بالأمس كنا كلنا أطفال نحب اللعب ونحب أن نجري في الشارع بدون “صندالة” ، كنا جميعاً نلعب مختلف الألعاب في يوم واحد ابتداء من قشقاش ومروراً بالسويس وشقيلب وإنتهاءً بالغميضة. لكن اليوم أصبحنا كلنا رجال ونساء منا من تزوج ومنا من لازال يحبوا في دروب هذه الحياة البائسة من أجل بناء أسرة مستقرة ، لكن إذا وضعنا بين أيدينا الألة الحسابة وقام كل واحد منا بالعملية الحسابية التالية : 2013 1960 = 53 سنة . إذن هي عملية لن نجد صعوبة في حسابها والكل يمكن أن يتعلمها في دقيقة بدون معلم ،لكن الأصعب هو أن تضيع منك ومني 53 سنة هباءً فذهب مع الريح . 53 سنة أو 60 سنة أو 100 سنة … تضيع من حياتنا وتذهب هباءً منثورة 70 سنة لم نسجد فيها لله ، 70 سنة كلها كانت حرام في حياتنا وحياة أبنائنا، سنوات كانت في حياتنا كالجحيم فيها قمنا بالسرقة ، وفيها أفسدنا ، وفيها … ولا أحد منا حاسب يوماً ما نفسه على السنوات التي ضاعت منه إلا من رحم ربك. ما هي إلا أيام قليلة وستحل علينا سنة جديدة 2014 وفيها يقول كل سكان العالم “نتمنى أن تكون هذه السنة أن يعم السلام في العالم ” هذه القولة يتم تداولها كل سنة خاصة عند حلول السنة الجديدة ، لكن بالعكس فمابين 2003 و2014 عرف العالم ارتفاعا مهولاً في عدد القتلى من جراء الحروب ، والعنصرية ، والمجاعة … فنحن نردد هذه العبارة ولا أحد منا حاسب نفسه عن السنوات التي خانت سنوات عمره . لكن السؤال المطروح هو: لماذا لم نبكي عن السنوات التي ضاعت منا ، وبكينا بالدموع عند الحلقة الأخيرة من المسلسل التركي ” سنوات الضياع” ؟ أجب بصراحة، لكن أقول لكم سنة سعيدة على الجميع وأتمنى أن يسود السلم في العالم عفواً يجب أن أحاسب نفسي أولاً.