إلتقى الرئيس محمد مرسي أعضاء الجمعية التأسيسية.. وألقي كلمة أمامهم بعد تسلمه المسودة النهائية لمشروع الدستور.. حيث جرت مراسم تسليم مشروع الدستور الجديد لرئيس الجمهورية فى حفل كبير بقاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة حضره رئيس الوزراء السابق الدكتور كمال الجنزورى ووزير الدفاع ووزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.. وبدأ كلمته بقول الله سبحانه وتعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون". وقال: فى هذا اليوم العظيم من أيام الوطن الكبير مصر، وفى هذا اليوم من واقع مصرنا الحبيبة الذى نأمل أن نعبر منه لمستقبل زاهر لوطننا يسطر فيه الشعب المصرى بعد ثورة 25 يناير دستور مصر الجديد، إن المتتبع لمسار مصر الدستوري العريق ليجد أن كفاح المصريين استمر من أجل الوصول إلى نظام دستوري مستمر يحقق العدل والمساواة. ونحن أمام هذه اللحظة الجديدة الكبرى بعد ثورة 25 يناير التى ليست فقط الأعظم فى تاريخ مصر بل هى تجربة فريدة بين ثورات الشعوب فى العالم أجمع، وإذا كنا نخطو اليوم خطوة أخرى فى مسار استكمال الثورة فلا يمكن أن ننسى تضحيات شهداءنا الأبرار ولا ننسى أيضا من أصيبوا فى هذه الثورة ولا ننسى أهالي الشهداء والمصابين. ورغم صعوبة المرحلة تلانتقالية التي أوشكت على الانتهاء إلا أن إصرار المصريين كان الأبرز إبتداء من 25 يناير بداية الثورة ومروراً باستفتاء 19 مارس 2011 والانتخابات الرئاسية بجولتيها ليؤكد على إنجاح ثورتهم وعلى المضي قدماً إلى الأمام فى تحقيق أهداف الثورة. إن هذه الجمعية التى وضعت هذا الدستور هي أول جمعية منتخبة فى تاريخنا، لم يكن في تاريخنا لجنة منتخبة وضعت مشروع لدساتير سابقة وهو أمر لا شك له دلالة كبيرة، مرت الجمعية التأسيسية بمراحل كثيرة عشناها لحظة بلحظة حيث تم اختياركم على 3 مراحل، المرحلة الأولى استفتاء مارس 2011، المرحلة الثانية انتخابات مجلسي الشعب والشورى، المرحلة الثالثة انتخابات أجراها أعضاء البرلمان بغرفتي الشعب والشورى المنتخبين. فقد شاركتم عبر ما يقرب من 6 أشهر متصلة في صياغة مواد هذا المشروع بدرجات متفاوتة وكانت مناقشاتكم المستفيضة في كل الجلسات تقريبا تنفل معظمها وسائل الإعلام على الهواء مباشرة. إن أحداً لا يستطيع أن يوفي هذه الجمعية حقها في الثناء على ما قامت به من عمل رغم الظروف الصعبة والضغوط المستمرة عليكم وأسأل الله أن يجزي الجميع عن الوطن خير الجزاء. وتحية خاصة للقاضي الجليل المستشار حسام الغرياني، لك خالص الشكر وعظيم التقدير، ثم وجه الشكر لأعضاء الجمعية التأسيسية وقال: لأول مرة فى دساتير مصر ينتصر الدستور بإرادة الشعب، فتقلصت قي هذا المشروع صلاحيات رئيس الجمهورية فلم يعد يستطيع حل البرلمان إلا باستفتاء، وإذا كان نتيجة الاستفتاء بالرفض وجب عليه أن يستقيل، وهو ما يتبدى فى النص على تمكين خمس أعضاء البرلمان من اقتراح التعديلات على دستور تضع آلية تعديل ديمقراطية يشترك الشعب ممثلا فى مجلس نوابه وعبر الاستفتاء فى تغيير ما يراه ضروريا من مواد الدستور وذلك استجابة للظروف والمطالب الجديدة فالدساتير تولد وتعيش بإرادة الشعوب. وأضاف د. مرسي: كم كنا نحلم المصريين بأن يكون الشعب بحق هو مصدر السلطة كما أحسب أن مشروع الدستور جاء معبرا عن أهداف الثورة العظيمة .. ثورة 25 يناير بالتأكيد على العدالة الاجتماعية وضمان حد أدنى للأجور والعاشات، كما عمل على محاربة الفساد والاستبداد.. أما الرموز الوطنية التى فضلت عدم المشاركة فى الجلسات الختامية فلهم أقول لا شك أنكم أبليتم بلاءا حسنا لمشاركتكم في صياغة هذا المشروع حتى وإن اختلفت رؤيتكم في هذا المشروع إلا أن جهدكم مقدر ولا يمكن أن يضيع آثره أو ننساه. إن أهم ما يعنينا هو أن يكون الدستور ماضيا في الاتجاه الصحيح ممهداً الطريق لتحقيق الأهداف المرجوة في بناء الوطن وطننا الكبير مصر. ندرك أن هناك تحديات جسام تنتظرنا في المستقبل بالداخل والخارج ونحن أهل مصر لها إن شاء الله وذلك قدر كل الشعوب الحرة ومن هنا أجدد الدعوة إلى فتح حوار وطني جاد حول هموم الوطن بكل صراحة لانهاء المرحلة الانتقالية في أسرع وقت بما يضمن حماية ديمقراطيتنا الوليدة، إن مصر فخورة بأجواء الحرية والشفافية ويعد هذا المشروع حركة جديدة من نجاحات ثورة 25 يناير، وأيضاً يعد نجاحا لشهدائها ومصابيها. الديمقراطية هي ثقافة تتراكم وتتجذر عبر ممارستها وإنما نحن نفعل.. إنني وأنا بصدد دعوة الأمة إلى الاستفتاء على هذا الدستور الجديد لا أنسى الدور العظيم للقضاء المصري المجيد في الإشراف على الانتاخابات أياً كان رأى الشعب فى الاستفتاء على الدستور إلا أن سيكون لبنة في البناء الديمقراطي وممارسة عملية التعبير عن الرأي والمشاركة في التعبير عن مستقبل مصر. إن هذا االوطن يقوم على سيادة القانون وعلو الدستور وكلي ثقة أن قضاء مصر الأجلاء سيكونون عوناً لوطنهم وشعبهم وأن لا يمكن أن ينصرف أحد خارج دائرة المشروعية القانونية. إن العالم كله ينظر إلى تجربتنا فمن اللحظة الأولى للثورة المصرية شدت أنظار العالم إليها.. وىلآن وبعد متابعتنا لجهود الجمعية التأسيسية وتسلم بكل حب وتقدير لمشروع الدستور الجديد وحرصاً مني على مصلحة الوطن أصدر قراري اليوم بدعوة جموع الشعب المصري إلى الاستفتاء على الدستور هذا، وذلك يوم السبت الموافق 15 ديسمبر 2012 والذي أدعو الله وأتمنى أن يمون يوما جديدا من أيام مصر الجديدة المستقلة وليذهب الجميع إلى هذا الاستفتاء ليقول رأيه على هذا الدستور بكل شفافية.. الديمقراطية هي المشاركة في التعبير عن الرأي .. أدعو جميع المواطنين لينظروا إلى مواد هذا المشروع.