيقة الدين وحقيقة القرآن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.