لوحات فنية وأعمال خزف ومشغولات يدوية وخشية وتريكو فى مدخل وحدة طب المجتمع والتأهيل بمستشفى العباسية للصحة النفسية، وأمام كل مجموعة من هذه الأعمال يقف من قاموا بتنفيذها فى المعرض السنوى للمنتجات الفنية والمشغولات اليدوية الذى تقيمه المستشفى عبر وحدة التأهيل والرعاية النهارية. وأمام مجموعة من مشغولات «التريكو» تبتسم مديحة بعد ما عرفت أن الشنطة التى قامت بنسجها قام بشرائها أحد الزائرين، ورغم أنها لم تكن هذه المرة الأولى التى تشارك فيها فى المعرض، لكن فى كل مرة تلقى أعمالها استحسان الزائرين تشعر فيها بالفرحة. مديحة كانت محجوزة فى قسم (3) فى المستشفى، ثم خرجت منذ أشهر لتمارس حياتها بشكل طبيعى، مع التردد على العيادات الخارجية للحصول على بعض الأدوية، ومتابعة حالتها فى قسم التأهيل. وأوضحت أنها تأتى إلى المستشفى 3 أيام أسبوعيا للعمل فى هذه المشغولات، ولم تقتصر على ذلك بل تشارك أيضا فى أنشطة مسرح المستشفى. وخلال المعرض اشترى مدير المستشفى د.رضا الغمراوى، عددا من منتجات المرضى لتشجيعهم، لافتا إلى أن مستشفى العباسية يعد أكبر مستشفيات الصحة النفسية فى مصر والشرق الأوسط. د.حسام صبرى، طبيب مركز التأهيل بالمستشفى، أوضح أنه يتم إقامة معرض سنوى فى شهر مايو، وقد تلجأ إلى إقامة معارض استثنائية حسب كمية الإنتاج أو المناسبات. وقال صبرى إن للمعرض أهدافا مختلفة فهو تشجيع للمريض ورفع ثقته بنفسه وجعله أكثر مشاركة وشعوره بروح الفريق، مع تحقيق عائد مادى له أيضا، لافتا إلى أنه عند دخول أى مريض المستشفى يكون أول سؤال له عن اهتماماته لمعرفة كيفية استغلالها بما يحقق إعادة دمجه فى المجتمع. وأضاف أن التأهيل مرحلة علاجية تتبع العلاج الدوائى وتسير معه بشكل متوازٍ، وأن هناك برامج مختلفة لتلبية احتياجات المرضى تناسب كل حالة، مشددا على دور التأهيل النفسى لأن العلاج بالدواء وحده قد يعرض المريض إلى الانتكاسة، لكن مع التأهيل تكاد تكون فرصة الانتكاسة منعدمة. وأشار إلى أن التأهيل يعمل على 3 محاور رئيسية وهى الفكر والعاطفة والسلوك، موضحا أن المرضى فى بداية مشاركتهم تكون أعمالهم فى الغالب إسقاطية عما يشعرون به، فمثلا الكثير من المرضى يرسمون لوحات لهم وهم بمفردهم لأنهم يشعرون بالوحدة، لكن بتكرار المشاركة تكون أعمالهم إبداعية ويقدمون لوحات مميزة، بعضها مرتبط بالمناسبات مثل شم النسيم أو عيد الأم أو رمضان. وتابع «بعض المرضى ينحتون أسماءهم داخل العمل نفسه لأنه فخور بما يقدمه»، مشيرا إلى أن بعض الأعمال التى تستخدم بها أدوات بها خطورة مثل المنشار يكون لها احتياطات طبية منها أن يكون فى مستوى من الوعى وتحت إشراف المعالج. وقال إن المستشفى توفر للمرضى الأدوات اللازمة للعمل من خلال ميزانيته، لكن فى بعض الأحوال قد تعجز عن سد بعضها لذلك يتم الاعتماد على التبرعات المالية، التى تأتى فى الغالب من طلبة المدارس والكليات الذين يترددون بشكل مستمر على المستشفى، داعيا الشركات إلى المشاركة المجتمعية لمساعدة المرضى.