هدير الينبوع يناغي رياح الشتاء,فاح عطر الزهرالذابل بين ثنايا العرائش ,وإنساب يتساقط ليروي ذائقة الطين لنشوة الشذى ,ِفي وسط المرج المغطى بأريج الورود ثمة صخور عاجية تسطع ,في السماءِ التي تختزن انساماً بارِدة هناك شمس مشرقه تكابر كي تنثرأشعتها الحمراء في الافق ، وبين الدروب الضيقة الحبلى بالحكايا ,قطراتِ من الندى تتسلل بين الشقوق تعمد الارواح ببشر المطر …… في زرقة الفضاء تغفو الطيور المغرده ,ويفوح من الحقول عطر العنبر , الليل عند التلال الهادئه ظلامٌ مرصع بالنجوم الساطعة, وعندبزوغ البدر تقلق العصافير الغافيه في أعشاشها ,وحينها تتجاوب أصواتها مع السواقي المثقلة بهموم البسطاء ,تتزاحم الأزقه الضيقه تنتظر بشوق كسراتِ من خبز معبأ برائحة الحطب , وقهوة الصباح وهي تدور برحيقها العبق وسط ضحكات مدوية ,الديوك على السطوح تزقو بالصياح قبل المآذن , والقمح يسنبل مع أشراقةِ عبادالشمس ,بينما تنام شرنقة الفراشة في احضان الرحيق, تطبع أقدام الفلاحين العارية خطواتٍ عرجاء فوق الطميّ المنقوع بزخات المطر , أكتاف محنيه من حمل الفؤوس , لكنها سعيده , تتمتمات بأدعية البركه , وحكايا يتبادلونها على الطرقات عن الجنيات اللواتي يهبن الفرح مع همس النسيم صباحاً , أنها أوقات تنام في رفاة الازمان , تغط فيها اللحظات بطمأنية هادئه,طمأنينة الفطرة حين تزهو بإنسجامها الازلي, تراقب تعاقب الفصول في تعبد صامت.