دائما الإنسان يتأمل فيمن أمامه فيجد قامات وهامات عالية تستولي على عقلك الباطن إذا ما استمعت إليهم وتتشنف الأذان إليهم من وقت لأخر ولكن تحدث الصدمة الكبرى إذا ما قرأت إليهم مقالاتهم أو جمعك بهم ملتقى أو منتدى من المنتديات فتجد منهم لجاجا وجدالا حول أهم ما يدار حولك من علاقات الحياة العامة المتشابكة ونظراتهم إلى الأخر المفترى عليه فتجد منهم شزرا ومقتا وساء سبيلا ولا تجد منهم ولا فيهم حرجا إذا ما استطالوا ونالوا من غيرهم وتجهموا بالاستهزاء والسخرية ممن يخالفونهم الرأي وتبلغ بهم الوقاحة باستصدار أحكامهم القاسية التي لاتليق بهم ولا بمنازلهم في حق إخوانهم ممن يخالفونهم ولعل القران الكريم فيه تصوير لمثل هذه النوعية في اكصر من موضع قراني مابين سور البقرة وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ﴿204﴾ وَإِذَا تَوَلَّىٰ سَعَىٰ فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴿205﴾ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ ۚ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ ۚ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ﴿206﴾ وخواتيم المؤمنون أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ فَكُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ ﴿105﴾ قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِّينَ ﴿106﴾ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ ﴿107﴾ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴿108﴾ إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ﴿109﴾ فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّىٰ أَنسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنتُم مِّنْهُمْ تَضْحَكُونَ ﴿110﴾إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ ﴿111 والحجرات إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚوَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴿10﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿11﴾ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖوَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴿12﴾ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴿13﴾ وخواتيم المطففين إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ ﴿29﴾ وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ ﴿30﴾ وَإِذَا انقَلَبُوا إِلَىٰ أَهْلِهِمُ انقَلَبُوا فَكِهِينَ ﴿31﴾ وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوا إِنَّ هَٰؤُلَاءِ لَضَالُّونَ ﴿32﴾ وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ﴿33﴾ فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ ﴿34﴾ ويالهول التصاوير القرآنية التي تستعرض طرائقهم غير العادلة والتي لاتستقيم بحال على إيمان عاقل وحكم إنسان طبيعي – عندما يتهكمون على غيرهم بازدراء ويتعاملون هم أنفسهم كما لو كانوا ملائكة قد ضمنوا صكوك الآخرة وبيدهم مفاتيح الجنان وأقدار البشر وأعيب عليهم اشد ما أعيب عندما أجد فيهم تجنيا على المخالفين لمجرد المخالفة والتساؤل البين الواضح لماذا التحاسد والتباغض والتدابر والتقاطع والتدابر والتقاطع مع المخالفين ؟ وهل احتكما فيما نقول إلى حكم ربنا ومراعاة مايرضى الله دونما إجحاف اعتقد فيما اعتقدان قيمة الإنسان لا تكتسب إلا إذا علت في أقوالها وأفعالها ومراعاة حق العباد وعدم السطو عليهم بتهم باطله أو جزافا وإلا أصبحت أنت أيها القائل موضع شك وريبة وبدلا من أن تظل موضع احترام تتحول قيمتك وتقل وتصبح في أسفل منازل المحترمين اعتقد فيما اعتقد أن الكلمة أمانة يعامل عليها الإنسان ويحاسب محاسبة أليمة يوم القيامة ويعرض بصاحبها وكلنا يعلم بحديث سيدنا معاذ عندما قيل له : وهل يكب الناس على وجوههم إلا من حصائد ألسنتهم ؟ عقيدتنا تجعل الكلمة مسئولية في اكتساب الأجور في الدار الآخرة والواجب التزام الصدق والمصداقية والشفافية دونما إجحاف دونما تعد أو تخطى الحدود عقيدتنا احترام وحفظ للسان عقيدتنا تحثنا على احترام ما للأخر قال تعالى : مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد دروس الآية العملية في واقعنا تتعدد وتتداخل منها : لسانك حصانك – الجزاء من جنس العمل – ما سيقال لغيرك سيقال لك – الملائكة قاب قوسين أو أدنى منك – احترس من ألفاظك الجارحة التي يمكن أن تكون مقبرتك ومدفنك – القاعدة العامة للآية فهما تخل وتحل وتجمل