مستشار/ أحمد عبده ماهر وردا على بعض التساؤلات عموما إذ أني لم أقف على معارضة موضوعية محددة يمكن الرد عليها.... وأنا أعلم تماما بأن غالبية أهل الإسلام قد استوطنوا المرويات والأحاديث النبوية كسند لفهمهم الدين حتى وإن تصادمت مع كلمات الله وآياته. لكني أخاطب فيكم ما تؤمنون به من قرءان وأظنكم لا تختلفون معي في هذا الشأن وأعيد تذكيركم بالآية التي نحن يصددها بشأن الهجرة. بقول تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }التوبة..40. ونستهل كلامنا بما يلي: • فكلنا يعرف قواعد اللغة العربية من مفرد ومثنى وغير ذلك • وكلنا متفقون على قواعد المنطق ونتكلم لغة واحدة. • وكلنا يعرف أن تدبر القرءان واجب [أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب اقفالها]......[كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته....] وبالبناء على ما تقدم أقول بأنه ليس هناك ما يسمى بالهجرة النبوية...لكنه تهجير قسري لقوله تعالى [إذ أخرجه قومه].. وتعلمون جميعا دعاء النبي الوارد بالسنة حين تم إخراجه من مكة والذي في آخره [ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت]. لذا فهو إخراج وليس خروج......ووضحه الله بالآية حين قال [إّذ أخرجه الذين كفروا]....فهو إخراج وليس خروج...والدليل هو مبيت علي بت ابي طالب في فراش النبي لينجو النبي هاربا من القتل....وهو إخراج فردي. كما تم توضيح ذلك الإخراج لكل المؤمنين بقوله تعالى: { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ{39} الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ{40 فهم جميعا تم إخراجهم وتم الاستيلاء على أرضهم وديارهم فردا فردا وكان النبي أحد من تم إخراجهم ...وخرج وحده لقوله تعالى [إّ أخرجه الذين كفروا] وبيت القصيد يكمن في عذة محاور ... أولها أن تدبر القرءان فضيلة وليس أمرا عجيبا.... وثانيا نتدبر سويا النقاط التالية: 1 تعبير [ ثاني اثنين]....فهذا يعني أن الرسول هو الثاني ولو كان أبا بكر معه لكان أول الاثنين. 2 وتعبير [لصاحبه] لا تغرنك كثيرا لأن الله قال للكافرين قبل ذلك [وما صاحبكم بمجنون] فهذا يعني أنه لا يشترط اتحاد الإيمان لكلمة [صاحبه]. 3 مقولة [لا تحزن]....فلو كان أبا بكر هو الذي معه لكان الأصوب [لا تخف] إن كان هو أبا بكر ....وقد تم تفنيد ذلك بالمقال الأصلى فيمكن الرجوع إليه.. 4 وأين بنات أبو بكر وهن أسماء وعائشة هل تركهن للكفار!!!. 5 وهل يتم تكذيب البخاري بشأن ما ورد به عن ابن عمر بكتاب الأحكام باب استقضاء الموالي واستعمالهم. من أن سالم كان يصلي بالمؤمنين ومنهم أبا بكر وعمر قبل وصول النبي للمدينة. 6 تعبير [فأنزل الله سكينته عليه]...أي أنه لم تنزل السكينة على الشخص المصاحب لرسول الله....فإذا كان هو أبو بكر فهنا نتساءل [كيف لم يؤمن أبو بكر لقول الرسول ( لا تحزن) وظل حزينا]... 7 وكيف أنزل الله سكينته على الرسول ولم ينزلها على صاحبه المؤمن المهاجر أبا بكر؟....بالطبع ستكون الإجابة أن المصاحب للرسول ليس مؤمنا وليس أبا بكر. 8 وكان التأييد بالجنود التي لم يراها أحد للرسول ولم يكن لصاحب الرسول ولا للمشركين الذين تعقبوا الرسول. 9 وطالما أن تلك الجنود التي تم تأييد الرسول بها غير مرئية فلا يصح أن نقول بأنها كانت طائر يبيض ويرقد على بيضه...أو عنكبوت ينسج خيوطه...فهذا تكذيب للقرءان لأن الله قال [لم تروها] فيكون النبي لم يراها ولا الكافرين.... ولعلها كانت خوف وفزع أصاب الكافرين...مثل قوله تعالى [وفقذف في قلوبهم الرعب]. فأنا لا أرى في تفنيدي للمعارضين أي ثغرة إلا الانتصار للمرويات والموروث على حساب طمس آيات القرءان. ---- مستشار/أحمد عبده ماهر محام بالنقض وباحث إسلامي