أنهت شركة "روزنفت" الروسية للطاقة، صفقة شراء 30% من مشروع "ظهر" المصري للغاز، من شركة "إيني" الإيطالية، حسبما نقلت قناة "روسيا اليوم" أمس. وقال بيان للشركة الروسية إن قيمة شراء "روزنفت" حصة في حقل "ظهر" للغاز بلغت نحو 1.125 مليار دولار"، وبموجب الصفقة ستعوّض الشركة الروسية نظيرتها الإيطالية عن التكاليف التي أنفقتها الأخيرة في المشروع. وبذلك تصبح "روزنفت" طرفا في مشروع تطوير أكبر حقل للغاز في البحر المتوسط، جنبا إلى جنب مع شركات عالمية، بحيث توزع الحصص بعد هذه الصفقة لتصبح 30% للشركة الروسية، و60% لشركة إيني الإيطالية، و10% ل"بريتش بتروليوم" البريطانية. ووقع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية مساء أمس اتفاقاً مع شركات "إينى" الإيطالية و"ابستريم" المملوكة لشركة "روزنفت" الروسية والشركة القابضة للغازات الطبيعية "إيجاس" تدخل بموجبه الشركة الروسية شريكاً في منطقة امتياز "شروق" البحرية التي يقع فيها حقل "ظهر"، وقال بيان لوزارة البترول أمس إن الصفقة تشمل منحة تنازل بقيمة حوالى 114 مليون دولار، والتي تعتبر أكبر منحة تنازل يحصل عليها قطاع البترول. وتابع البيان"ستقوم الشركة الروسية بسداد حصتها في الاستثمارات التي تم انفاقها من قبل في المشروع". وعقب التوقيع أكد وزير البترول والثروة المعدنية أن الاستثمارات المشتركة بين الشركات العالمية الكبرى في تنمية حقل ظهر للغاز تنعكس بشكل مباشر على سرعة استكمال مراحل العمل بالحقل الذى تبدأ باكورة إنتاجه قبل نهاية العام الحالي. ورحب الوزير بدخول "روزنفت" الروسية التي تعمل وتستثمر لأول مرة في مصر، مؤكدا أن صناعة البترول المصرية أصبحت اكثر جذبا للشركات العالمية والمستثمرين بعد النتائج الايجابية التى تحققت خلال السنوات الثلاث الاخيرة. وتعد "روزنفت" الحكومية الروسية أكبر شركة بترول حكومية على مستوى العالم من حيث حجم الانتاج والاحتياطى من الثروات البترولية. وفي ديسمبر 2016، وقعت "روزنفت" اتفاقا للحصول على حصة 30% من "إيني" مع خيار لشراء 5% إضافية، في المشروع الذي يعتبر من أهم الاكتشافات في السنوات الأخيرة. ومن المتوقع أن يبدأ الحقل بالإنتاج قبل نهاية العام الجاري، إذ سيتم أولا تزويد السوق المحلية بالغاز، ومن ثم سيصدّر للسوق الخارجية. فيما كشفت وكالة "إكونميكا سيفودنيا" الروسية، أن "روزنفت" الروسية ستبنى خط أنابيب للغاز فى مصر، للتصدير إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، عقب شراء امتياز الحقل. وأضافت الوكالة الاقتصادية الروسية، أن روسيا تسعى لإيجاد شركاء جدد فى الشرق فى عدد من المشاريع فى قطاع الطاقة، ومن الواضح أنها تحاول أيضا أن تتعاون مع مصر عقب تعاونها مع الصين والهند، بعد ظهور صعوبات فى التعاون مع الغرب، حيث من المحتمل أن تتحول مصر لأكبر الموردين للغاز الطبيعي. وأشارت الوكالة الروسية، إلى أن مصر ستصبح دولة مصدرة بشكل نشط للغاز الطبيعى، فوفقا للمعلومات التى تمتلكها شركة "روزنفت" الروسية، فإن حقل الغاز سيكون كبيرا ويمكن تطويره بكفاءة. وذكرت الوكالة أن الشركة ستكون الشريك الرئيسي لمصر عن طريق بناء خطوط أنابيب للغاز وتصديره للسوق العالمية وإلى أوروبا. وتأتي تلك الخطوة في الوقت الذي لا زالت فيه المفاوضات جارية بين مصر وروسيا بشأن عودة رحلات الطيران الروسية المتوقفة منذ أكتوبر 2015، وهو الأمر ذاته بالنسبة للمنطقة الصناعية الروسية بشرق بورسعيد.