طالب مستشار للبابا شنودة الثالث بابا الكنيسة الارثوذكسية في مصر يوم الاثنين بحرية اعتناق الاديان للمصريين مبرزا أحد أهم أسباب التوتر الطائفي في البلاد بعد يومين من تفجير استهدف كنيسة في الاسكندرية وأودى بحياة 21 شخصا. وقال نجيب جبرائيل المستشار القانوني للبابا ومدير منظمة الاتحاد المصري لحقوق الانسان في بيان تلاه في مؤتمر صحفي انه يرفع عدة مطالب من بينها "اطلاق حرية اعتناق (المصري) لما يشاء من أديان اعمالا لمبدأ حرية العقيدة الذي كفله الدستور." وأدى الانفجار الذي يشتبه في ان انتحاريا نفذه بعد قداس في الكنيسة بالاسكندرية عشية بداية العام الميلادي الجديد الى اصابة 97 شخصا كذلك. وفي أعقاب الانفجار تظاهر الاف المسيحيين في الاسكندرية والقاهرة احتجاجا على ما يقولون انه تقصير الحكومة في حمايتهم. وكانت جماعة عراقية على صلة بتنظيم القاعدة هددت في نوفمبر تشرين الثاني باستهداف الكنائس المصرية بسبب ما قالت انه احتجاز أسيرات مسلمات في أديرة في اشارة الى مسيحيات تردد أن الكنيسة الارثوذكسية استردتهن بعد دخولهن في الاسلام. واتهم جبرائيل الحكومة بأنها لم تأخذ تهديدات تنظيم دولة العراق الاسلامية بجدية. وقال ان الحكومة تعين لحراسة كل كنيسة جنديين أو ثلاثة "في الغالب الاعم يقضون ليلهم نوما". وقالت الحكومة انها اتخذت اجراءات لتامين الكنائس بعد تهديدات القاعدة وقال ممثلو الكنيسة الارثوذكسية في ذلك الوقت انهم يثقون بقدرة الامن المصري على حماية الكنائس. وقال جبرائيل ان من مطالبه "غل يد الامن وخاصة الموافقات الامنية في بناء وترميم الكنائس والاسراع فورا في اصدار قانون بناء وترميم دور العبادة الموحد." وقال جبرائيل لرويترز ردا على سؤال بعد المؤتمر الصحفي عما اذا كانت المطالب رفعت باسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية فقال "هذه المطالب هي مطالب الاقباط وأنا أعبر عنها بصفتي مستشار الكنيسة." ومن بين أسباب التوتر الطائفي في مصر صعوبات يلاقيها المسيحيون في بناء وترميم الكنائس في مقابل سهولة نسبية في بناء وترميم المساجد. ومنذ وقت تقول الحكومة انها بصدد اصدار قانون موحد لبناء وترميم دور العبادة يتوقع أن يتضمن قواعد واحدة لبناء وترميم الكنائس والمساجد. وطالب جبرائيل أيضا باصدار قانون لمكافحة العنف الطائفي. وقال ان هناك من تجب محاكمتهم من المسلمين لانهم "خلقوا مناخ الفتنة والعداء ضد المسيحيين." وأضاف "منهم من اتهم الكنيسة بأنها تستقوي بالخارج وتستجلب أسلحة من اسرائيل. ومنهم من أهان الكتاب المقدس ووصفه بالتحريف والتضليل ومنهم من أحل دماء الاقباط وأموالهم ومنهم من أوجد مناخا مشحونا بالطائفية." والعلاقات بين المسلمين والاقلية المسيحية في مصر يسودها الوئام لكن تقع أعمال عنف بين الحين والحين من أسبابها أيضا العلاقات التي قد تنشأ بين رجال ونساء من الطائفتين. وبعد تلاوة البيان أقيمت مراسم جنازة رمزية شارك فيها عشرات المسلمين والمسيحيين حملوا نعشا ملفوفا بقماش أسود عليه صليب وهلال متجاوران بينما الرسم المعبر عن الوحدة الوطنية دائما هو هلال يحتوي صليبا. وردد المشاركون هتافات منها "يا ريسنا فينك فينك قتلوا اولادنا قدام عينك" و"يا حكومة عايزة أيه بعد كده حيحصل أيه". وتضمن تقرير للطب الشرعي صدر يوم الاثنين في مدينة الاسكندرية "وجود شظايا وأجسام معدنية بجثث الضحايا وبالاخص في مناطق الكلى والكبد ووجود حروق بمختلف الاجزاء وتهتكات بعظام الجسد." وأضاف أن ذلك نتج عن "حدوث موجة انفجارية عنيفة ينتظر أن يحدد تقرير الادلة الجنائية طبيعتها." وقالت المصادر الطبية بمدينة الاسكندرية ان اصابات خطيرة تحول دون سماع أقوال نحو 25 شخصا يمكن أن يكون من بينهم مرتكب الاعتداء بحسب قول أحد المصادر.