احتفلت جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا مساء الاثنين الماضي بميلاد سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وتخلل الاحتفال توزيع جوائز مسابقة المولد النبوي الشريف. أحيا الاحتفال فرقة الشيخ عبد القادر المرعشي وحضره لفيف من طلاب الجامعة وطالباتها وأيضاً الأستاذ خالد الطوخي رئيس مجلس أمناء الجامعة وعدد من الموظفين العاملين بها. وقال الداعية الدكتور سالم عبد الجليل إمام مسجد جامعة مصر "هذه المناسبة تأتي لتذكرنا بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسله ربه لنؤمن به ونطيعه ونوقره ونعظمه ونكثر من الصلاة والسلام عليه". وأشار إلى أننا مطالبون بأن تكون درجة إيماننا بجميع رسل الله وأنبيائه واحدة لا نفرق بين أحد منهم، أما درجتهم عند ربهم، فقد فضل بعضهم على بعض، مصداقاً لقوله تعالى: "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس…" البقرة من الآية 253. ولقد اختار ربنا جل وعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون خاتم الأنبياء والمرسلين وليكون أول شافع وأول مشفع، صاحب الحوض المورود، لم يذكره ربه باسمه مجردا إلا مقروناً بالشهادة "محمد رسول الله". وإذا كان رسولنا صلى الله عليه وسلم هو سيد ولد آدم يوم القيامة فما بالنا به في الدنيا؟ ومن أراد أن يكفيه الله همه ويغفر له ذنبه فليكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقاً للحديث الوارد في سنن الترمذي ومسند الإمام أحمد: قال أبىّ : قلت : يا رسول الله، إنى أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى ؟ قال : " ما شئت " قلت : الربع ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : النصف ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : الثلثين ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟ قال : إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك. وفى لفظ : إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك. وقال الداعية الدكتور أنس عطية الفقي المشرف العام على متطلبات الجامعة إن الصلاة على رسول الله تعني الصلة وهي دليل الحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمستفيد الوحيد منها هو العبد نفسه، لأن الله أغنى نبيه عن دعائنا جميعاً بعد أن زكاه وطهره ورفع قدره ومنزلته. وإذا كان الدعاء لأخيك بظهر الغيب أحرى بالإجابة لما فيه من صدق وإخلاص فإنك حينما تصلى على رسول الله يصلك الله به ويرفع قدرك. ولفت د. أنس الفقي إلى أن علامة حب الله حب نبيه، مصداقاً لقوله تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم" آل عمران: 31. وأكمل منك لم تر قط عيني… وأجمل منك لم تلد النساء خلقت مبرأً من كل عيب… كأنك قد خلقت كما تشاء . ومن ناحيته، افتتح الداعية الشيخ حسام الدين فرفور رئيس جامعة الفتح بالشام كلمته بتلاوة قوله تعالى : "واعلموا أن فيكم رسول الله"، وعلق قائلاً: فينا رسول الله بسنته، وبشمائله، وبسيرته، وبأخلاقه.. فينا رسول الله حياً حياة تليق به ليست كحياتنا، مصداقاً للحديث الذي رواه البزار عن ابن مسعود رضي الله عنه، بلفظ: حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر استغفرت لكم. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام. أخرجه النسائي والطبراني في الكبير وابن عساكر. وهذا الصديق أبو بكر رضي الله عنه يخاطبه بعد وفاته خطاب الحاضر فيقول: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله ما أطيبك حياً وما أطيبك ميتا اذكرني عند ربك". وإذا كان الرسول هو الرحمة المهداة فيحق لنا أن نفرح به قال تعالى: "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون" يونس: 58. وأكد د. حسام فرفور أنه آن أوان الفرار إلى الله والدخول عليه من باب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال تعالى: "ما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون" وقال تعالى: "ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله تواباً رحيما". ونذكر بأن يكون كل واحد منا عنده كتاب في السيرة النبوية وآخر في الشمائل النبوية حتى نحب رسول الله ونتعايش معه عن علم لا عن سماع فقط. يا هذي الدنيا أصيغي واشهدي… أنا بغير محمد لا نقتدي.