صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" تقول إنه مع إتساع دائرة الحرب الأهلية في سوريا، تكثر التساؤلات عن الأدوار التي تلعبها الدول الأجنبية، في ذلك الصراع. فقد وجهت الولاياتالمتحدة اتهامات لإيران، بتقديم الدعم العسكري لنظام الأسد، ولهذا السبب طلبت واشنطن من بغداد إغلاق الممرات الجوية العراقية أمام طائرات الشحن الإيرانية، التي تنقل خبراء عسكريين، وشحنات عسكرية إلى دمشق. كما أن هناك شكوكا في أن إيران تستخدم طائرات الشحن التجارية لنقل الأسلحة والذخائر، كما كانت تفعل لإمداد تنظيم حزب الله في لبنان. المسئولون الأمريكيون أقروا بأنهم لا يعرفون يقينا ما هي طبيعة الشحنات التي تذهب إلى سورية. لكن هناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى أن الشحنات ذات طبيعة عسكرية، منها: نوعية الطائرات المستخدمة، والحرص على الطيران المباشر دون التوقف في المطارات العراقية، والتعرض للتفتيش. علما بأن الممرات الجوية العراقية كانت مغلقة في السابق بضغط أمريكي، وقد أُعيد فتحها في يوليو الماضي، وتضاعف عدد الرحلات. يعتقد الكثير من المراقبين، أن العراق لا يريد لنظام الأسد أن يسقط. لأن سقوط العلويين سيقوي نفوذ السنة والأكراد داخل سورية، الأمر الذي يشكل مصدر قوة لنظرائهم في الدين والقومية من العراقيين. وهذا بدوره، سيؤدي إلى تقوية شوكة منافسي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. يضاف إلى ذلك أن سقوط الأسد هو انتصار للمملكة العربية السعودية وقطر وتركيا. وهؤلاء هم الخصوم الرئيسيون للقيادة الشيعية في العراق. وعلى الرغم من أهمية العوامل السابقة، فإن أسباب القلق الأمريكي لا تنحصر في الشحنات العسكرية التي يتسلمها نظام الأسد من طهران. فقد اتهم وزير الدفاع الأمريكي ليون بينيتا طهران بتشكيل وحدات عسكرية غير نظامية، للقتال إلى جانب الأسد في سورية. وهذه الاتهامات أكدتها أطراف إيرانية معارضة، تفيد بأن القيادة الإيرانية تقف وراء تشكيل ميليشيات في سورية، شبيهه بالميليشيات التابعة لتنظيم حزب الله اللبناني، وذلك لاستخدامها كذراع إيراني، للتأثير على الأوضاع في سورية لاحقا، في حال سقوط الأسد. لكن ما يثير الدهشة، هو أن الولاياتالمتحدة لا تجد حرجا في توجيه انتقاداتها لطهران، بالتزامن مع قيامها بتزويد المعارضة السورية بوسائل الاتصالات، ومعلومات استخباراتية، بالإضافة إلى تغاضيها عن أنشطة دول الخليج العربي، التي تدعم المعارضة السورية بالسلاح والمال بشكل علني. المصدر : قناة روسيا اليوم