يتصور الكثيرون أن الوطن والوطنية والمواطنة والوحدة الوطنية – تعنى العلاقات بين المسلمين والمسيحيين – ولكن الحقيقة المؤكدة أنها نتاج طبيعى أساسى لنا عقائديا وسياسيا واجتماعيا وأقتصاديا ولغويا وحضاريا وفنيا ..... فقد تميز مجتمعنا المصرى الأصيل بكافة دياناته و طوائفه بالوفاق والسلام والعشرة الطيبة والحنان والعطف وحب الخير والتضحية والشجاعة والتسامح ... والتاريخ خير شاهد على ذلك لمن يقرأ ويتابع فى تراثنا الأصيل المعروف وكما نعلم فقد كان ولا زال للأدباء والمفكرين العرب من كافة الأديان والملل دور كبير وفضل عظيم فى دعوتهم الى التسامح والتعاون وأحترام آراء الآخرين --- وكان أمير الشعراء أحمد شوقى ممن حث طيلة حياته على الحب والتعايش والوفاق والتسامح .... ففى عام 1894 الٌقى فى المؤتمر الدولى لدول المشرق العربى قصيدة طويلة (289) بيتا أشاد فيها بدور مصر الحضارى مطلعها : همت الفلك وأحتواها الماء وأقلت بمن تقل الرجاء ---- وقال فيها عن السيد المسيح : ولد الرفق يوم مولد عيسى والمروءات والهدى والحياء وفى عام 1909 كتب شوقى فى قصيدته المشهورة فى مدح الحبيب المصطفى ولد الهدى فالكائنات ضياء وفم الزمان تبسم وسناء وفى عام 1910 قال فى رثاء بطرس غالى باشا رئيس الوزراء الذى أغتيل : أعهدتنا والقبط ألا أمة للأرض واحدة تروم مراما نعلى تعاليم المسيح لأجلهم ويوقرون لأجلنا الأسلاما أن مكانة مصر وأعتزاز شوقى والكثير من الشعراء العرب بها وأحترامه لكافة مسلميها ومسيحييها على حد سواء كشعب واحد لأمة واحدة تسعى بحضارتها ومجدها الى هدف سام واحد -- فالمسلم والمسيحى كان وسيظل الى الأبد --- هو ... المصرى العظيم مؤسس حضارة العالم بلا منازع . والله الموفق والمستعان نبيل المنجى محمد شبكة مستشار ثقافى سابق - المنصورة