لم اكن في يوما من الايام من المهتمين بالأعلام او القضايا التي يطرحها، وفجأة ودون ان ادري وجد نفسي مهتم به وبدوره في تشكيل الوعي العام تجاه قضايا المجتمع، واثره الخطير في رسم الصورة الذهنية المراد رسمها في اذهان المواطنين تجاه قضايا بعينيها، وبدأ هذه مع مشاهدات المتكررة لقناة الجزيرة الاخبارية التي تتبع اسلوبا غير تقليدية في بث الاخبار، فهي تقوم ببث الخبر المراد تثبيته في عقلية المواطن العربي، اكثر من مرة علي مدار الاربعة وعشرين ساعة لكي يتثبت في منطقة اللاوعي لدي عقل المشاهد، وبناء عليه يتم تشكيل الصورة الذهنية المراد تشكلها تجاه قضية او موضوع معين، وهنا اتذكر اعتصامات رابعة والنهضة التي كانت تبث علي مدار الاربعة وعشرين ساعة علي قنوات الجزيرة، وكنت أتسأل إلا توجد اخبار أخري في هذا العالم غير اخبار هذين الاعتصامين؟ طبعا تحيزها للإخوان المسلمين هو ما كان يدفعها لإذاعة الاخبار الخاصة بالجماعة وتكرارها علي قنواتها، وهذا التحيز ليس نابع من ضمير نقي يساند قضية عادلة، بل هو تحيز تحكمه مصالح سياسية مشتركة، اليد العليا فيها ليست للجماعة، فالجماعة مجرد أداة في يد من باع نفسه للشيطان من أجل حماية نفسه من أهله، والشيطان يتلاعب بهما ككرة الاسكواش، يتقاذفها يمينا ويسارا في خطوط مستقيمة لتحقيق هدفه، ولكي يتم الوصول الي الهدف لابد من اللعب علي تهيئة الراي العام ليصبح علي استعداد تام لتقبل ما يرده الشيطان، وهنا يأتي دور الجزيرة المحوري والخطير في تشكيل الراي العام العربي، وسوف اسرد بعضا مما تذيعها الجزيرة من مغالطات عن مصر، ففي حادثة جامع الفتح برمسيس عام 2013 قال مذيع الاخبار - وهو شاب اسمر اللون لا اعرف اسمه - ان قوات الامن تلقي قنابل الغاز علي المعتصمين بالمسجد، وما حدث عكس ذلك فالمعتصمين بالمسجد قذفوا رجال الشرطة المتواجدين خرجه بطفاية الحريق الموجودة بداخل المسجد، فانبعث منها دخان ابيض اللون، وفي اليوم الذي اصدرت فيه منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرها عن احداث رابعة، اقامت الجزيرة الدنيا فيه، واستضافت شخصيات من اسطنبول وكندا وانجلترا وامريكا، وأنصب موضوع الحوار علي كيفية القيام بالإجراءات القانونية اللازمة لتقديم عبد الفتاح السيسي للمحاكمة أمام المحكمة الجنائية بلاهاي، وفي اليوم التالي خرجت منظمة هيومن رايتس ووتش لتعترف بأن تقريرها به أخطأ، وهنا صمتت الجزيرة ولم تتحدث في هذا الموضوع مرة أخري أو حتي تذيع ما قالته تلك المنظمة، وفي 24 مارس 2015 كتبت علي شريط الاخبار عاجل : سقوط طائرة مصرية بدون طيار بليبيا وأسر قائدها !!! سقوط طائرة بدون طيار، لحد كد الخبر معقول ويدخل العقل، ولكن غير المعقول هو أسر قائدها، طيب ازاي وهي بدون طيار، وفي شهر ابريل 2014 نشرت تقريرا مصورا أدعت فيه أنه لأوضاع المعتقلين في سجون مصر ونسبت ذلك التقرير للمركز العربي الافريقي لحقوق الانسان، مع العلم بان السيدة نعمة رياض المدير التنفيذي للمركز ذكرت في تصريح صحفي أنها فوجئت بقناة الجزيرة تذيع تقرير مصور عليه أسم المركز وتنسبه له، وأكدت أنها قامت علي الفور بعمل محضر في مباحث الإنترنت بوزارة الداخلية، وعندما قامت مصر بعقد صفقة شراء الطائرة الرافال من فرنسا، شنت الجزيرة حملة كبري استهدفت تشويه الرافال والتشكيك في إمكانياتها، و قال عضو جماعة الإخوان حمزة زوبع علي شاشتها : أن الطيارة الرافال طيارة أي كلام، وفرنسا مش عرفة تبعها لحد، وان السيسي بينفق فلوس البلد عمال علي بطال ومصر اضحك عليها في هذه الصفقة، وبعد شراء مصر للطائرة بشهرين قامت قطر بعقد صفقة مع فرنسا لشراء 24 طائرة رافال بمبلغ 6.3 مليار يورو، ولم تقوم الجزيرة بانتقاد قطر لشرائها طائرات الرافال الأي كلام، وهنا يجب توضيح الفارق بين صفقة مصر وصفقة قطر، قيمة صفقة مصر 5.3 مليار يورو، يتم بموجبها بيع 24 طائرة وفرقاطة متعددة المهام من طراز فريم بالإضافة إلي صواريخ، اما قطر فاشترت 24 طائرة رافال فقط ب 6.3 مليار يورو. لم ينطق لسان مذيعي الجزيرة اسم داعش علي الاطلاق في نشراتها الاخبارية، ودائما ما يقال اسم تنظيم الدولة الاسلامية وفي بعض الاحيان تنظيم الدولة، اما عند تقديمها لضيوفها المؤيدين لجماعة الاخوان فأنها تزينهم وتلميعهم وتمنحهم القاب ما انزل الله بها من سلطان فمثلا تقوم بتقديم د. محمد الجوادي علي أنه مؤرخ ومعارض، لكن حقيقته عكس ذلك، فلقد قام عام 2002 بتأليف كتاب أسماه ( النخبة الحاكمة في مصر ) أهداه للرئيس السابق محمد حسني مبارك، وتجاوز في كل حدود النفاق عندما قال فيه : أن محطة واحدة من مترو الأنفاق تساوي السد العالي.