إمتلات الساحة السياسية بعد قيام الثورة بوجوه غير مألوفة لدى عامة الشعب ؛ وأصبحت التصريحات والخطب والوعود الرنانة أكثر ما يميز السياسيون حيث أنهم بمختلف توجهاتهم وإتجاهاتهم لم يعتادوا مخاطبة جمهور الشعب وجها لوجه والشعب بدوره لم ينل حظه من الديموقراطية التى تسمح لهم بمناقشة من سيتحدث بلسانهم أو يدير شئونهم خاصة الاجيال القديمة والتى عاشت ثلاثة أنظمة تدعى الديموقراطية وهى اكثر من يفتقر لها وصلنا الى اهم مرحلة من مراحل انتاج دولة جديدة قوامها الديموقراطية وتعددت وجوه الذين يطلبون تحمل المسئولية التى سيلقيها الشعب على عاتقهم وقد اختاروا التوقيت الصعب ؛ فبعد الثورة لن نجد من هو فوق المسئولية الكل سيسأل عما يفعل ولنا فى المليونات الحالية أكبر دليل على ان الاوضاع الان صارت مختلفة عما قبل ؛ مرحلة اختيار الرئيس الذى سيخدم الشعب ! وأصبحنا فى حيرة من امرنا خاصة فى غياب الحقائق التى تدعم مواقف كل مرشح ؛ لم يعلن احدهم عن أولوياته بعد توليه المنصب ؛ الكل يشترك فى اقتصاد مصر !!! ولكن بعد ان اصبحت المعادلة الانتخابية سهلة بالنسبة للناخبين وبعد ان تم تصفية عدد المرشحين وستبعاد الشوائب منهم ايا كانت الاسباب أصبح المشهد اكثر وضوحا الان واست ادعى ان الساحة الان رغم اعلان اللجنة الرئاسية عدد المرشحين الكامل اوراقهم الا انى أرى أن الفرسان الحقيقين للمعركة لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة وأصبح التحدى معلن ؛ وفى حالة غياب المعايير عند عامة الشعب الذى تاه وسط التصريحات التى القاها بعض الاعلاميين عن ان البلد فى حاجة الى رئيس ( دكر ) أو ان له ( طلة ) ويجب أن يكون ( أبن بلد ) كل هذا تسبب فى ركوب أصحاب اللسان الفصيح الجاهل منهم موجة التويه والارشاد خاصة فى الاوساط الاكثر احتياجا واقصد هنا الامية السياسية التى تسبب فيها عن عمد النظام السابق ؛ وأصبحت الكلمة العليا ليست للاعلام الجاد المثقف وانما اصبحت لهؤلاء الذين يتشدقون بكلمات لا يعرفون لها معنى وأنما كلمة وسط مائة كلمة تجعل المستمع ملك يديه خاصة ان كانت تلك المجالس تعقد دون سابق تجهيز كالمقاهى والمحال التجارية ووسائل المواصلات وهذا أخطر ما فى الموضوع وهنا نتذكر جميعا ما حدث فى انتخابات مجلس الشعب والاستفتاء على الدستور قبلها ؛ وجدنا اصواتا علت بتحذير الناس ليس لزيادة ثقافتهم أو لماذا نعم لماذا لا وأصبحت المعركة وقتها بين الحلال والحرام بين الجنة والنار والطبيعى ان يختار الناس الجنة وها نحن نعيد الكرة ثانية دون تعلم من سابق تجاربنا ؛ الكل يحشد كل طاقته لنصرة مرشحه وهذا حقه ولكن كيف تتم نصرته ؟ بعيدا عن ان شعار ( الاسلام هو الحل ) ان كان شعارا سياسيا أم دينيا ؛ ورغم ان كل مسلم والذى لا ينتمى الى جماعة بعينها فكل مسلم مقتنع تمام الاقتناع بأن الاسلام فيه حلول لكل المشاكل الدنيوية التى نواجهها كما قال المولى عز وجل ( ما فرطنا فى الكتاب من شئ ) وبعيدا عن قضية الولاء الكامل للجماعة ورأس الجماعة هذا الولاء يجعل اعضائها خاضعين لأوامر الجماعة وما يحمله هذا الولاء من معانى كثيرة يثير المخاوف وعلامات الاستفهام وقد تحدثت فى مقال سابق عنها بالتفصيل وعن شعار يلخص منهجك وتريد منى كمسيحى ان ادعمك ونا لا اقتنع بما جاء فى شعارك ولا أؤمن به ؟ واصبحنا نرى فى مرشحينا ما يدعوا للريبة من مواقفهم ؛ فبقرب لحظة النهاية للمرحلة الحالية بدأ المرشحون فى اعلان تصريحات عن انه هو الاصلح ومنهم من صرح علانية بانه يستطيع بمكالمة تليفونية واحدة ان يصلح اقتصاد مصر وأن البلد فى المرحلة القادمة تحتاج الى رئيس ذو علاقات دولية واسعة النطاق وهذا ما أدى الى زعزعة موقف وتراجع شعبيته ؛ وانقلب تصريحه ضده إذ أن التصريح جاء بعد مناقشة قانون العزل السياسى لفلول النظام السابق وهذا التصريح لا يختلف كثيرا عن الاسلام هو الحل فهو وسيلة من وسائل الضغط على الشعب ولم نسمع مثله من قبل حيث كانت التصريحات عن تصحيح ما افسده النظام السابق وعن ترك المنصب بعد ولاية واحدة وتجهيز البلاد لمن سيأتى بعده الى آخره أما عن العلاقات الدولية لم نسمع بها حتى بعد مكافأة نهاية الخدمة الممنوحة من المملكة وبعد بدء تفعيل قانون العزل السياسى الخاص بالفلول ؛ أما العدالة الاجتماعية التى ينشدها الشعب وكان قد حرم منها بفهل فاعل فهى نقطة ضغط من النظام الناصرى على الشعب لكى يعود مرة اخرى الى ارض الواقع والالتحام بالشعب ومجالسته أهم سمات العدالة الاجتماعية التى سوف تتحقق فى القريب العاجل !؟ أى قريب وأى عاجل فى مثل هذه الظروف التى تمر بها البلاد ؟ ألم يكن من قبل ؛ أمامنا اكثر من فترة رئاسية لكى تنهض البلاد من جديد وأن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة أصبح الكل الان فى حيرة من أمره ؛ لس هناك دليل يرشد حتى المثقفون وأصحاب الرؤى انتابتهم حالة اللا وعى وانشغلوا عن دورهم الحقيقى فى تثقيف الناس وتزويدهم بما يتناسب مع الفترة المقبلة حتى المفكرون الاسلاميون لم يسلموا من تشويه الصورة أمام الناس حتى اصبح بعضهم منطوى ويكتفى بالظهور دون تصريحات قد تحسب عليهم وأخذ بعضهم الحذر الكامل حتى يأتى الموعد الموعد المحدد ولم نسم منهم ما يجعلنا نفكر فيهم كأصحاب توجهات معتدلة أو اسلام وسطى ولست اميل الى تلك المصطلحات فالاسلام اسلام لا متطرف ولا وسطى ولا سلمى كلها تصنيفات وضعت لزعزعة الفكر الاسلامى الصحيح والذى يتأصل بالفطرة فى قلوب المسلمين عامة وهذا ما جعل احد المرشحين يكتسب حب واحترام وتعاطف قطاع عريض من الشعب وأصبح يتمتع بشعبية كبيرة بعد تحديه المباشر لجماعته واعلانه الانسحاب والانضمام لحفل الرئاسة ورغم هذا لم يلبث حتى اطاح بشعبيته بعد تصريحاته بأنه رغم انفصاله عن جماعته الا انه مازال يدين بالولاء لها ولا يستطيع ان يخلع ردائها عنه وهو فى المجالس الخاصة صاحب الوجه البشوش كما يطلقون عليه وهو من يشعر بهم ولكن بعد تصريحاته اين هو من المجالس الخاصة الان ؟! بمجرد القاء هذه التصريحات كتب كل منهم النهاية سريعا ؛ لن يكون هناك مجالا للعواطف فى اختيار الرئيس الجديد ؛ وجائت كل تلك التصريحات فى صالح الوطن وكأن الله تبارك وتعالى أراد كشف المستور لكل مرشح من خلال خوفه مما هو آت اصبحت الان العاطفة آخر ما يتحدث عنه الناس واصبحوا فى انتظار اعلان المرشحين لبرامجهم التى ستنهض بها البلد ليوضع تحت المنظار ويتم مناقشته علنا ؛ فهل نكفى الان بما سيعلن أم لا بد من وجود ثقافة جماهيرية تعزز ما سيتم الاعلان عنه؟ أرى أن الفترة القادمة ستكون عبئأ ثقيلا واجبا عل كل اعلامى وكل مثقف لكى يتضح للعامة ما هى متطلبات المرحلة القادمة وكيف يمكن أن نجتاز تلك المرحلة بسلام ؛ ويجب على كل صاحب قلم أو صاحب صوت من الاعلاميين أن يتخلى عن انتماءاته وتوجهاته ويتحلى بالحيادية فى عرض متطلبات الفترة القادمة نحن الان فى امس الحاجة لمن يدعم الطبقة التى ظلت فى طى النسيان سابقا وفجأة أصبحت تتحدث فى كل شئ وعن أى شئ ؛ وأجزم أن الشعب الان قد نسى المطالب خاصة كانت او فئوية ونسى كل شئ مقابل أن يستقر الوضع ؛ وهذا لن يكون الا بعد أن يجلس الرئيس الجديد على رأس النظام بالكامل دون ان ينتمى الى مجلس حاكم او مجلس شعبى أو جماعة بعينها ؛ فلسنا بحاجة لعلاقات دولية واسعة النطاق نسعى اليها ؛ بل العلاقات الدولية هى التى سوف تسعى جاهدة للحاق بنا عندما يستقر الوضع الداخلى ؛ وكفانا مهانة ليطمع بنا الصهاينة ويتجرأون علينا معلنون تجهيز الحشود على حدودنا لان الوضع ليس مستقرا وجائهم الرد سريعا من الداخل الوقت ليس وقت كاريزما الرئيس او علاقات الرئيس وانما هو قت برنامج السيد الرئيس ؛ ولا مجال للخوف من فلول واتباع النظلم السابق الا فى حالة واحدة فقط هى حالة التوهان السياسى التى اصابت الطبقة العريضة من الشعب والتى كانت م قبل سهلة لاى تيار وعن طريق ( شنطة الخير ) المملوئة اهداف سياسية أما الان فاصبحت هذه الطبقة مستعدة للفهم ولا ينقصهم سوى وضوح الرؤية المستقبلية للبلد ؛ ماذا تريد مصر كى تستقر ويعود اليها لقبها ( أم الدنيا ) ليست فى حاجة لتجارب بلدان أخرى كى تقوم وتنهض وتعود لزعامة المنطقة مصر كانت وستظل أم الدنيا حضارة وشعبا وليس ذنبا لها ما كان فالذنب ذنبنا وها نحن قادمون لتصحيح الخطأ ؛ وحتى يتم الاعلان عن البرامج الانتخابية لا بد من حملة تثقيفية عالية الاداء للشعب وتوضيح ما غاب عنهم بشتى الوسائل حتى يتسنى لهم اختيار الاصلح دون ضغوط خارجية أرجو ان تصل الرسالة لكل من يتمنى الخير لمصر محمد ماضى