* دقت أجراس المدرسة الثانوية بنات ، الساعة الآن السابعة صباحا ، إنه طابور الصباح ، تجمعت الفتيات في أرض الملعب ريعان الشباب يكسبهن جاذبية لا تقاوم ، فكل منهن تظن أنها ملكة جمال العالم وإن لم تكن _ فكلها قناعة بأن بها شيئا مختلفا عن باقي زميلاتها يلفت إنظار الناس لها ويكسبها ثقه في نفسها . ضحكاتهن الرقيقة قتلت هدوء الصباح ، أصواتهن في نشيد الصباح إنشودة عزفت علي ناي فرعوني قديم . قبل أن يغادرن الفتيات أرض الملعب ، ظهرت تلك " المراهقة الجميلة " كعادتها متأخرة عن الطابور ، وقفت في طابور المتأخرين الذي لا يقف به أحد سواها . ترتدي ملابس في غاية الضيق _ يكاد جسدها أن يترجاها بإرتاء ملابس فضفاضة فقد مل من تلك الملابس الضيقة والقصيرة والشفافة أحيانا . كانت تجول بنظراتها القاتلة الجريئة علي زميلاتها تارة وعلي مدرسيها تارة أخري ، جاذبيتها دائما تنجها من العقاب علي تأخيرها وغيابها المستمر . كانت فاشلة منذ نشأتها حتي آن بها الفشل ووصل سنها بالمرحلة الثانوية إلي عشرين عام . مشي بإتجاهها مدرس أول وسكرتير المدير "فهمي " المنقول حديثا لهذه المدرسة . وقال لها بكل هدوء : تعودتي علي الفشل وعدم تحمل المسئولية ، لو عوقبتي في مرة ماكان حدث هذا كله ، هيا إتبعيني علي مكتبي ، فلن ينجدكي مني أحد يا " شاهنده " . إنطلقت المراهقة الصغيرة " شاهنده " خلفه متمتمة بكلمات غير مفهومة . الاستاذ فهمي : هيا يا صغيرتي سنكتب مذكرة تأخيرك وإنذارا لك بالفصل عن الدراسة الآن ومعا مارأيك صحبة جميلة ها ، لماذا لا تبتسمين ، أليس هذا فشلا تحبينه أيتها الفاشلة ؟ شاهنده : أرجوك سامحني يا سيدي ؟ الإستاذ فهمي : هذه قوانين يا صغيرتي ، شاهنده محدثة نفسها : أنت رجل غبي وأنا أعرف دوائك وسأجعلك تنسي كل هذا في لحظة كحال معظم المدرسين فجميعهم كانو مثلك يدعون الشرف والأمانة ، ولكن جسدي كان له تأثير السحر ، فأنا الجميلة الذكية الأنيقة ، سأشعل جسدك نارا ما أن نصل ذلك المكتب أعدك أيها الأبله ، جميعكم الرجال نقطة ضعفكم واحدة ، نحن ، نحن من نستطيع إشعالكم وإطفائكم ههههه . وصلا الإثنان المكتب . بدأت " شاهنده " بتصفيف خصيلات شعرها المتدليات علي عيناها القاتلتان بأصابعها ، بدأت تهندم من ملابسها. ما إن دخلا المكتب مشي الاستاذ " فهمي " تجاه الأرفف بالمكتب ليحضر أوراق المذكرة والإنذار ، فمد يديه ليحضرهم ، فكانت "شاهنده " تتبعه إلي المكتب فظن أنها جلست ولكنه فوجئ بنهديها يلتحمان بظهره بنعومة ثم إقتربت أكثر فأكثر وكادت أن تحتضنه من الخلف بيديها ، ثم قالت له : أرجوك ياسيدي لاتفعل ، سامحني ؟ ساعتها أدرك الأستاذ فهمي ما كانت تفعله تلك المراهقة اللعوب مع أولئك المدرسين ليعفوا عنها . فهدأ بعض الوقت وظل واقفا يفكر . فظنت شاهنده أنه إستمتع بهذا الوضع المخل . فإبتسمت إبتسامة المنتصر ، وقالت :أرجوك سيدي لا تفعل ؟ إستدر ياسيدي ودع تلك الأوراق ، فلن ترضي عنك نفسك إن آذيتني ، إستدر ؟ إبتسم الإستاذ فهمي في صمت ، وحدث نفسه قائلا مازال هناك رجال وسألقنك الدرس . إستدار الأستاذ "فهمي" فتراجعت " شاهنده " خطوة إلي الخلف . فرفع وجهه ونظر إليها من خلف نظارته الكبيرة المقعرة، فوجدها قد كشفت عن صدرها بعض الشئ ، وأظهرت مايكفي بإغراء أي رجل . تعرق الأستاذ فهمي قليلا ، عندما رأي ذلك ، فأخرج منديلا وهم بمسح عرقه . فإبتسمت "شاهنده " وظنت أنها إقتربت من هزيمته وسينقض عليها ليشبع رغباته وينسي ماحدث . فجفف عرقه ونظر إليها نظره الجبل الراسخ بإبتسامه ساخرة ، قائلا : رجائا إلتزمي بالأداب وبقوانين المدرسة ، وإستري جسدك ؟ قالت شاهنده وقد إستفذت أكثر من ذي قبل ولكنها لم تفقد الأمل : سيدي المكتب هنا حار جدا ، ألم تأتي أجهزة التكييف التي أرسلتها الوزارة ؟ فهمي : الجو بارد جدا جدا ولا ينقصه أي تكيف ! شاهنده : لقد زرفت عرقا منذ قليل ! فهمي : أنا رجل إن أحسست بحرارة الجو فلن أكشف عن جسدي أمامك ، أما انت أيتها الجميلة فلا أعرف هل تعرفين شيئا عن الأخلاق أو الحلال أوالحرام ؟ ضحكت شاهنده قائلة : أنت قديم جدا ياسيدي رغم انك مازلت شاب فالثالثينيات من عمرك ، وجذابا ووسيما . فهمي مستغربا : إن كانت الأخلاق والمبادئ قدما وتخلفا فأنا الإنسان الحجري القديم في عالمكم الإباحي ، ولن تستطيعين أنت ولا أجمل منك أن يحيدني عن مبدأي أبدا . شاهنده : هههه إذا فلتنفعك تلك المبادئ ولتعش بها أيها الحجري القديم . فهمي : أين أهلك من أفعالك هذه ؟ ألم ينهونك أبدا ؟ قالت شاهنده بمرارة : هه أهلي ! أين أهلي ؟ أبي لايهتم بي ولا يسأل عن حالي ولا عن دراستي ، بل يترك لي أموال كثيرة بالبيت ، ويلبي لي كل طلباتي إلا الأبوه فأنا محرومة من عطفه ونصحه وإرشاده ! والحمد لله أنا لا أريد هذا أصلا تكفيني الأموال أفعل مايحلوا لي ، ولا أحد يسألني أين ذهبت ومن أين جئت ؟ أخرج مع الشباب وأسهر وأرقص ، إنها حياتي . فهمي : حياه خاطئة ! أين عقلك ؟ شاهنده متهكمة : عقلي في عطلة نهاية العام وسأحضره لك في بداية العام الجديد هههه فهمي : ساذجة ! شاهنده : هه ، بل جميلة وذكية ، والكل يعشقني ، هل هناك أجمل مني هنا ؟ فهمي : الجمال ليس كل شئ ! شاهنده : هذا كان في عهدك أيها الحجري ههه. فهمي : أين أمك من هذا كله ؟ شاهنده : أمي مشغولة ، لقد ضبطها أبي أكثر من مرة تحادث رجال غرباء بالهاتف وقال أنها خائنة ، ومنذ ذلك الحين أمي مشغولة بحالها ولا تعتبرني إبنتها بل تكرهني وتكره أبي ، ومعاملتها معي خاوية لايوجد بها أدني مشاعر ! فهمي :أها الآن فهمت ، إذا فلماذا تخشين فصلك من المدرسة ؟ فهذا سيمنحك الحرية أكثر لتعيشين إباحيتك !؟ شاهنده وقد دمعت عيناها وسال كحلهما علي خديها النضرين وقالت : سيدي قد سبق وإشترط أبي علي أمي وعائلتي إن فصلت عن التعليم وتركته سيزوجني لأول رجل يتقدم إلي وأنا مازلت صغيرة علي مرارة زنزانة الزواج . فهمي مستنكرا : ما هذا ؟ فليهدك الله أنت وأمثالك ممن تمقتون الحلال وتعشقون الحرام ! لقد انتهيت من كتابة المذكرة ، اقتربي لتوقعي عليها ..