(منقول بتصرف للفائدة) شغلت هذه القضية أذهان العلماء قديما وحديثا؛لمساسها بالقرآن الكريم،وتعلقها بأساسه المتين ، فوقع خلاف بينهم ،حيث قال بعضهم بمنع وقوع المعرَّب في القرآن الكريم ، و قال بعضهم بجوازه ، و توسط آخرون بين الرأيين . وكان الجَدَلُ حول وُقُوع الَّلفْظ الأَعْجَمِيّ في القُرْآن الكريم، هو نقطة البداية لقضية التَّعْريِب عند القُدَمَاء، ولم يُحَسم هذا الخِلاف بين علماء العَرَبِيَّة حول هذه القَضِيَّة. ولهذا اختلف العُلَمَاء قديماً وحديثاً بين مُؤَيّدٍ لعربيتها ومُؤَيّدٍ لأعجميتها وثالث يُوَفِّقُ بين الرأيين. المعرب والدخيل في اللغة : والتعريب في اللغة من عرّب الأسم الاعجمي , أي صيره عربياً هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها ، على نهجها وأساليبها ، فألحقته بأوزانها وأبنيتها وأصواتها. وحده القدماء بان تعريب الاسم الأعجمي : أن تتفوه به العرب على منهجها. مثل : (السجنجل ، والسندس ، وغيرها )أما الدخيل: فهو الألفاظ التي دخلت العربية من لغات أخر وحافظت على شكلها ونقلت بصورتها إلى العربية. مثل (أسماء الأعلام غالبا) .وهذا الفارق ليس بكبير فكلاهما دخل العربية من لغات أُخر . أسباب نشوء المعرب و الدخيل : إنّ وقوع المعرب والدخيل في اللغة عمومًا ، أمرٌ لا يقبل الشك فاللغات الإنسانية جميعها تتبادل التأثير والتأثر وهي جميعها تقرض غيرها وتقترض منه متى تجاورت أو اتصلت بعضها ببعض على أي وجه وبأي سبب ولأية غاية. فالحاجة هي الشرط الأساسي للاستعارة والاقتراض من اللغات الأخرى ، أما إدخال ألفاظ أجنبية للاستعراض والتشدق بمعرفة لغة أجنبية فهذا أمر لا شك انه يضعف اللغة ويؤدي إلى ظاهرة غير مرضية . وقد كان العرب على صلة بالشعوب المختلفة، فالعربية لغة جاورت لغات أخر مثل : لغة الفرس والروم والأحباش وغيرها ، فهي ليست بمعزل عن جاراتها، ودخول الكلمات الأعجمية قديم في العربية وما ذاك إلا نتيجة لاتصالها بتلك اللغات فضلا عن غيرها من الأسباب التي رافقت الحياة العربية من مجيء الإسلام والمد الحضاري فدخلت كلمات كثيرة إلى فضاء اللغة ، حتى عد أحد مظاهر التقاء العربية بغيرها من اللغات على مستوى المفردات. وأن أهم ما جعل العربية تتأثر باللغات الأخرى هي العلاقات التجارية والرحلات المختلفة، كذلك سمحت الفتوحات الإسلامية للعرب بالتمازج مع الشعوب الأخرى، فاستفادت من الفارسية والسريانية واليونانية والأتراك والأكراد، و كذلك دور الحروب في مشرق العالم الإسلامي ومغربه من الحروب الصليبية وفتح الأندلس. طريقة العرب في نقل الألفاظ الأجنبية أو التعريب تقوم على أمرين : أ – تغيير حروف اللفظ الدخيل، وذلك بنقص بعض الحروف أو زيادتها مثل : برنامه/ برنامج – بنفشه/بنفسج أو إبدال حرف عربي بالحرف الأعجمي : بالوده/فالوذج – برادايس/فردوس ب – تغيير الوزن والبناء حتى يوافق أوزان العربية ويناسب أبنيتها فيزيدون في حروفه أو ينقصون ، ويغيرون مدوده وحركاته، ويراعون بذلك سنن العربية الصوتية كمنع الابتداء بساكن، ومنع الوقوف على متحرك ، ومنع توالي ساكنين . علامات تعرف بها الكلمات الدخيلة: أن تكون مخالفة للأوزان العربية: جبريل، خراسان. أن تكون فاؤها نوناً وعينها راء، نرجس، نرد. أن تكون منتهية بدال فزاي، مهندز. أن تكون مشتملة على الجيم والصاد، جص، صنج. أن تكون مشتملة على الجيم والقاف، المنجنيق والجوقة. أن تكون رباعية أو خماسية مجردة من حروف الذلاقة وهي: مر بنفل .مثل (جوسق) – القصر الصغير . موقف العلماء من المُعرَّبُ في القرآن الكريم : – الرأي الأول عدم وقوع المعرَّب في القرآن الكريم: أصحاب هذا الرأي:عُرف هذا الرأيُ برأي اللغويين، ونسبه السيوطي إلى الأكثرين ، ومنهم : أبو عبيدة معمرين المثنى ( صاحب كتاب : مجاز القرآن) وأبو بكر الأنبا ري ( صاحب كتاب : البيان في غريب إعراب القرآن)وابن فارس (صاحب كتاب: الصاحبي – في فقه اللغة ) و الشافعي ( صاحب كتاب : الرسالة) وابن جرير الطبري ( صاحب تفسير : جامع البيان في تفسير القرآن) وغيرهم.وأيد هذا الرأي من المحدثين الأستاذ :أحمد محمد شاكر ، والدكتور عبد العال سالم مكرم ، وغيرهما. و حجتهم: أن في القرآن الكريم آيات كثيرة تقطع بأنه عربي ، والقول بأن فيه من لغات العجم يُنافي ذلك. ومن هذه الآيات :قوله تعالى :(إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)[يوسف/2]وقوله تعالى :)وكذلك أنزلناه حكما عربيا)[الرعد/37]وقوله تعالى: (لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين)[النحل/103]وقوله تعالى:(بلسان عربي مبين) [الشعراء/195]وقوله تعالى(قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون)[الزمر/28] وقوله تعالى:(ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أاعجمي وعربي ) [فصلت/44] وقوله تعالى:(وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا)[الشورى/7]وقوله تعالى (إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون)[الزخرف/3]. أمَّا الألفاظ التي قيل بأنها معربة فهي ألفاظ عربية اتفق استعمال العرب لها مع غيرهم، فهذا من توارد اللغات، فقد تتفق أمَّتان أو أكثر في استعمال كلمة واحدة لمعنى واحد أو مختلف. كذلك فإن اللغة العربية لا يحيط بها إلا نبي ؛ فيحتمل أن تكون معاني هذه الكلمات قد خفيت على بعضهم ؛فظن أنها غير عربية الأصل. – الرأي الثاني وقوع المعرَّب في القرآن الكريم:عُرف هذا الرأيُ برأي الفقهاء،ومنهم : ابن عباس ،ومجاهد وعكرمة ،وسعيد بن جبير،وعطاء ، ووهب بن منبه ، والجو يني، وغيرهم. ومال إليه ابن جني والسيوطي.وأيد هذا الرأي من المحدثين الدكتور/رمضان عبد التواب ، وغيره. وحجتهم: 1-أن هذه الألفاظ القليلة بغير العربية لا تخرج القرآن عن كونه عربيا ، فالقصيدة الفارسية لا تخرج عن فارسيتها بلفظة عربية توجد فيها. 2-أن هذه الكلمات عُرِّبت ،وجرت عليها قوانين العربية،وطوَّعتها العربية لمنهجها في أصواتها وبنيتها؛فصارت ضمن مفرداتها التي يستخدمها العرب ،وذلك قبل نزول القرآن بسنوات طويلة. 3-وقوع الأعلام الأعجمية في القرآن الكريم باتفاق ؛ فلا مانع من وقوع غيرها من الأجناس. 4-أن معنى الآية الكريمة في سورة فصلت : " أكلامٌ أعجميٌّ ومخاطَبٌ عربيٌّ ". 5-أن القرآن الكريم حوى علوم الأولين والآخرين ؛ فلابد من وقوع الإشارة فيه إلى أنواع اللغات والألسن ليتم إحاطته بكل شيء؛ فاختير له من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالا ، وإن كان أصله بلغة العرب . 6-أن الألفاظ المعرَّبة لا تقل في فصاحتها وبلاغتها عن الألفاظ العربية أصالة ، فكلمة ( إستبرق ) معناها : ماغلظ من الحرير،و لو اجتمع فصحاء العالم وأرادوا أن يأتوا بلفظة تقوم مقامها في الفصاحة لعجزوا. واستدلوا بما أخرجه ابن جرير بسند صحيح عن أبي ميسرة التابعي الجليل أنه قال " في القرآن من كل لسان ". – الرأي الثالث الجمع بين الرأيين السابقين: صاحب هذا الرأي هو أبو عبيد القاسم بن سلام الهروي ، ومال إليه أبو منصور الجواليقي ،وابن الجوزي ، وآخرون. وأيد هذا الرأي كثير من المحدثين وفي الحقيقة رأي أبي عبيد يتفق مع أصحاب الرأي الثاني القائل بوقوع المعرب في القرآن الكريم ،فهو يقرر أن هذه الأحرف أصولها أعجمية ، لكنها عربت وحولت إلى العربية ، وهذا ما نفاه مطلقا أصحاب الرأي الأول فالمسألة تدور بين المنع والجواز. الخلاصة: وجود المعرَّب في القرآن الكريم ، لا ضير فيه مطلقا، ولا يقدح في عربية القرآن الكريم ؛ إذ إن هذه الألفاظ القليلة لا تخرج القرآن الكريم عن عربيته. فهل تُغيِّر قطرة ماء ملحة عذوبة نهر جار ؟ !! بل إن الله ( جلت حكمته) خاطب القوم بلغتهم التي يتحدثونها ويفهمونها ، سواء أكانت عربية أصالة أوتحويلا. كما أن هذا دليل اتساع آفاق هذه اللغة العظيمة ؛ إذ استطاع أصحابها أن يُطوِّعوا هذه الألفاظ التي تنحدر هي والعربية من أصل واحد ، ويخضعوها لمِنهاجهم ، ويجروا عليها قوانين لغتهم ، حتى صارت تجاري ألفاظها في الفصاحة والبلاغة ، فضُمَّتْ إلى مفرداتها،وغدت كأنها عربية صرفة وكان ذلك قبل نزول القرآن بسنوات طويلة. الألفاظ المعربة في القرآن الكريم بذل كثير من العلماء جهودا كبيرة في محاولة الوقوف على الألفاظ المعربة في القرآن الكريم ، وعلى رأس هؤلاء السيوطي ( ت 911ه) فقد جمع في كتابه " المهذَّب فيما وقع في القرآن من المعرَّب " فوق مائة وعشرين كلمة ، رتبها هجائيا من الألف إلى الياء ، مبينا أصلها الأعجمي الذي ترجع إليه. وأشهر هذه الكلمات: م الكلمة السورة أصلها 1 أباريق الواقعة 18 فارسية معربة 2 أب عبس31 مغربية معربة 3 ابلعى هود 44 هندية معربة 4 أخلد الأعراف176 عبرية معربة 5 أرئك المطففين35 حبشية معربة 6 آزر الانعام74 أعجمية معربة 7 أسباط البقرة140 عبرانية 8 إستبرق الكهف31 أعجمية 9 أسفاراً الجمعة5 سريانية أو نبطية 10 إصرى ال عمران 81 نبطية 11 أكواب الواقعة 18 نبطية 12 أليم البقرة 10 عبرانية 13 إناه الاحزاب53 مغربية وقيل بربرية 14 أواه التوبة 114 حبشية 15 أواب ص 17 حبشية 16 إبليس البقرة 34 أعجمى 17 إنجيل آل عمران 48 أعجمى معرب 18 إسرائيل المائدة 78 أعجمى عبرانى 19 إبراهيم البقرة127 أعجمى 20 إسماعيل البقرة 127 أعجمى 21 إسحاق البقرة 133 أعجمى 22 إلياس الصافات123 أعجمى 23 إدريس الأنبياء85 أعجمى 24 أيوب الانبياء83 أعجمى 25 بطائنها الرحمن54 قبطية 26 بعير يوسف65 عبرانية 27 بيع الحج40 فارسية 28 تنور هود40 فارسية 29 تبشيرا الإسراء7 نبطية 30 تحت مريم24 نبطية 31 جبت النساء51 حبشية 32 جهنم البقرة209 فارسيه أو عبرانية 33 حصب الانبياء98 زنجية 34 حطة البقرة58 35 الحواريون المائدة112 نبطية 36 حويا النساء2 حبشية 37 درست الانعام105 يهودية 38 درى النور35 حبشية 39 دينار آل عمران75 فارسية معربة 40 لاتقولوا راعنا البقرة104 يهودية 41 ربانيون ال عمران 79 عبرانية أو سريانية 42 ربيون أل عمران146 سريانية 43 رحمان الفاتحة2 عبرانى 44 الرئس ق12 أعجمى 45 الرقيم الكهف9 رومية 46 رمزاً أل عمران 41 عبرية 47 رهواً الدخان 24 سريانية 48 الروم الروم2 أعجمية 49 رنجبيل الإنسان17 فارسية 50 السجل الأنبياء104 حبشية أو فارسية 51 سجيل الحجر74 فارسية 52 سجين المطففين 8 قال السيوطى غير عربى 53 سرداق الكهف29 فارسية 54 سريا مريم24 سريانيةأونبطيةأويونانيه 55 سفرة عبس15 نبطية 56 سقر المدثر26 أعجمية 57 سجدا البقرة58 سريانية 58 سكراً النحل67 حبشية 59 سلسبيل الإنسان18 أعجمية 60 سندس الكهف31 فارسية أو هندية 61 سينين التين2 حبشية 62 سيناء المؤمنين 20 نبطية 63 سيدها يوسف25 قبطية 64 شطر البقرة144 حبشية 65 شهر البقرة185 سريانية 66 الصراط الفاتحة6 رومية 67 صرهن البقرة260 نبطية أو رومية 68 صلوات الحج40 عبرانية 69 طاغوت البقرة256 حبشية 70 طفقا الأعراف22 رومية 71 طوبى الرعد29 حبشية أو هندية 72 طور الطور1 سريانية أو نبطية 73 طوى طه 12 عبرانية 74 عبدت الشعراء22 نبطية 75 عدن التوبة 72 سريانية أو رومية 76 العرم سبأ 16 حبشية 77 غساق النبأ 25 تركية 78 غيض هود 44 حبشية 79 فردوس الكهف 107 رومية 80 فوم البقرة 61 عبرية 81 قراطيس الانعام91 قال السيوطى غير عربية 82 قسط الأنبياء 47 رومية 83 قسطاس الإسراء35 رومية 84 قسورة المدثر51 جيشية 85 قطنا ص16 نبطية 86 أقفالها محمد24 فارسية 87 القمل الأعراف133 عبرية أو سريانية 88 قنطار أل عمران14 رومية أو سريانية 89 كافور الإنسان5 فارس 90 كفر البقرة102 نبطية 91 كفلين الحديد28 حبشية 92 كورت التكوير1 فارسية 93 كنز هود12 فارسية 94 لينة الحشر5 لغة يهود ويثرب 95 متكأ يوسف31 حبشية 96 مجوس الحج17 أعجمى 97 مرجان الرحمن22 أعجمى 98 المسك المطففين26 فارس 99 المشكاة النور35 حبشية 100 مقاليد الزمر63 فارسية 101 مرقوم المطففين20 عبرية 102 مزجاة يوسف88 عجمية أو قبطية 103 ملكوت يس83 نبطية 104 مناص ص3 نبطية 105 منسأة سبأ14 حبشية 106 منفطر المزمل18 حبشية 107 المهل الدخان45 مغربية أو بربرية 108 ناشئة الليل المزمل6 حبشية 109 هدنا الأعراف156 عبرانية 110 هود البقرة111 أعجمى معرب 111 هَْون الفرقان63 سريانية 112 هيت لك يوسف23 قبطية أو سريانية أو عبرانية 113 وراء إبراهيم16 نبطية 114 وردة الرحمن37 ينسبه الجواليقى وقال ليس عربى 115 وَزَر القيامة11 نبطية 116 ياقوت الرحمن58 فارس 117 يحور الانشقاق14 حبشية 118 يصدون الزخرف57 حبشية 119 يصهر الحج20 مغربية 120 اليم طه39 سريانية أو عبرية 121 يهود البقرة113 أعجمى معرب