المؤرخ والباحث الفنى وجيه ندى بدرية السيد أو «بدارة».. كان لها نصيب الأسد من تلك الأغنيات، وسط جيلها من الفنانين السكندريين من الأسماء التى تعرفها أجيال الخمسينيات والستينيات الذين عاصروا شهرة عزت عوض الله، روح الفؤاد، إبراهيم عبد الشفيع، فضلاً عن منافستها مع أبرز مطربات عصرها مثل: فاطمة عيد، عايدة الشاعر، ليلى نظمى، خضرة محمد خضر وغيرهن. قدمت «بدارة» عدداً كبيراً من الأغنيات الشهيرة منها: «ادلع يا رشيدى»، «سيدى يا سيدى»، «أحمد يا أحمد»، «من فوق شواشى الدرة»، « قمريه بتغنى»، «يا ميت مسا»، والمواويل مثل: «طلعت فوق السطوح»، «يا اللى الحياة غرتك» وغيرها من المواويل. ورغم اختفاء أكثر الأغنيات، بسبب عدم تكرار إصدار الألبومات وغياب الإذاعة والتليفزيون، عن إعادة عرضها ،كان لظهور الإنترنت عامل كبير فى نشر هذه الأغانى مرة أخرى،. إن بدرية السيد، المعروفة باسم «بدارة»، كانت واحدة من علامات الغناء الشعبى فى مصر، وهو سبب تسميته لها فى مقاله «ملكة الأغنية الشعبية»، وأضاف فى السبعينيات عرفها الجمهور من خلال الإذاعة، وظلت متربعة على عرش الغناء الشعبى لأكثر من 30 موسماً غنائياً، دعمت شهرتها كازينوهات ومسارح الثغر، التى كانت تمتد على طول الكورنيش التى كان يقدم بها مطربو المدينة حفلاتهم اليومية، وكانت فقرة المطرب الشعبى هى الفقرة الرئيسية فى الأفراح المصرية بجميع مستوياتها، وساهم ذلك المناخ فى صعود نجم بدارة ، التى عرف عنها اعتزازها بجمالها المصرى الأصيل وتمسكها ب«الجلابية» فى كل حفلاتها حتى بعد شهرتها وذيوع صيتها. وأضاف: «اسمها الحقيقى بدور مصطفى أحمد الشامى، ولدت عام 1930 فى الإسكندرية لوالد من أصل رشيدى، وعاشت فى حارة بندقة بمنطقة بحرى وشجعها عذوبة صوتها وقوته، للتقدم للإذاعة اللاسلكية فى الإسكندرية عام 1954، بعد أن علمت بطلبها لأصوات غنائيه من الجنسين، فأدت الاختبار أمام لجنة من الإذاعة المصرية بالقاهرة، وكانت اللجنة مكونة من كبار الفنانين والإذاعيين، من المشرف على الإذاعة الجديدة محمد محمود شعبان (بابا شارو)، عبدالحميد حمدى، محمد شرابى، حافظ عبدالوهاب، وبعد أن اجتازت الاختبار ونجحت، لكن بتوصية فى البداية من اللجنة بأن تغنى اللون الريفى، وليس الشعبى، وهو ما أعاق ظهورها وأدى لتأخيره سنوات». وتابع ندا : كان الفضل الأول فى بدايتها الفنية، هو ابن منطقتها بشارع النيل، حامد شريف، والذى اشترك مع الملحن محمد الحماقى فى تقديمها بأغنية «على باب الدار»، وقدم لها بعد ذلك ألحاناً كثيرة من بينها «جانى من البندر يخطبنى»، «يا ست يا أم زكى»، «ماتزودهاش»، و«آه يا معلم»، تعاونت كذلك مع العديد من ملحنى الثغر منهم الموسيقى على إبراهيم، الذى غنت من ألحانه موال «الأوله فرحانالك»، ومحمد غنيم صاحب أشهر أغنياتها «القسمة والمقدر»، وغيرهم من الملحنين». وأضاف: بعد أن تم اعتماد صوتها فى إذاعة القاهرة، تكرر سفرها للعاصمة لتسجيل أغنياتها للإذاعة المصرية، إلا أن عشقها للإسكندرية جعلها لا تفكر فى الرحيل عنها للاستقرار بمركز الأضواء فى القاهرة، وقدمت أسطوانتها الغنائية الأولى «بندحرج التماسى»، ثم كان تسجيلها 4 أشرطة هى: «من فوق شواشى الدرة»، «مجموعة مواويل»، «طلعت فوق السطوح»، «قصقص طيرى»، كانت جميعها لشركة «صوت القاهرة». وتابع: تعاونت بدرية أيضاً مع أكبر ملحنى مصر من القاهرة، مثل الموسيقار محمد الموجى والذى لحن لها «بندحرج التماسى» من كلمات محمد زكى الملاح، وشاركت فى الغناء فى عدة برامج للإذاعة منها: البرنامج الغنائى «صابر وقدريه»، «لقا الأحبه»، «النيل والغناء» والأوبريت الغنائى «الطير». واستطرد: مع ظهور التليفزيون، عرفها الجمهور من حفلات ليالى التليفزيون، والتى طافت بها محافظات مصر جميعها، تميزت أيضاً بعدد من المواويل الشعبية، مثل «فوق شواشى الدرة»، والذى تقول فيه: «طلعت فوق السطوح أنده على طيرى.. لقيت طيرى يشرب من قنى غيرى.. زعقت من عزم مابى وقلت ياطيرى.. قالى زمانك مضى دور على غيرى». وعن حياتها الخاصة قال ندا: «تزوجت بداره من عازف الأوكورديون السيد محمد حسين، وأنجبت 4 أبناء، وافتتحت أحد المحال، لبيع المصوغات الذهبية، لأحد أبنائها وأطلقت على المحل «بدور»، لا يزال قابعاً فى شارع العطارين، بجوار سكنها، ولكن المشروع لم ينجح، وتم تحويله لبيع الآلات الموسيقية الخاصة بالأفراح والحفلات، انتقلت فى المرحلة الأخيرة، من حياتها إلى منطقة الإبراهيمية، إلى أن توفاها الله فى 27 مايو 1989\ المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيه ندى وللتواصل 0106802177 [email protected].