«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عذرا إخواني! ما الذي تبقى من المرجع السيستاني؟
نشر في شباب مصر يوم 04 - 01 - 2011

يؤسفني حقا أن أدفع دفعا للحديث عن هذا الموضوع الشائك المثير للقرف والإشمئزاز، لكن للضرورة أحكامها. فليس من العدالة ان تنسحب أمام فيضان من التساؤلات المشروعة دون أن تبحث عن خشبة أو طوف تتشبث به عسى أن يوصلك إلى برً الأمان! وليس من الإنصاف أن تخنق أسئلة تتزاحم في حنجرتك بفوضى عارمة دون ان تترك لها منفذا لتتسلل منه للخارج. وليس من العافية أن يصدع رأسك يوميا بدوامة الحيرة دون أن تعالجه بحبة مهدئة تطلق العنان لخروج الألم المحبوس في سجن الإختلاجات إلى فضاءات الراحة. سيما عندما يتعلق الأمر بأقدس ما في الوجود الدين من جهة والوطن وهويته وعروبته من جهة ثانية.
الحديث لا يقصد منه بتاتا الإساءة إلى أهلنا الشيعة الأقحاح الذي يؤمنون بالله ورسله وكتبه ويحترمون الصحابة جميعا لا يفرقون بين عطاء عمر بن الخطاب والإمام علي بن أبي طالب للإسلام ، ولا بين قوة إيمان الحسين بن علي وعبد الله بن عمر رضوان الله عليهم جميعا. ولا يؤلهون آل البيت ويقدسونهم أكثر من الله ورسوله. ولا يضفون عليهم خوارق ويمنحونهم معارف وعلوم مبالغ بها، كإنهم قدموا للبشرية مخترعات وعلوم ساهمت في نهضتها. ولا يقصد بهم الشيعة العلويين الأقحاح الذين لم يتلوث مذهبهم بشوائب الصفويين القذرة، أي الذين لا يخضعوا لتأثيرات الولي الفقيه في طهران وأذنابه في العراق. الشيعة الأقحاح هم الذين يتخذون من آل البيت مشاعلا مضيئة تنير لهم طيق الإسلام بلا متاهات ولا دهاليز، ويقتدون بأخلاقهم وقيمهم ومثلهم العليا. إنهم شيعة آل البيت الأصلاء والعنوان الصحيح لآل البيت، وضمن هذا المقياس يعتبر جميع المسلمين شيعة وجميعهم سنة أيضا.
أما الذين يتخذون من المراجع العليا والآيات العظمى وغيرها من الألقاب والصفات التي ما أنزل الله بها من سلطان. ألقاب هجينة تعفف عنها الرسول(ص) ولم يدعيها الصحابة وآل البيت أنفسهم. فهؤلاء الشيعة لم يخرجوا بعد من ظلمة الجاهلية إلى نور الاسلام. فما برحوا يعبدون أصناما لكن من البشر هذه المرة وليس من الحجر، يقدسونهم أكثر من الله والرسول. مثل هؤلاء لا شرف لهم بالإنتماء إلى ذلك البيت الطاهر بل إنهم يلحقون الضرر بهم ويحملونهم ما لا وزر لهم به. ولو كان المراجع على اخلاق آل البيت ويحملون رسالتهم فعلا! كنا أول من يحترمهم ويؤدي لهم الولاء والطاعة. لكن أن يحيدوا عن قيم الإسلام ومثل آل البيت ويتلاقوا من الشياطين وتصب مصالحهم في رافد واح! فهذا ما طاقة لنا به ولا نسكت عنه.
ويصدق الأمر على شيوخ السنة الواقعين في حبائل الشيطان، لكن هؤلاء ليس لهم مراجع دينية عظمى وآيات يتخذون من روح الله قناعا يخفون ورائه مآربهم الشريرة ويسلمونهم زمام قيادتهم كالعميان. هؤلاء المهرجون من شيوخ السنة مكشوفة الاعيبهم السخيفة لأنهم يؤدونها في النهار وأمام الملأ. ولكن الخوف من أولئك الذين يؤدون ألاعيبهم في ظلمة الدهاليز والأقبية وينكرونها أمام العالمين! فهؤلاء هم شرً البلية وهم يستحقون صفة ((من شر ما خلق)) في الآية الكريمة. فنعوذ بالله منهم ومن خبائثهم ومكائدهم.
لم يك المدركون لحجم المأساة الوطنية والواعون لحقيقة زمرة الدجل والشعوذة وما يضمرون من شر في الباطن ضد العراق وشعبه بحاجة إلى الشهادة الأخيرة التي ادلى بها رامسفيلد - احد أبالسة البيت الأبيض- ليحكموا على طبقة المشعوذين ويكشفوا دورهم التآمري وإستحضار روح أحدادهم الصفوييين لتدمير العراق. ولكن البعض الذي لبس نظارة الطائفية السوداء لا يقبل الحقائق ولا يعترف بها. لأنه يرفض ويصرعلى لبس نظارته نهارا وليلا لذلك تتشوش عنده الرؤيا.
عندما كشفت اول أوراق الآيات والمراجع - معظمهم من الفرس- بتوقيع(36) منهم على وثيقة إحتلال العراق وتسهيل مهمة الغزاة بتحريم قتال" قوى الاستكبار العالمي" – وعلى رأسهم الأصنام الأربعة السيستاني والفياض والنجفي والحكيم. إنبرى البعض مدافعا عنهم رافضا ذلك ومطالبا بوثقية تثبت ذلك. وهذا مطلب محق لا خلاف عليه! ورغم إن الوثيقة نشرت بعد ذلك في وسائل الإعلام، لكن البعض اعتبرها ملفقة، في حين ان المرجعية نفسها لم تعلق على الموضوع ولم تنكرالوثيقة وما ورد فيها! ولم يستنكرها أي من المراجع ويدافع عن نفسه كما يفترض بأي رجل دين يحترم نفسه ويرفض أن تشوه سمعته بهذه الطريقة، أقلها أمام مقلديه ومقدسيه. فقد أكتفى الجميع بالصمت.. لماذا؟ في حين إستمر الطائفيون بمزايدتهم على سلع بائرة لا نفع فيها ويرفعون من سعرها بغباء أو جهل؟
المثير في الأمر ان من سرب الوثيقة إلى وسائل الإعلام ليس من النواصب ولا التكفيريين ولا تنظيم القاعدة الإرهابي ولا البعثيين ولا من أعداء العملية السياسية الكسيحة في العراق. أي بشكل عام ليس من أعداء آل البيت وفق نظرية أصحاب المظلومية. إنه سيد موسوي أصيل وغير ملقح صفويا، من خريجي الحوزة العلمية في النجف. يدعى السيد رضا جواد الوائلي، ولمن يجهله فقد كان يعمل في أرشيف السيد السيستاني ويحفظ الكثير من أسراره.
مع هذا أصر البعض على موقف الدفاع رغم ثبات الحقيقة! وإدعوا بأن السيد السيستاني لم يصدر فتوى بتحريم قتال الغزاة. حسنا! لكنه لم يصدر كذلك فتوى بقتال الغزاة؟ رغم علمنا بإنه في السياسة لا توجد منطقة رمادية، فأما أبيض أو أسود. كما عبر الرئس بوش في حديثه لدول العالم خلال غزوه لإفغانستان والعراق أو بالأحرى تهديده لهم " أما مع الإرهاب أو ضده، لا يوجد وسط". إذن فأما أن تكون مع الغزاة أو ضدهم بلا وسط.
لكن هناك مصدرشيعي أشار إلى الحقيقة المرة بل ودفع حياته ثمنا لها وهو من أحد ملهمي خطة إحتلال العراق، إنه مرجع أبن مرجع(السيد عبد المجيد الخوئي) فقد أكد بأن السيستاني " أصدر فتوى دعت العراقيين إلى عدم الوقوف في طريق قوات الاحتلال الأمريكي, وتبعها بفتاوى تصب في مصلحة قوات الاحتلال منها الهروب من الجيش والشرطة، كما سمح بالتعاون مع قوات الاحتلال". ولا نظن إن مثل هذه الفتاوى يمكن أن تنشر في موقعه لأسباب لا تخفى عن عاقل! وسبق أن شهدنا كيف رفع من موقعه فتوى تحريم زواج الشيعية من سني بعد أن أثيرت الضجة حولها دون ان يعتذر عنها أو يبررها. مع هذا فأن البعض ما يزال مصرا على غطرسته الفارغة وكبريائه المسحوقه بنزاهة السيستاني وعصمته.
حسنا!
إنه التشبث بموقف الدفاع المستميت حتى النفس الأخير. وربما لهم الحق في بعض منه! فالمرجع معصوم ولا يزل هكذا زرعت الفكرة السامة في مخيلتهم القاحلة وقد نمت ونضجت وأثمرت فليس من السهولة اقتلاعها. رغم هول هذه الواقعة لكن الحوزة والمرجع نفسه إلتزما الصمت ولم يردا على هذه الإتهامات. لكن كيف يردا؟ أي كان في محلهما سيصمت صمت المقابر. إن نفي الموضوع بحد ذاته سيعقد المشكلة ولا يحلها. لأن المرجع نفسه أصدر فتوى نشرت في 22/9/2002 أي قبل الغزو الامريكي للعراق نصت على أن" من واجب المسلمين في هذا الظرف العصيب أن يوحدوا حكمتهم ويبذلوا كل ما في وسعهم للدفاع عن العراق العزيز وحمايته من مخططات الطامعين. وإن على الجميع أن يعلم أن مأرب المعتدين في العراق، إذا ما تحقق لا سامح الله سوف يؤدي إلى نكبة تهدد العالم الإسلامي بصورة عامة. وان تقديم أي نوع من أنواع العون والمساعدة للمعتدين يعد من كبائر الذنوب وعظائم المحرمات يتبعه الخزي والعار في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الدار الآخرة"! لكن هل يمكن تطبيق هذا الكلام على المرجع نفسه أم إنه خارج المقاييس التي ذكرها؟ ثم كيف يبرر المرجع المعصوم هذا الانفصام غير المعصوم في المواقف؟
مع كل هذا فأن البعض مازال متشبثا برأيه المتعجرف بأن المرجع الأعلى لم يتآمر على العراق وشعبه أو لم يتعاون مع المحتلين على اقل تقدير... أنه معصوم ولا يمكن الإستسلام بتلك السهولة. ولكن فجأة هبت رياح بريمرية عاصفة بما لا تشتهيه السفن السيستانيه. فقد نشر المندوب السامي الامريكي بريمر مذكراته وأشار إلى فضيحة الرسائل المتبادلة بينه وبين السيد السيستاني، مؤكدا تعاون الأخير مع القوات الامريكية. وأشار إلى وجود (25) رسالة متبادلة بينهما في السر وعبر الوسطاء. والأنكى منه أعتراف بريمر بأنه كان يستطلع رأي الحوزة العلمية في كل شاردة وواردة. وهذا تأكيد لإعلان الخوئي بموقف السيستاني من الغزو قبل أن يلقي حتفه على أيدي مقتدى الصدر وجيش الضلالة.
بريمر كما معروف ليس من النواصب بل من أبرز أعدائهم كما توضح مذكراته, فهم برأيه القوة المعارضة والمقاومة للاحتلال الأمريكي وقد وصقهم بالقول" كل سُنّي بعثي، وكل بعثي صدّامي، وكل صدّامي نازي". وهي نفس فكرة نائب وزير الدفاع الأمريكي بول وولفووتز في وصفه للسنة بأنهم " نازيون". متجاهلين حقيقة إن أكثر من 70% من البعثيين هم من الشيعة وان أكبر فرع لحزب البعث كان(فرع صدام) في مدينة صدام سابقا والصدر حاضرا، والله اعلم ما سيكون إسم المدينة لاحقا؟ بريمر إذن يعد من أبرز أتباع آل البيت! حتى ان مساعدته ومحظيته وداد فرنسيس تتعجب من هيام عشيقها بريمر بهوى السيستاني فتقول" لو لم أكن متأكدة من كون بريمر أمريكي ومسيحي لاقتنعت بأنه يقلد السيد السيستاني". وتزيد فرنسيس بأن بريمر" يعتبر السيد السيستاني الورقة الرابحة أو الفرصة الأخيرة في أي موقف أو مأزق سياسي يواجهه، فهو يمتلك(عصا موسى) على حد تعبيرها. أما رسول الغرام بين العاشقين فهو (أبو تراب النجفي) أحد أقارب السيستاني - فارسي الاصل ومولود في العراق - يتقاضى راتبا بريمريا قدره(15000) دولار عن خدماته كمستشار ديني لبريمر!
كان موقف المرجعية والمرجع الصمت المعتاد .. بلا تعليق!
إنه الصمت المريب المشوب بالشك الرهيب. الأكثر غرابة إن أتباع المرجع ومقلديه لم يكلفوا أنفسهم عناء الضغط على المرجعية لمعرفة حقيقة تلك الإتهامات من زيفها وضرورة تنظيف أرادنها منه، بل تغاضوا عن الأمر! وهذا الأمر ينطلق أما من معرفتهم بصحة المعلومات ودقتها فلا يحرجوا أنفسهم ومرجعيتهم. أو هناك توجيه غير معلن من المرجعيية بعدم إثارة الموضوع لغاية طائفية مكشوفة وهي الحفاظ على المذهب وكرسي الحكم. أو تطبيق القول المأثور" إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب" أي السكوت عن فضيحة أصغر لستر فضيحة أكبر! ربما تكشفها الأيام القادمة، ولنا في موقع ويكيليكس إسوة حسنة.
مع هذا فإننا نتفهم أي منزلق خطير وقعت فيه المرجعية، ونتفهم كذلك إصرار البعض بأن السيستاني معصوم ومن أتباع آل البيت ولا يمكن أن يخون العراق الذي يمده بالمليارات سنويا لينفقها بسخاء وكرم على وطنه الأم ايران. ولكن تصريحات الرئيس بوش الصغير وكوندليزا رايس وإشادتهما بمواقف المرجع السيستاني من الإحتلال تزيد من حيرتنا فكيف نفسرها؟ فلم يسبق للرئيس بوش أو رايس أن مدحا رجل دين مسلم علنا وبهذه الطريقة المثيرة! فما الذي قدمه السيستاني للإدارة الأمريكية لينال تلك الحظوة التي يتمناها رؤساء وملوك عرب وليس رجل دين فحسب؟ حسنا! لا تتعجل فعند رامسفيلد، وليس جهينة الخبر اليقين.
يمكن أن نمثل الصراع بين أنصار السيستاني (الذين يعدونه مقدسا والمدافعين عنه ودوره الإيجابي في العراق) ومعارضوه (الذين يعتبرونه مسخا عميلا مناصرا لقوات الإحتلال) أشبه بصراع في حلبة ملاكمة ورغم الضربات الموجعة لأنصارالمرجع فإنهم يترنحون ولكنهم يعاودون الوقوف ثانية مستندين على حبال العصمة ليستمروا في المباراة. وبحساب الجولات فإنهم لم يربحوا أية جولة، إلى أن إنتهت الجولة الأخيرة بالضربة الرامسفيلدية القاضية.
في مذكراته التي نشرت مؤخرا أشاد رامسفيلد بالمرجع الأعظم لآل البيت الأبيض وأنه تسلم(200) مليون دولارا لغرض مساعدة القوات الأمريكية على غزو العراق ولإصدار فتاوي تحرم قتال الأمريكيين في العراق، وهذا ما أشاره اليه عبد المجيد الخوئي. وتباهى رامسفيلد بعلاقه العروة الوثقى مع السيستاني بقوله " ربطتني أواصر علاقة قوية مع السيستاني تعود لعام 1987 وكان الاتصال بيننا يجري عبر وكيله في الكويت جواد المهري".
لمزيد من الفضائح يذكر رامسفيلد قدمنا " هدية لأصدقائنا في العراق على رأسهم السيستاني قدرها 200 مليون دولارا. ويبدو أن الهدية أدت دورها في إستمالة المرجع لشيطان البيت الأبيض. حث يستطرد رامسفيلد " بعد قبول الهدية تطورت علاقاتنا معه بشكل أكثر فأكثر". ويبدو ان الرئيس بوش قرر تجنيد المرجع مخابراتيا" حيث قرر الرئيس فتح مكتب في وكالة المخابرات المركزية وسمي مكتب العلاقات مع السيستاني". ترأسه الجنرال البحري( سيمون يولاندي) وكان من اهم ثماره" صدور فتوى من السيستاني يلزم الشيعة وأتباعه بعدم التعرض لقوات التحالف التي وصلت للحدود مع الكويت".
حول اللقاء التأريخي بين المرجع السياسي للبيت الأبيض والمرجع الديني لآل البيت يتحفنا رامسفيلد بلقاء غرامي حميم وقبلات حارة تبادلها المرجعان السياسي والديني" توجهنا الي مدينة النجف يرافقنا سرب من الطائرات المروحية التابعة لقوات التحالف، كان وصولنا للنجف في وقت متأخر من الليل. وعندما قابلت السيستاني أخذني في أحضانه، وقبلني أكثر من مره بالرغم إنني لا أستسيغ ظاهرة التقبيل بالنسبة للرجال"! ومن نتائج هذا اللقاء الحميم إصدار المرجع السيستاني" فتوى تحظر استخدام الأسلحة ضد قوات التحالف، وكان لهذه الفتوى الفضل الكثير لتجنب قواتنا خسائر جسيمة" .
هل إنتهت القصة عند هذه الفضيحة؟ بالتأكيد الجواب: كلا. طالما هناك مرجعية صفوية حاقدة في الحوزة العلمية في النجف فهذا يعني إستمرار الفضائح والتآمر على العراق. في القريب سنطلع على المزيد منها عبر الوثائق السرية التي عبرها موقع ويكيليكس, سيما أنه في لقائه مع قناة الجزيرة أكد مؤسسه(جوليان أسانج) بأن مرجعية النجف تساومه على عدم نشر بعض الوثائق والمراسلات السرية قبل غزو العراق التي جرت بين وكلاء السيستاني مرتضى الكشميري في بريطانيا ومحمد المهري في إمارة السوء( الكويت) و رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وهي تؤكد متن العلاقة بين بلير والمرجع السيستاني وكان سمسار هذه العلاقة المشبوهة نجل المرجع المشبوه محمد رضا.
الأنكى من هذا كله ان أسانج أشار بصراحة إلى تعرضه لتهديدات من قبل (مرتضى الكشميري) في لندن أثر إشاراته لتلك الوثائق قبل نشرها. وأنه أي (أسانج) مصر على نشر هذه المراسلات رغم التهديدات المرتضوية. وأنه أقام دعوى قضائية ضد الكشميري وكيل السيستاني في لندن- السيد المفوض بشراء الشقق الفاخرة في لندن لأبناء المرجع الوافر الغنى.
أكاد أجزم بأنه حتى سماسرة سوق البغاء والغلمان يستنكفون من هذه التصرفات العاهرة والجرأة المعيبة ويتعففون منها, فما بالك بالرجل الشريف؟ وما بالك بمن يدعون أنفسهم مراجع عليا وآيات عظمى يؤتمر الملايين بإمرتهم بطاعة عمياء. بربكم هل هذه المراجع تستحق منها تقبيلها ام البصاق عليها؟
علي الكاش
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.