البوسطجى ………. كلمة بوسطجي ترجع لخليط من لغتين من كلمة بوست ، وجي … فكلمة "بوست" قيل أنها ترجع لأصول يونانية قديمة من كلمة Baredos أو أصول لاتينية من كلمة Vareidus، وقيل أيضاً أنها كلمة رومانية الأصل وكانت تطلق على الحظيرة وهي مكان استراحة الخيول والدواب، حيث أعتمد في السابق على نقل البريد بواسطة العربات والخيول التي تجرها.. .. وقيل كذلك أنها كلمة فارسية وتعني البريد على أساس أن الفرس أول من عرفوا النظم البريدية … و" جي " حرفان من قواعد اللغة التركية يغيران معني الكلمة عند ارتباطهما بآخرها، فتعني المهنة، وقد إدخلت في اللغة العامية العربية خلال عهد الأتراك العثمانيين… ….. والبوسطجي هو الذي يقوم بمهنة توزيع البريد ، "البوسطة و استمد هيبته علي مدار التاريخ من حيث كونه حامل البشارات والنذر فهو أحدى الشخصيات التاريخية، والتي تحولت حالياً الى شخصية فولكلورية . يحمل معه القدر وتصاريفه، فهو يحمل أخبار الفرح والحزن، الحياة والموت ، يعرفه الناس ويتنظرونه في الفترات العصيبة، يحبونه إحياناً إذا ما أتي إليهم بالأخبار السارة، ويكرهونه أحياناً إذا ما جاء بالأخبار السئية … … . قديما كان يسافر على جواده حاملا الرسائل من الملوك الى الملوك، أو حاملا نذر الحرب، أو حاملا العطايا والجزية، أو قادما من الباب العالي الى باقي دول الخلافة …. و يقول التاريخ عن ساعي البريد أن أول وثيقة جاء بها ذكر البريد في حوالي عام 2000 ق.م وهي وصية كاتب لولده يحدثه فيها عن أهمية صناعة الكتابة والمستقبل الزاهر للعمل في وظائف الحكومة، ومن بين ما قاله «اما ساعي البريد فانه يحمل أثقالا فادحة، ويكتب وصيته قبل أن ينطلق في مهمته توقعا لما يصيبه، من الوحوش، والآسيويين». …. وفي مجموعة «رسائل تل العمارنة» الشهيرة هناك رسائل يعود تاريخها الي عام 1364 ق.م بين ملوك مصر القديمة وملوك الحيثيين وآشور وبابل وقبرص. …… ومع ظهور طوابع البريد والطائرات والقطارات أصبحت مهمته قاصرة على التنقل داخل البلد، يحفظ شوارعها وبيوتها يعرف أولادها وبناتها ورجالها ونساءها بالاسم، فهو ملك الشارع بلا منازع، وسيظل البوسطجي محفوراً في ذاكرة التاريخ رغم ما يعانيه الآن أصحاب المهنة من تقلص دورهم ………… والان هل يشتكى البوسطجيه من كثرة المراسيل ؟؟؟؟