- مصر طلبت حماية تيران وصنافير فوافقنا ثم طلبنا عودتهما فوافقت - لا علاقة مع جماعة الإخوان أو تنظيمها بعد تصنيفها إرهابية.. ولم تطلب مصر وساطتنا مع تركيا وقطر - علاقتنا مع مصر لا يهزها الريح ولم نطلب منها إرسال قوات برية إلى اليمن.. ولا خلاف معها بشأن سوريا - نجحنا فى تفكيك الحصار والنفوذ الإيرانى بالمنطقة.. والصراع الطائفى بدأ فقط بعد ثورة إيران 1979
أكد وزير الخارجية السعودى عادل الجبير، متانة العلاقات مع مصر، وإن «جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان نافيا أى تفكير سعودى فى إقامة علاقات مع إسرائيل، وإن بلاده لا تتعامل إطلاقا مع جماعة الإخوان أو تنظيم الجماعة سواء فى مصر أو السعودية أو اليمن، وأن إيران هى من تروج للصراع الطائفى فى المنطقة وأنه لا وجود لبشار الأسد فى سوريا المستقبل. وخلال لقاء استمر ساعتين مع الصحفيين المصريين فى مقر السفارة السعودية فى القاهرة، ظهر أمس، قال الوزير السعودى إن الملك فاروق عرض على الملك عبدالعزيز سعود حماية الجزيرتين، وقبلنا وشكرنا مصر على ذلك، وبعد أن تم احتلالها من إسرائيل ثم إعادتها فقد خضعت لأحكام اتفاقية كامب ديفيد، وبعد مباحثات مكثفة ومطولة استمرت لسنوات تم الاتفاق على عودة الجزيرتين للسعودية. وقال الجبير إنه لا توجد وثيقة مصرية تتحدث عن مصرية الجزر، بل إن وزير الخارجية المصرى الأسبق عصمت عبدالمجيد بعث برسالة رسمية إلى السعودية يتحدث فيها عن أن الجزر سعودية عام 1989، ولم يكن هناك فى أى وقت تشكيك مصرى فى أن الجزر سعودية، بل كان النقاش حول كيفية إعادتها وتوقيت ذلك، ومدى تأثيرها على اتفاق كامب ديفيد، ولا أحد يشكك فى نزاهة وحرفية الخارجية المصرية الأكثر مهارة عالميا، وجاءت ثورة 2011 فتعطلت المفاوضات.
وأضاف الوزير أن مصر لم تحتل الجزر، والسعودية لم تأخذ أراضى مصرية، وجرت المفاوضات لسنوات، وانتهت إلى أن الجزر سعودية، مؤكدا أن الرياض سوف ترث كل التزامات مصر الدولية والقانونية فيما يخص هاتين الجزيرتين. لكن لن توقع معاهدة مع إسرائيل بشأن ذلك. وأبدى الجبير اندهاشه من الاعتراضات على الاتفاق الواضح، لأن الجزر سعودية وسمحنا لمصر باستخدامها من دون وجود نزاع أو جدل. وطلب السفير السعودى أحمد القطان من الصحفيين المصريين «العودة إلى الدكتور مفيد شهاب وسؤاله عن قصة هذه الجزر، وسوف يؤكد أنها سعودية». وتمنى القطان الذى أدار اللقاء الذى عقد فى مقر السفارة السعودية بالجيزة على الصحفيين التحقق من صحة ما يكتبونه من معلومات خوفا من المعلومات المغلوطة.
ووصف الجبير العلاقات مع مصر بالراسخة ولا يهزها الريح لكن كل مواطن عربى صار وكالة أنباء متنقلة، والكم الهائل من المعلومات يعنى أن هناك معلومات مغلوطة كثيرة. ونفى الوزير السعودى أن بلاده طلبت من مصر إرسال قوات برية إلى اليمن قائلاً: إن ذلك حدث فقط فى خيال بعض الصحفيين، والمعلقين فقط وأن موقف البلدين موحد فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، وهو دعم عودة الشرعية. كما أنه لا يوجد خلاف مصرى سعودى بشأن سوريا لأن الهدف واحد، وهو بناء دولة وطنية ديمقراطية موحدة والجميع تقريبا من قرار مجلس الأمن إلى غالبية «مجموعة فيينا» يتفق على أنه لا وجود لبشار الأسد فى سوريا الجديدة.
وقال الوزير: إن بلاده ستقوم بالوساطة بين مصر وكل من تركيا وقطر إذا طلب منها ذلك. ونفى الجبير وجود تناقض بين التحالف الإسلامى الذى دعت إليه السعودية والقوة العربية المشتركة التى دعت إليها مصر، بل إننا دعمنا هذة القوة من البداية، لكن هناك أسئلة تنتظر الحسم تتعلق بجوانب سياسية وفنية ومالية بشأن القوة العربية. وعن التلميحات بوجود علاقات واتصالات للمملكة مع جماعة الإخوان نفى الجبير ذلك تماما، مؤكدا أن تصنيف الرياض لجماعة الإخوان بأنها إرهابية ما يزال قائما ولم يتغير وموقفها من التنظيم ثابت أيضا، ولم تتواصل أو تتفاوض مع أى فروع للإخوان بمن فيهم إخوان اليمن، لكنها فى الوقت نفسه، لا تفتش فى نوايا الناس.
ونفى الجبير أن تكون إيران نجحت فى حصار منطقة الخليج، شارحا أن بلاده ومعها الأشقاء نجحت فى فك هذا الحصار وإفساد كل محاولات التدخل الإيرانى وتقليص نفوذه فى المنطقة من أول اليمن إلى البحرين ومن سوريا ولبنان إلى السودان وأفريقيا. وردا على سؤال ل«الشروق» عن خطورة تحول النزاع إلى صراع طائفى قال الجبير إن إيران هى من تحاول ذلك والمنطقة لم تعرف الطائفية إلا بعد قيام الثورة فى عام 1979، فهم تبنوا مبدأ تصدير الثورة والتفجيرات والتدخلات وزرعوا الميليشيات، وعلى إيران إذا كانت راغبة فى التعايش أن تتصرف كدولة وليس كثورة.
وقال الجبير: إن أكثر من دولة عربية طلبت وقف قناة المنار التابعة لحزب الله، لأنها تبث الفتنة وتحرض على الإرهاب، فهل من المعقول أن ندفع «فلوس» لقمر صناعى ينقل بث الفتنة؟! ونفى الجبير أن تكون الوهابية مسئولة عن العنف والإرهاب والتطرف متسائلاً: لماذا لم نرَ أى أعمال عنف وتطرف من السعودية طوال 250 سنة حتى عام 1979؟ وأجاب بأن بعض أهل السنة تطرفوا كرد فعل على تطرف إيران شيعيًا. مضيفا: لا يوجد شىء اسمه الوهابية، ومحمد بن عبدالوهاب لم يخترع مذهبا، مؤكدا أن أكثر من يحارب داعش والقاعدة هم علماء المملكة، وأن كل دين يعانى من بعض المتطرفين. ونفى الجبير وجود أى دور للسعودية فى سد النهضة الإثيوبى، كما نفى أى وساطة سعودية بين مصر وإيطاليا على خلفية قضية جوليو ريجينى.