«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفضل الوسائل لمواجهة التخرصات الإيرانية إتجاه العرب (5)
نشر في شباب مصر يوم 28 - 07 - 2011


الجوانب الإقصادية وأهمها:
العلاقات التجارية الثنائية: هي المرآة العاكسة للعلاقات السياسية بين بلدين كما يفترض في السياسة الدولية وتصنف طرديا، فكلما تطورت العلاقات السياسية إنعكس ذلك على العلاقات الإقتصادية والعكس صحيح. لكن في العلاقات العربية- الإيرانية تنقلب هذه المعادلة رأسا على عقب فهي تعكس وضعا شاذا في العلاقات الثنائية.
العلاقات العربية- الإيرانية في الجانب السياسي تقع في الحضيض لكنها في الجانب الإقتصادي تتربع على القمة! والأنكى منه إن أرقى العلاقات التجارية تحتضن أسوأ العلاقات السياسية. فالدول التي تعاديها إيران هي التي ترتقي معها بعلاقات تجارية مميزة كدول الخليج العربي والإمارات بشكل خاص. حتى أن الحصار الدولي على بعض السلع المحظور تصديرها لأيران فأن دول الخليج هي من تكسره لصالح إيران! في الوقت الذي كانت فيه قبضتها أشد من قبضة الأجانب على رقاب اشقائهم العراقيين خلال فترة الحصار الإقتصادي الظالم في التسعينيات من القرن الماضي والذي راح ضحيته أكثر من نصف مليون فرد معظمهم من الشيوخ والأطفال.
هذه بعض المؤشرات التجارية بين إيران والإتحاد الأوربي ومقارنتها فيما بعد مع بعض الدول العربية لأخذ صورة عن حجم تلك التناقضات. تشير(يوروستات) أي الدائرة الإحصائية للإتحاد الأوربي بأن دول الإتحاد(27 دولة) قد صدرت لإيران ما قيمته(13) مليار دولار عام 2005 وتصاعد المبلغ إلى(11) مليار يورو العام الماضي وبفعل الحصار الإقتصادي بسبب تعنت إيران لإمتلاك الأسلحة النووية بدأ العد التنازلي لقيمة الصادرات الأوربية لإيران. في حين تعتبر دول الخليج العربي أفضل شريك تجاري للنظام الإيراني. فقد بلغ حجم التبادل التجاري عام 2003 حوالي( 180) مليون دولار مع الكويت. و(2) بليون ريال مع السعودية. و(86) مليون دولار مع البحرين. أما الكارثة الكبرى فهي مع الإمارات العربية التي تعتبر الشريك التجاري الثالث لإيران وخامس دولة مصدرة لها رغم إحتلالها الجزرالإماراتية الثلاث! فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين عام 2003 ما قيمته(16) مليار دولارا! أي أكثر من قيمة التبادل التجاري بين إيران وجميع دول الإتحاد الأوربي.
الطريف أن سوريا بإعتبارها المعبر الإيراني للفتن والإضطراب والتآمر في المنطقة العربية لم يزد حجم تبادلها التجاري مع إيران عام 2010 عن(400) مليون دولارا. وكفة الميزان بالطبع لصالح إيران وهذ ما عبر عنه حسام اليوسف مدير هيئة تنمية وترويج الصادرات في وزارة الاقتصاد" بأن حجم التبادل التجاري الإيراني السوري يفوق بعشرة أضعاف التبادل السوري". المصيبة الأخرى مع العراق المحتل امريكيا وصهيونيا وإيرانيا. حيث يزيد حجم التبادل التجاري عن(6) مليارات دولار كما جاء في تصريح رئيس لجنة التنمية الاقتصادية العراقية الإيرانية حسن كاظمي قمي- سفير إيران السابق لدى العراق- مضيفا بأن الطرفين يتطلعان لزيادتها إلى (10) مليارات دولار هذا العام وإلى( 20) مليار دولار في الأعوام الخمسة القادمة.
السلع الإيرانية التي تصل العراق هي في الغالب إستهلاكية كالأدوية والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وهي من أسوأ السلع، وغالبا ما تكون الأغذية المستوردة فاسدة بحكم إن التجارة العراقية بقبضة عملاء إيران علاوة على الفساد المالي والإداري المتفشي في كل مؤسسات الحكومة العرقية وهذا الفساد يخدم الإقتصاد الأيراني. فأكثر الوزارات فسادا في العراق تحكمها إيران من خلال عملائها الوزراء وكبار المسئولين فيها كالداخلية والنفط والتجارة والصحة والنقل. وهؤلاء الأوباش يجهضون أية جهود تنموية في القطاعات التقنية والنفطية والصناعية والزراعية والغذائية لخدمة المصالح الإيرانية.
فالزراعة على سبيل المثال في العراق تدمرت بسبب البزل الإيراني وضخ الأملاح للأراضي العراقية، بالإضافة إلى قطع المياه وتحوير مجاري الإنهار كنهر الكارون وهي مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تحكم الدول المتشاطئة. وآخرها قطع نهر الوند الذي يغذي الزراعة في محافظة ديالى وهي أكبر محافظة منتجة للمحاصيل الزراعية والفواكه في العراق. لم نسمع من الحكومة العراقية أي تصريح حول تلك التجاوزات الإيرانية أو رفعها إلى الجامعة العربية أو مجلس الأمن. وهذا أمر بديهي لأن العملاء في خدمة الأسياد ولايجوز لهم الشكوى! هذه هي الحقيقة المرًة فالإيرانيون يتاجرون معنا بإرهابهم ونحن نتاجر معهم بثرواتنا!
على سبيل المثال يستورد العراق من إيران ما قيمه (5) مليار دولارسنويا من المشتقات النفطية وأهمها الغاز الطبيعي. في حين إن الغاز العراقي يحرق دون الإستفادة منه, ومجموع ما إستورده العراق منذ الغزو لحد الآن من الغاز الطبيعي الإيراني بلغت كلفته حوال(25) مليار دولار. وهو مبلغ يمكن العراق من شراء أفضل المصانع لإنتاج الغاز تقنية وتطورا بل يمكنه من تصديره إلى دول العالم!
إذن لماذا لايقوم العراق بتلك الخطوة التي تخدم مصالحه؟ ولمصلحة من عدم إتخاذها؟ الإجابة متروكة للقراء الأفاضل.
لماذا صرح حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي -الإيراني الجنسية- بأن وزارته ستوقع عقدا مع شركة عالمية لأستثمار الغاز في عدد من الحقول الجنوبية مقابل التنازل عن نصف الغاز لصالح الشركة ثم أوقف الصفقة؟ فمن وراء إيقاف الصفقة ولماذا؟
كيف سيصدر الغاز العراقي كما صرح الشهرستاني إلى أوربا من خلال خط أنابيب(نابوكو/ تركيا). وإلى دول الجوار بالإتفاق مع شركة الغاز العربي؟ وهو مايزال يستورده من إيران لغاية معروفة لكل لبيب.
الخلاصة: إن السلاح الإقتصادي يكون مفعوله أحيانا أشد من السلاح الحربي لو أحسن إستخدامه. والعراق أفضل نموذج يمكن الإستشهاد به. وهذا ما تتجاهله دول الخليج العربي أو ربما تجري في الكواليس أمور أخرى غير واضحة للعيان؟
دعم المقاومة الوطنية العراقية الباسلة التي تقاوم قوى الإحتلال الأمريكي-الصهيوني- الإيراني. حكومة العراق كما هو معروف حكومة الذين ضلوا وأضلوا، حكومة عميلة وطائفية بإمتياز تؤتمر بإمرة الخامنئي. ويخطأ من يظن إنها تمثل شيعة العراق، كذك يخطأ من يظن إن الحزب الإسلامي يمثل سنة العراق أوالطالباني والبرزاني يمثلان أكراد العراق. فهؤلاء العملاء لا يعرفون لا الله ولا عباده، نظرتهم ذات بعد واحد لاتتعدى المصالح الخاصة. لكن هذا لا ينفي مع الأسف وجود مواطنين يشبكون المصالح الوطنية بمصالح هؤلاء الحكام دون ان يستوعبوا الحقيقة بأن أحداهما في الشرق والآخر في الغرب. إنهم الطائفيون والعنصريون والعملاء والمستفيدون من خراب البلد.
ولأن الحكومة العراقية وليدة تخصيب النظام الإيراني للأحزاب الحاكمة في العراق، ولأنها تمثل مع حكومة سوريا الرئتان التي يتنفس بها النظام الإيراني في المنطقة- كما عبر الأستاذ عبد الله النفيسي-ولأن العراق وإيران لهما نفس الرؤية والأهداف والأساليب، والدليل هو الموقف الموحد إتجاه الأحداث الأخيرة في البحرين وسوريا. لذلك فإن إي إجراء ضد حكومة الإحتلال في العراق هو بحد ذاته إجراء ضد حكومة إيران. وأفضل طريقة لضرب المصالح الإيرانية في العراق هو دعم المقاومة الوطنية الباسلة ضد الإحتلال الأمريكي الصفوي للعراق. تلك المقاومة الشريفة التي يظلمها الإعلام العربي والدولي ظلما كبيرا، ويحملها مسئولية أعمال إرهابية لاعلاقة لها بها من بعيد أو قريب؟ فهذه التهمة خطيئة بل من أخطر الخطايا لهذه الأمة بحق المقاومة المسلحة التي شرعتها القوانين السماوية والأرضية.
من يظن إن الإرهاب صنيعة المقاومة نقول له:- إنك تتحدث بنفس منطق قوات الغزو، بل بنفس إستعماري لا يقل خطورة عن المحتلين أنفسهم.
نسأل هذا البعض التائه عن طريق الحق:- فكر قليلا بأفضل وسيلة للطعن في المقاومة الوطنية وضربها في الصميم؟ بلا شك! هي أن تحملها مسئولية دماء الأبرياء من خلال الأعمال الإرهابية التي تحدث هنا وهناك. وهذا الأمر ليس جديدا في تأريخ الإستعمار. فمن يقرأ تجارب الشعوب المستعمرة يجد إن هذه الوسيلة إستخدمها الأمريكان في معظم حروبهم في فيتنام وكمبوديا والصومال ولبنان وإفغانستان وأخيرا في العراق.
لكن مع الأسف الشديد نحن شعب لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وإن فهم لا يستفيد من فهمه ليتدارك أخطائه. فإذا كنت أخي التائه قانعا بالفتح التحرري الأمريكي للعراق، وقانعا بديمقراطيته المثالية التي ستشع على دول الجوار كما نبأنا عراف البيت الأبيض بوش. وإن كنت قانعا بحكومة العراق الحالية ووطنيتها وحسن إدارتها للعملية السياسية الجارية وإنها تمثل حقا الشعب بكل فئاته وشرائحه، وإنها نفذت معظم طموحاته وآماله خلال السنوات الثمان الماضية أو أكثرها على أقل تقدير!
حسنا نبارك لك هذه الحكومة المعجزة وإنجازاتها الكبيرة. ولا نلومك على رأيك! فلكل منا قناعاته. لكن على الأقل إترك المقاومة لأهلها وأكفها أذاك! وستبدي لك الأيام كم كنت جاهلا.
الضرورة والعدالة السماوية والوضعية تستدعي التفريق بين الإرهاب والمقاومة. فكل فعل يستهدف المواطنين الأبرياء هو عمل إرهابي جبان وهذا أمر غير خاضع للجدال. وكل عمل يستهدف قوات الغزو الأمريكي- الصهيوني- الإيراني وذيولهم في العراق هو من أعمال المقاومة. فإذا أنكر أحد فعل المقاومة نسأله: إذن من الذي يكبد الأمريكان كل تلك الخسائر الجسيمة في الأرواح والمعدات؟ وهل يعقل لبيب إن من يستهدف الأمريكان يمكن أن يفكر مجرد تفكير في إذاء شعبه؟ ما الذي يستفيده من قتل الأبرياء؟ وهل الذي يملك كل ذلك الوعي الوطني وصفة الجهاد المقدسة، مقدما نفسه قربانا من أجل الوطن والشعب يمكن أن يقتل مدنيين أبرياء لا دخل لهم بعمالة الحكومة؟ أليسوا هؤلاء من شعبه وأهله؟ من يظن خلاف ذلك فهو أما جاهل كل الجهل أو عميل لأمريكا أو إيران
الذي يقتل الإبرياء من العراقيين لا ينتسب لهذا الشعب مطلقا، بل هو عدو للشعب العراقي. إنه كائن بشري بلا وعي ولا وطنية ولا قيم دينية أو أخلاقية. كائن مسخ كافر وسافل. وهذه الصفة تنطبق على عملاء امريكا والكيان الصهيوني و إيران فقط. لذلك قبل أن نوجه نقدنا للأنظمة العربية في تجاهلها للمقاومة العراقية. حري بنا أن نلوم شعبنا الذي وقع في هاوية عدم التمييز بين المقاومة الوطنية والإرهاب، وما زال يعاني من الدوار وتشوش في الرؤية.
وضع حد لوقف المدً المذهبي الصفوي الهدام.
هذه المسألة مثيرة للألم والحزن سيما إذا كان النظرة لها سطحية أو ذات بعد طائفي. ولسنا بصدد الحديث عن مذهب آل البيت الأطهار الذين طهرهم الله جلً وجلاله تطهيرا. كلنا مع آل البيت (ع) نستلهم منهم جوهر الإسلام الصحيح وننهل من منبعهم الصافي الذي لا نرتوي منه مهما شربنا فالعطش الفكري يدفعنا دائما وأبدا إليهم.
من منا يجرأ على نقد تلك الكواكب اللامعة التي يسترشد بها طلاب العلم والمعرفة؟ ومن منا يجرأ على نقد من كان جدهم هادي البشرية إلى نور الحق واليقين. إنهم وبقية الصحابة تلاميذ لخير البشرية، نسمع منهم ونأخذ منهم ونتبعهم ومن إتبعهم لا يضل. نجوم زاهرة وأي نجم منهم إتبعت فإنك بلا شك إهتديت. لكن حديثنا ينصب على المذهب الصفوي فقط بإعتباره النسخة المنقحة من المجوسية.
المذهب الصفوي في حقيقته دين مستقل وليس مذهب كما يخيل للبعض. ولا يمكن أن نعتبره مذهب إسلامي كما يشيع البعض فتلك وأيم الحق جريمة بحق الإسلام لأنه من ألدً أعداء الإسلام. ولا يمكن أن نصنفه أيضا كمذهب لآل البيت(ع) لأنه أساء إليهم إساءة بالغة لم يجرأ عليها أصحاب الإديان والمذاهب الأخرى الحاقدة على الإسلام. إنه مذهب السحر والدجل والشعوذة والكذب والنفاق والسادية. تجتمع كل الكبائر والرذائل في بوتقته وتتفاعل فيما بينها فتولد سموم فتاكة ونحن مع الأسف أول من يتذوقها.
من منا يقبل أن يكون ألإمام علي فيلسوف الإسلام، والأمام جعفر الصادق إمام المذاهب قاطبة سحرة ودجالين. من منا يقبل أن يكون الإمام الرضا وموسى الكاظم أطباء مشعوذين؟ من منا يقبل أن يكون أسد الإسلام الأمام علي جبانا رعديدا غير قادر على حماية أهله وشرفه؟ من منا يقبل أن يكون الإمام الحسين أكبر منزلة من جده النبي(ص)؟ ومن منا يقبل أن يكون الأمام الحسن كاذبا وداعرا لا يشبع شهوته البهيمية من النساء؟ ومن منا يقبل أن يكون الإمام العسكري جبانا وكاذبا؟ إطلع على الكتب الصفوية الي ألفها كبار الشعوبيين كالكليني والنعماني والطبرسي والجزائري والخميني وغيرهم. وستتأكد بنفسك من إنهم لصقوا الصفات التي ذكرناها بآل البيت ظلما وغدرا وكذبا.
من يحب آل البيت وجب عليه أن يهتدي بنبراسهم لا أن يطفأ سراجه ويعتم المكان على نفسه والآخرين. من يحبهم لايشوه صورتهم الحبيبة الطاهرة في قلوبنا بتلك الطريقة المزرية. عموما من يحب لايؤذي من يحبه بل يحنو عليه كالغصن الطري ويضمه بشوق وحنان لصدره، وهذا أضعف الإيمان.
من هم هؤلاء المراجع الصفويين الذي جعلناهم أئمة علينا واسبغنا عليهم العصمة كأنهم أنبياء بل أكبر منهم وسلمناهم أمور ديننا ودنيانا ليقودونا كألأغنام إلى الضلالة ويعبدون لنا طريق جهنم؟ هل رأيتم أو سمعتم أحدا منهم يحفظ القرآن الكريم؟ هل سمعتم أحدا منهم يتكلم العربية بلسان عربي فصيح؟ هل سمعتم تلاوة من الذكر الحكيم بصوت أحدهم؟ هل إستمعتم لأحدهم محاضرة مفيدة أو مناقشة منطقية وواقعية وقنعتم به وبها؟ من يجهل العربية كيف سيفهم دين الله العربي وأحاديث رسوله العربي؟ ومن لا يحترم العرب هل يخدمهم أو يخدم دينهم؟
لماذا إنقلبت الحقيقة رأسا على عقب؟ من هم أحفاد آل البيت نحن العرب أم الفرس والهنود والباكستانيين والأفغان وغيرهم؟ من يفترض به أن يقود الآخر ويتبعه نحن أم هم؟
من هو الأصل ومن هو الفرع؟ وكيف تحول الفرع إلى أصل وأصبح الأصل فرعا؟ من يجيب على تلك التساؤلات وغيرها سيعرف مقدار جهلنا وسذاجتنا وسيترحم على شاعرنا المتنبي بقوله" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم". المصيبة يا شاعرنا لم تكتف بالضحك علينا بل دمرت كل قيمنا ثم أجهضت على كل ما تبقى من آمالنا.
هذا المد الصفوي أشبه بالسرطان فهو يفتك يوما بعد آخر بخلايا الجسد العربي، وإذا لم يستأصل من جذوره فإن عواقبه ستكون وخيمة ولا يسلم منها إي طرف.
الحديث حول هذا الموضوع طويل ومتشعب، لذا سنحاول أن نتحدث عنه في مقالات مستقلة قريبا بإذن الله.
هناك بالطبع وسائل فاعلة أيضا يمكن إعتمادها، تشمل جوانب إقتصادية وسياسية أخرى لم نتطرق إليها، كذلك جوانب عسكرية ونفسية ودينية وحتى رياضية، نتركها لغيرنا ليكمل هذا المشوار الطويل.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.