ترنيمات نقديّة: اطلالة روح فى قصيدة الغرباوى (حياة تموت جوّا إنسان)..! فى قصيدة (حياة تموت جوّا إنسان ..!) يعود الغرباوى فى عباءة صوفيّة شجن.. يَعتب على زمانه.. ويرمى واقع مشاعر وأحاسيس الحُبّ وفيوض العشق ب ( زيْف حِنيّة.. لابسة جذمة إنسان..!).. ويرسم للعاشق صورة (تُربى.. يفشل فى دفن نفسه..!) (شايْل عٍشقه رمله)، وتخدره ريحة محبوبته التى (تخبّى سكين دبحه )، رغم ان أريج برفانها اشتراه برهن عُمره ..من أجل أن يبتاع لها ثمنها..! ما أشدّ قَسوة خيْال الشاعر.. رغم غِيْاب حيثيات الفراق والهجر.. والبُعاد.. الذى ينمّ عن عشق كبير.. يتم اغتياله.. وإدراكنا إننا أمام دَفقة شعورية، وليْس مقالا أو بَحثاً موضوعيّاً..! إنه عاشق يترنّم فى كفنه.. الذى هو (أبيْض روحه) يَنهال عليه.. ويَغشاه حُزنه شلالا مندفعاً..! ورغم ذلك يفشل أن يمسح (شاهد قبره).. الذى يسطر عليه.. ويسوّد به حَرفه.. آخر أمله فى لقاء حُبّه .. موعد لقاء بجَنان الرحمن..؟ مُنتهى صرخات أنّات الحزن..! ومُنتهى لوم واتهام بالذنب..وعُتب على الزمان..! وجنوح روح غصب عنها وعدم التسليم بفرضيّة الأقدار.. ورضوخ القلب ولقضا الربَ استسلام..! إنجراف فى حِديّة الحُب..؟ أم إنحراف بصوفيّة الشجن..؟ قبول الواقع فى مَوت الإنسان..؟ وأيضاً رفض الواقع فى مَوت حَيْاة (جوا ) إنسان..؟ والحُبّ هو حًيٍاة العاشق كُلّها..! ويأبى العِشق أن يكون جزءا من كيان ووجود حياة الإنسان..! فعاشق الغرباوى يحب بصدق ( إمبارح والنهاردة وبُكره والآن).. يَحيا مَحبوبته أبد..! وبالتالى ليس فى قمّة إنشغاله.. ولا فى فراغات متطلّبات يومه ما يشغلها عنه.. ولا يهفّ عليه أدنى تساؤلا بحثاً عنها..! فهو يعيشها مأكله وملبسه ومتنفسه ومتنزهه.. إنها غلبت نفسه وهنا وادمانا.. لذة ووجعاً.. ألفة واعتياداً.. حقيقة إمرأة.. وفى رحيلها يحياها أيضا حقيقة طيفاً.. فقد غشيت روحه قيادة ومقعداً..! فهى وهو ضلّ واحد جسداً وروحا وقلبا وعقلاً..! كلاهما حَيْاة أبد.. وأبد حياة..! ولكن للأسف.. تشعر فى مفردات القصيد العنيفة ( دبح ، جذمة، كفن..الخ) بمدى قَسوة عَذابات العَاشق، حتى رَميه فى حضن الصوفية لم ينقذه.. ولم يخفف قليلاً من توجّعات وآلام حُبّه..! فينهار حلما به فى (جنّة الرحمن)..؟ وكأنه يعتذر لها فى حلمه بجمعه بها، بعدما إنهال عليها لوما وتشويها نزفاً..! مُنتهى الحب.. مُنتهى العِشق.. مُنتهى الألم وعذابات إحساس كبير.. لا نختلف على أنه خسارة ضيْاعه.. سواء ضاع من على الأرض؟ أم ضاع وتفرّق بين قلبين..؟ رومانسية كم هى قاتلة فى رقتها..! ومثالية عِشق مذبوح فى واقع نزف..! مع تقديرى للقصيد الملساء.. التى تتسلّل إلى رقبتك خيط حرير.. كم هو مؤلم الروح..! وللعاشق المذبوح من وجهة نظره.. التى كم هى فى حاجة لتفترش رمل شط بحر قليلاً حت تهدأ.. وتتقبل قدر الربّ نفس وسادة..! وتقديرى لموهبة الشاعر المورق حمرة أدب.. جرحاٍ.. جرحاً ونزفاً..! **** بقلم: سلوى العبد الله النصّ الأدبى محلّ الاطلالة النقدية شعر : أحمد الغرباوى حَيْاة تِموت جوّا إنسان..! ليه.. يازمان..؟ لا زَىّ.. ولا ليه ولا.. ولا كَمان عَلشان..! حَبّيتها إمبَارح ولبُكرا عَايْشها وبَعيشها دلوقتى الآن..! ،،،،، ليه.. يازمان..؟ الوَردة اللى رَبطت ضِفيرتها عَ الرمل رَمتها ودّسها.. دَسها حَنان.. حِنيّة زيْف لابسة جَذمة إنسان..! بَسّ الريحة اللى سابقة سِكّين دَبحى..! وعن روحى مخبّى رمل دَفنّى..! مِ الجَنّة.. اشتراها قلبى بُرهَان.. بُرهان عُمرى لعِشق روحى بَرفان..! ،،،،، ليه.. يازمان..؟ ليه..؟ حَيْاة تموت.. بتموت جوّا إنسان..! شَايْل عِشقه وفِ أبيض روحه لفّه حُبّه أكفان..! لا عَارف يكون تُربى لنفسه ولا انثال حُزنه يِمسح شاهد قبره حُبّ.. حبّ يترقّب جنّة رحمن..! ،،،،،، ليه.. ليه.. يا زمان..؟ ***** شعر : أحمد الغرباوى