ياسر أيوب.........2010/12/23 مساء أمس الأول.. لعب الأهلى مع حرس الحدود وفاز بهدفين مقابل هدف واحد للحرس.. وبعيدا عن استوديوهات التحليل الرائعة التى ناقشت الجوانب والتفاصيل الفنية للمباراة.. تبقى هناك رؤيتان متناقضتان لتلك المباراة نفسها.. عشاق الأهلى رأوها انتصارا جاء فى وقته ليسترد فريقهم الثقة.. أما عشاق الزمالك فقالوا إنه مجرد انتصار زائف جديد صنعه حكم اعتاد مجاملة الأهلى فاحتسب ضربة جزاء مزورة جاء منها الهدف الثانى للأهلى، ولكن هؤلاء العشاق غضبوا أكثر لما قام به محمد نصر، مخرج التليفزيون الأهلاوى، الذى تعمد نقل صورة بعض مشجعى الأهلى عقب انتهاء المباراة تاركا الصوت يسرى من الاستاد لكل البيوت والمكاتب والمقاهى حاملا شتيمة بعض جماهير الأهلى لشيكابالا ووالدته.. وهكذا تتواصل الرؤيتان المتناقضتان دوما لحياتنا الكروية.. أحمر أو أبيض.. كأنه ليست هناك ولو حقيقة واحدة يمكن أن يتفق عليها الأحمر والأبيض.. كأنه لا يجوز أن يكون هناك مشجع أهلاوى واحد يرى أن ضربة الجزاء لم تكن صحيحة، أو أن هذا الانتصار تمت المبالغة فيه بشدة.. كما أنه يصعب جدا العثور على مشجع زملكاوى يرى الأهلى يستحق الانتصار أو يتعامل مع شتيمة جمهور الأهلى بمثابة رد فعل طبيعى.. غاضب وثائر وهائج وأحمق وخاطئ.. لما قام به شيكابالا حين تراقص مرتين من قبل وهو يشتم جمهور الأهلى.. وأصبحت أشك تماما فى تغيير هذا المناخ ليعود طبيعيا وهادئا يحتمل خلافات الرأى والرؤية والحكم والتقييم.. ولكننى خفت من مشهد شتيمة بعض جماهير الأهلى لشيكابالا.. رأيته بروفة مؤكدة لحفلة سباب متبادل يستعد لها الجميع أثناء مباراة القمة.. وبمنتهى الأمانة لا أجد أى عذر لقبول ما قامت به بعض جماهير الأهلى، ولكننى فى الوقت نفسه أعتب على كل الذين أسعدتهم سابقا صورة شيكابالا وهو يرقص للمرة الثانية شاتما فى الأهلى دون أدنى اعتراض على هذا السلوك الفج.. وبالقطع لم يكن يليق بمحمد نصر أن ينقل هذا لكل الناس فى وقت مضطرب.. فهذا خطأ فادح قد لا يعاقب عليه أى قانون لكنه ضد أبسط مبادئ المسؤولية والإحساس بوطن لم يعد يحتمل المزيد من الصدامات والجروح.. ورغم كل ذلك، صفقت لمحمد نصر حين انتبه وقدم للناس أثناء المباراة لقطة استثنائية ونادرة لحسن حمدى، لم يشهدها الناس أبدا من قبل.. فقد أحرز حرس الحدود هدف السبق ليشاهد الناس رئيس الأهلى يعود برأسه إلى الوراء فى لحظة ألم وحزن حقيقى دون ادعاء أو افتعال.. وأظن أنها المرة الأولى التى يشاهد فيها الناس حسن حمدى كمجرد مشجع أهلاوى حقيقى وليس رئيسا للنادى الأهلى.. وأنا أعرف عن قرب مدى حب حسن حمدى للأهلى وما يواجهه الرجل الآن من ضغوط وحسابات وصراعات، بل صدامات أيضا مع معظم الناس حوله.. وهى فرصة لأن أقول لرئيس الأهلى إنها اللحظة المناسبة لفتح أبواب الأهلى أمام حرس جديد.. فالحرس القديم لابد أن يرحل بمجرد أن يأتى المدرب الجديد.. وبعده تأتى عقول وطاقات جديدة ورائعة.. لأنه صعب جدا أن يبقى الأهلى يدار بقواعد وأسس قديمة لم تعد تناسب الزمن ولا حتى تستطيع الحفاظ على مكانة الأهلى وكبريائه.