الوطنية للانتخابات: بدء فرز الأصوات بنيوزيلندا.. والكويت الأعلى تصويتا حتى الآن    انتخابات النواب بالخارج.. إقبال كبير للمشاركة بانتخابات النواب باليوم الأخير في السعودية وسلطنة عمان |صور    إقبال المصريين على سفارة مصر بباريس في اليوم الثاني للتصويت بانتخابات مجلس النواب    إدراج 29 جامعة مصرية في تصنيف QS 2026.. والقاهرة تتصدر محليا    تراجع أسعار الحديد والأسمنت بأسواق مواد البناء اليوم السبت 22 نوفمبر    وزيرة «التخطيط» تبحث مع «بروباركو» الفرنسية خطط تمويل و تمكين القطاع الخاص    مركز بحوث الصحراء يستقبل وفدًا طلابيا لتعزيز التعلم التطبيقي في البيئات الصحراوية    إصابة 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال في مناطق متفرقة من قطاع غزة    وزير الخارجية يشيد بما وصلت إليه العلاقات بين مصر وإسبانيا    فيديو.. قوات إسرائيلية تتوغل في ريف القنيطرة جنوبي سوريا وترفع علم دولة الاحتلال    ستارمر يعلن عن لقاء دولى خلال قمة العشرين لدفع جهود وقف إطلاق النار بأوكرانيا    موسكو: المسيرات الروسية تضرب نقطة انتشار اوكرانية مؤقتة    تشكيل برشلونة المتوقع أمام بلباو في الدوري الإسباني    تشكيل مانشستر سيتي المتوقع أمام نيوكاسل.. موقف مرموش    وزير الرياضة يدعم البطل الأولمبي أحمد الجندي في رحلة علاجه بألمانيا    جون بارنز يبرئ صلاح ويكشف سبب أزمة ليفربول    موعد مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدوري الأبطال.. والقنوات الناقلة    إسلام سمير: الفوارق بين الأندية "كبيرة".. وأحمد سامي ليس سببا في أزمات الاتحاد    ارتفاع جديد للحرارة على الإسكندرية ولا فرص للأمطار اليوم    الأدلة الجنائية تفحص آثار حريق بمعرض موتوسيكلات بالظاهر وتستدعي المالك    وزير التربية والتعليم يقرر وضع مدرسة "سيدز الدولية" تحت الإشراف المالي والإداري وإدارتها من قبل الوزارة    ضربة استباقية.. سقوط بؤر مخدرات وسلاح ومقتل عنصر شديد الخطورة فى قنا    بدء فعاليات إجراء قرعة حج الجمعيات الأهلية لاختيار الفائزين بالتأشيرات    لاتهامها بقضايا غير أخلاقية.. ضبط التيك توكر «دودو المهرة الملكة» في أكتوبر    إصابة 11 عاملا إثر انقلاب ميكروباص بالمنيا الجديدة    مخرجة لبنانية: مهرجان القاهرة منح فيلمي حياة مستقلة وفتح له أبواب العالم    بعد تصدره التريند.. موعد عرض برنامج «دولة التلاوة» والقنوات الناقلة    استخدمت لأداء المهام المنزلية، سر عرض تماثيل الخدم في المتحف المصري بالتحرير    دولة التلاوة.. أصوات من الجنة    الصحة تقدم تعليمات مهمة لحماية الطلاب من العدوى التنفسية داخل المدارس    دايت طبيعي لزيادة التركيز والمزاج الإيجابي، نظام غذائي يدعم العقل والنفس معًا    الرئاسة في أسبوع| السيسي يشارك بمراسم تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة النووية الأولى بالضبعة.. ويصدر تكليفات حاسمة للحكومة والوطنية للانتخابات    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم السبت 22 نوفمبر 2025    شيكو بانزا يظهر فى مران الزمالك الأخير استعدادا ل زيسكو بعد وفاة شقيقه    زيارة مفاجئة لوكيل زراعة أسيوط للجمعيات الزراعية بمركز الفتح    سعر كرتونة البيض في بورصة الدواجن والأسواق اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 فى المنيا    وزير التعليم العالي يعقد اجتماعًا مع مجموعة خبراء تطوير التعليم العالي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 22-11-2025 في محافظة الأقصر    انتخابات مجلس النواب بالخارج، بدء التصويت بالسفارة المصرية في طهران    غرفة عمليات الهيئة الوطنية تتابع فتح لجان انتخابات النواب فى الخارج    وزارة الصحة توجه رسالة هامة عن تلقى التطعيمات.. تفاصيل    منظمة الصحة العالمية: أكثر من 16.5 ألف مريض بغزة في انتظار الإجلاء الطبي    دراسة جديدة.. عصير البرتقال يؤثر على نشاط الجينات    سعر الجنيه الإسترلينى اليوم السبت فى البنوك 22-11-2025    اليوم.. محاكمة 6 متهمين بقضية "خلية مصر الجديدة"    فرنسا لمواطنيها: جهزوا الطعام والماء لحرب محتملة مع روسيا    «يوميات ونيس».. العمل الذي صنع ذاكرة جيل ورسّخ قيم الأسرة في الدراما المصرية    المرأة العاملة| اختيارها يحمي الأسرة أم يرهقها؟.. استشاري أسري يوضح    فلسطين.. جيش الاحتلال يقتحم حي الضاحية في نابلس شمال الضفة الغربية    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    محمد التاجي: اعتذار محمد سلام اللحظي خلق «شماتة» ويتعارض مع تقاليد المهنة    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أفضل الوسائل لمواجهة التخرصات الإيرانية إتجاه العرب (5)
نشر في شباب مصر يوم 28 - 07 - 2011


الجوانب الإقصادية وأهمها:
العلاقات التجارية الثنائية: هي المرآة العاكسة للعلاقات السياسية بين بلدين كما يفترض في السياسة الدولية وتصنف طرديا، فكلما تطورت العلاقات السياسية إنعكس ذلك على العلاقات الإقتصادية والعكس صحيح. لكن في العلاقات العربية- الإيرانية تنقلب هذه المعادلة رأسا على عقب فهي تعكس وضعا شاذا في العلاقات الثنائية.
العلاقات العربية- الإيرانية في الجانب السياسي تقع في الحضيض لكنها في الجانب الإقتصادي تتربع على القمة! والأنكى منه إن أرقى العلاقات التجارية تحتضن أسوأ العلاقات السياسية. فالدول التي تعاديها إيران هي التي ترتقي معها بعلاقات تجارية مميزة كدول الخليج العربي والإمارات بشكل خاص. حتى أن الحصار الدولي على بعض السلع المحظور تصديرها لأيران فأن دول الخليج هي من تكسره لصالح إيران! في الوقت الذي كانت فيه قبضتها أشد من قبضة الأجانب على رقاب اشقائهم العراقيين خلال فترة الحصار الإقتصادي الظالم في التسعينيات من القرن الماضي والذي راح ضحيته أكثر من نصف مليون فرد معظمهم من الشيوخ والأطفال.
هذه بعض المؤشرات التجارية بين إيران والإتحاد الأوربي ومقارنتها فيما بعد مع بعض الدول العربية لأخذ صورة عن حجم تلك التناقضات. تشير(يوروستات) أي الدائرة الإحصائية للإتحاد الأوربي بأن دول الإتحاد(27 دولة) قد صدرت لإيران ما قيمته(13) مليار دولار عام 2005 وتصاعد المبلغ إلى(11) مليار يورو العام الماضي وبفعل الحصار الإقتصادي بسبب تعنت إيران لإمتلاك الأسلحة النووية بدأ العد التنازلي لقيمة الصادرات الأوربية لإيران. في حين تعتبر دول الخليج العربي أفضل شريك تجاري للنظام الإيراني. فقد بلغ حجم التبادل التجاري عام 2003 حوالي( 180) مليون دولار مع الكويت. و(2) بليون ريال مع السعودية. و(86) مليون دولار مع البحرين. أما الكارثة الكبرى فهي مع الإمارات العربية التي تعتبر الشريك التجاري الثالث لإيران وخامس دولة مصدرة لها رغم إحتلالها الجزرالإماراتية الثلاث! فقد بلغت قيمة التبادل التجاري بين البلدين عام 2003 ما قيمته(16) مليار دولارا! أي أكثر من قيمة التبادل التجاري بين إيران وجميع دول الإتحاد الأوربي.
الطريف أن سوريا بإعتبارها المعبر الإيراني للفتن والإضطراب والتآمر في المنطقة العربية لم يزد حجم تبادلها التجاري مع إيران عام 2010 عن(400) مليون دولارا. وكفة الميزان بالطبع لصالح إيران وهذ ما عبر عنه حسام اليوسف مدير هيئة تنمية وترويج الصادرات في وزارة الاقتصاد" بأن حجم التبادل التجاري الإيراني السوري يفوق بعشرة أضعاف التبادل السوري". المصيبة الأخرى مع العراق المحتل امريكيا وصهيونيا وإيرانيا. حيث يزيد حجم التبادل التجاري عن(6) مليارات دولار كما جاء في تصريح رئيس لجنة التنمية الاقتصادية العراقية الإيرانية حسن كاظمي قمي- سفير إيران السابق لدى العراق- مضيفا بأن الطرفين يتطلعان لزيادتها إلى (10) مليارات دولار هذا العام وإلى( 20) مليار دولار في الأعوام الخمسة القادمة.
السلع الإيرانية التي تصل العراق هي في الغالب إستهلاكية كالأدوية والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وهي من أسوأ السلع، وغالبا ما تكون الأغذية المستوردة فاسدة بحكم إن التجارة العراقية بقبضة عملاء إيران علاوة على الفساد المالي والإداري المتفشي في كل مؤسسات الحكومة العرقية وهذا الفساد يخدم الإقتصاد الأيراني. فأكثر الوزارات فسادا في العراق تحكمها إيران من خلال عملائها الوزراء وكبار المسئولين فيها كالداخلية والنفط والتجارة والصحة والنقل. وهؤلاء الأوباش يجهضون أية جهود تنموية في القطاعات التقنية والنفطية والصناعية والزراعية والغذائية لخدمة المصالح الإيرانية.
فالزراعة على سبيل المثال في العراق تدمرت بسبب البزل الإيراني وضخ الأملاح للأراضي العراقية، بالإضافة إلى قطع المياه وتحوير مجاري الإنهار كنهر الكارون وهي مخالفة صريحة للقوانين الدولية التي تحكم الدول المتشاطئة. وآخرها قطع نهر الوند الذي يغذي الزراعة في محافظة ديالى وهي أكبر محافظة منتجة للمحاصيل الزراعية والفواكه في العراق. لم نسمع من الحكومة العراقية أي تصريح حول تلك التجاوزات الإيرانية أو رفعها إلى الجامعة العربية أو مجلس الأمن. وهذا أمر بديهي لأن العملاء في خدمة الأسياد ولايجوز لهم الشكوى! هذه هي الحقيقة المرًة فالإيرانيون يتاجرون معنا بإرهابهم ونحن نتاجر معهم بثرواتنا!
على سبيل المثال يستورد العراق من إيران ما قيمه (5) مليار دولارسنويا من المشتقات النفطية وأهمها الغاز الطبيعي. في حين إن الغاز العراقي يحرق دون الإستفادة منه, ومجموع ما إستورده العراق منذ الغزو لحد الآن من الغاز الطبيعي الإيراني بلغت كلفته حوال(25) مليار دولار. وهو مبلغ يمكن العراق من شراء أفضل المصانع لإنتاج الغاز تقنية وتطورا بل يمكنه من تصديره إلى دول العالم!
إذن لماذا لايقوم العراق بتلك الخطوة التي تخدم مصالحه؟ ولمصلحة من عدم إتخاذها؟ الإجابة متروكة للقراء الأفاضل.
لماذا صرح حسين الشهرستاني وزير النفط العراقي -الإيراني الجنسية- بأن وزارته ستوقع عقدا مع شركة عالمية لأستثمار الغاز في عدد من الحقول الجنوبية مقابل التنازل عن نصف الغاز لصالح الشركة ثم أوقف الصفقة؟ فمن وراء إيقاف الصفقة ولماذا؟
كيف سيصدر الغاز العراقي كما صرح الشهرستاني إلى أوربا من خلال خط أنابيب(نابوكو/ تركيا). وإلى دول الجوار بالإتفاق مع شركة الغاز العربي؟ وهو مايزال يستورده من إيران لغاية معروفة لكل لبيب.
الخلاصة: إن السلاح الإقتصادي يكون مفعوله أحيانا أشد من السلاح الحربي لو أحسن إستخدامه. والعراق أفضل نموذج يمكن الإستشهاد به. وهذا ما تتجاهله دول الخليج العربي أو ربما تجري في الكواليس أمور أخرى غير واضحة للعيان؟
دعم المقاومة الوطنية العراقية الباسلة التي تقاوم قوى الإحتلال الأمريكي-الصهيوني- الإيراني. حكومة العراق كما هو معروف حكومة الذين ضلوا وأضلوا، حكومة عميلة وطائفية بإمتياز تؤتمر بإمرة الخامنئي. ويخطأ من يظن إنها تمثل شيعة العراق، كذك يخطأ من يظن إن الحزب الإسلامي يمثل سنة العراق أوالطالباني والبرزاني يمثلان أكراد العراق. فهؤلاء العملاء لا يعرفون لا الله ولا عباده، نظرتهم ذات بعد واحد لاتتعدى المصالح الخاصة. لكن هذا لا ينفي مع الأسف وجود مواطنين يشبكون المصالح الوطنية بمصالح هؤلاء الحكام دون ان يستوعبوا الحقيقة بأن أحداهما في الشرق والآخر في الغرب. إنهم الطائفيون والعنصريون والعملاء والمستفيدون من خراب البلد.
ولأن الحكومة العراقية وليدة تخصيب النظام الإيراني للأحزاب الحاكمة في العراق، ولأنها تمثل مع حكومة سوريا الرئتان التي يتنفس بها النظام الإيراني في المنطقة- كما عبر الأستاذ عبد الله النفيسي-ولأن العراق وإيران لهما نفس الرؤية والأهداف والأساليب، والدليل هو الموقف الموحد إتجاه الأحداث الأخيرة في البحرين وسوريا. لذلك فإن إي إجراء ضد حكومة الإحتلال في العراق هو بحد ذاته إجراء ضد حكومة إيران. وأفضل طريقة لضرب المصالح الإيرانية في العراق هو دعم المقاومة الوطنية الباسلة ضد الإحتلال الأمريكي الصفوي للعراق. تلك المقاومة الشريفة التي يظلمها الإعلام العربي والدولي ظلما كبيرا، ويحملها مسئولية أعمال إرهابية لاعلاقة لها بها من بعيد أو قريب؟ فهذه التهمة خطيئة بل من أخطر الخطايا لهذه الأمة بحق المقاومة المسلحة التي شرعتها القوانين السماوية والأرضية.
من يظن إن الإرهاب صنيعة المقاومة نقول له:- إنك تتحدث بنفس منطق قوات الغزو، بل بنفس إستعماري لا يقل خطورة عن المحتلين أنفسهم.
نسأل هذا البعض التائه عن طريق الحق:- فكر قليلا بأفضل وسيلة للطعن في المقاومة الوطنية وضربها في الصميم؟ بلا شك! هي أن تحملها مسئولية دماء الأبرياء من خلال الأعمال الإرهابية التي تحدث هنا وهناك. وهذا الأمر ليس جديدا في تأريخ الإستعمار. فمن يقرأ تجارب الشعوب المستعمرة يجد إن هذه الوسيلة إستخدمها الأمريكان في معظم حروبهم في فيتنام وكمبوديا والصومال ولبنان وإفغانستان وأخيرا في العراق.
لكن مع الأسف الشديد نحن شعب لا يقرأ، وإن قرأ لا يفهم، وإن فهم لا يستفيد من فهمه ليتدارك أخطائه. فإذا كنت أخي التائه قانعا بالفتح التحرري الأمريكي للعراق، وقانعا بديمقراطيته المثالية التي ستشع على دول الجوار كما نبأنا عراف البيت الأبيض بوش. وإن كنت قانعا بحكومة العراق الحالية ووطنيتها وحسن إدارتها للعملية السياسية الجارية وإنها تمثل حقا الشعب بكل فئاته وشرائحه، وإنها نفذت معظم طموحاته وآماله خلال السنوات الثمان الماضية أو أكثرها على أقل تقدير!
حسنا نبارك لك هذه الحكومة المعجزة وإنجازاتها الكبيرة. ولا نلومك على رأيك! فلكل منا قناعاته. لكن على الأقل إترك المقاومة لأهلها وأكفها أذاك! وستبدي لك الأيام كم كنت جاهلا.
الضرورة والعدالة السماوية والوضعية تستدعي التفريق بين الإرهاب والمقاومة. فكل فعل يستهدف المواطنين الأبرياء هو عمل إرهابي جبان وهذا أمر غير خاضع للجدال. وكل عمل يستهدف قوات الغزو الأمريكي- الصهيوني- الإيراني وذيولهم في العراق هو من أعمال المقاومة. فإذا أنكر أحد فعل المقاومة نسأله: إذن من الذي يكبد الأمريكان كل تلك الخسائر الجسيمة في الأرواح والمعدات؟ وهل يعقل لبيب إن من يستهدف الأمريكان يمكن أن يفكر مجرد تفكير في إذاء شعبه؟ ما الذي يستفيده من قتل الأبرياء؟ وهل الذي يملك كل ذلك الوعي الوطني وصفة الجهاد المقدسة، مقدما نفسه قربانا من أجل الوطن والشعب يمكن أن يقتل مدنيين أبرياء لا دخل لهم بعمالة الحكومة؟ أليسوا هؤلاء من شعبه وأهله؟ من يظن خلاف ذلك فهو أما جاهل كل الجهل أو عميل لأمريكا أو إيران
الذي يقتل الإبرياء من العراقيين لا ينتسب لهذا الشعب مطلقا، بل هو عدو للشعب العراقي. إنه كائن بشري بلا وعي ولا وطنية ولا قيم دينية أو أخلاقية. كائن مسخ كافر وسافل. وهذه الصفة تنطبق على عملاء امريكا والكيان الصهيوني و إيران فقط. لذلك قبل أن نوجه نقدنا للأنظمة العربية في تجاهلها للمقاومة العراقية. حري بنا أن نلوم شعبنا الذي وقع في هاوية عدم التمييز بين المقاومة الوطنية والإرهاب، وما زال يعاني من الدوار وتشوش في الرؤية.
وضع حد لوقف المدً المذهبي الصفوي الهدام.
هذه المسألة مثيرة للألم والحزن سيما إذا كان النظرة لها سطحية أو ذات بعد طائفي. ولسنا بصدد الحديث عن مذهب آل البيت الأطهار الذين طهرهم الله جلً وجلاله تطهيرا. كلنا مع آل البيت (ع) نستلهم منهم جوهر الإسلام الصحيح وننهل من منبعهم الصافي الذي لا نرتوي منه مهما شربنا فالعطش الفكري يدفعنا دائما وأبدا إليهم.
من منا يجرأ على نقد تلك الكواكب اللامعة التي يسترشد بها طلاب العلم والمعرفة؟ ومن منا يجرأ على نقد من كان جدهم هادي البشرية إلى نور الحق واليقين. إنهم وبقية الصحابة تلاميذ لخير البشرية، نسمع منهم ونأخذ منهم ونتبعهم ومن إتبعهم لا يضل. نجوم زاهرة وأي نجم منهم إتبعت فإنك بلا شك إهتديت. لكن حديثنا ينصب على المذهب الصفوي فقط بإعتباره النسخة المنقحة من المجوسية.
المذهب الصفوي في حقيقته دين مستقل وليس مذهب كما يخيل للبعض. ولا يمكن أن نعتبره مذهب إسلامي كما يشيع البعض فتلك وأيم الحق جريمة بحق الإسلام لأنه من ألدً أعداء الإسلام. ولا يمكن أن نصنفه أيضا كمذهب لآل البيت(ع) لأنه أساء إليهم إساءة بالغة لم يجرأ عليها أصحاب الإديان والمذاهب الأخرى الحاقدة على الإسلام. إنه مذهب السحر والدجل والشعوذة والكذب والنفاق والسادية. تجتمع كل الكبائر والرذائل في بوتقته وتتفاعل فيما بينها فتولد سموم فتاكة ونحن مع الأسف أول من يتذوقها.
من منا يقبل أن يكون ألإمام علي فيلسوف الإسلام، والأمام جعفر الصادق إمام المذاهب قاطبة سحرة ودجالين. من منا يقبل أن يكون الإمام الرضا وموسى الكاظم أطباء مشعوذين؟ من منا يقبل أن يكون أسد الإسلام الأمام علي جبانا رعديدا غير قادر على حماية أهله وشرفه؟ من منا يقبل أن يكون الإمام الحسين أكبر منزلة من جده النبي(ص)؟ ومن منا يقبل أن يكون الأمام الحسن كاذبا وداعرا لا يشبع شهوته البهيمية من النساء؟ ومن منا يقبل أن يكون الإمام العسكري جبانا وكاذبا؟ إطلع على الكتب الصفوية الي ألفها كبار الشعوبيين كالكليني والنعماني والطبرسي والجزائري والخميني وغيرهم. وستتأكد بنفسك من إنهم لصقوا الصفات التي ذكرناها بآل البيت ظلما وغدرا وكذبا.
من يحب آل البيت وجب عليه أن يهتدي بنبراسهم لا أن يطفأ سراجه ويعتم المكان على نفسه والآخرين. من يحبهم لايشوه صورتهم الحبيبة الطاهرة في قلوبنا بتلك الطريقة المزرية. عموما من يحب لايؤذي من يحبه بل يحنو عليه كالغصن الطري ويضمه بشوق وحنان لصدره، وهذا أضعف الإيمان.
من هم هؤلاء المراجع الصفويين الذي جعلناهم أئمة علينا واسبغنا عليهم العصمة كأنهم أنبياء بل أكبر منهم وسلمناهم أمور ديننا ودنيانا ليقودونا كألأغنام إلى الضلالة ويعبدون لنا طريق جهنم؟ هل رأيتم أو سمعتم أحدا منهم يحفظ القرآن الكريم؟ هل سمعتم أحدا منهم يتكلم العربية بلسان عربي فصيح؟ هل سمعتم تلاوة من الذكر الحكيم بصوت أحدهم؟ هل إستمعتم لأحدهم محاضرة مفيدة أو مناقشة منطقية وواقعية وقنعتم به وبها؟ من يجهل العربية كيف سيفهم دين الله العربي وأحاديث رسوله العربي؟ ومن لا يحترم العرب هل يخدمهم أو يخدم دينهم؟
لماذا إنقلبت الحقيقة رأسا على عقب؟ من هم أحفاد آل البيت نحن العرب أم الفرس والهنود والباكستانيين والأفغان وغيرهم؟ من يفترض به أن يقود الآخر ويتبعه نحن أم هم؟
من هو الأصل ومن هو الفرع؟ وكيف تحول الفرع إلى أصل وأصبح الأصل فرعا؟ من يجيب على تلك التساؤلات وغيرها سيعرف مقدار جهلنا وسذاجتنا وسيترحم على شاعرنا المتنبي بقوله" يا أمة ضحكت من جهلها الأمم". المصيبة يا شاعرنا لم تكتف بالضحك علينا بل دمرت كل قيمنا ثم أجهضت على كل ما تبقى من آمالنا.
هذا المد الصفوي أشبه بالسرطان فهو يفتك يوما بعد آخر بخلايا الجسد العربي، وإذا لم يستأصل من جذوره فإن عواقبه ستكون وخيمة ولا يسلم منها إي طرف.
الحديث حول هذا الموضوع طويل ومتشعب، لذا سنحاول أن نتحدث عنه في مقالات مستقلة قريبا بإذن الله.
هناك بالطبع وسائل فاعلة أيضا يمكن إعتمادها، تشمل جوانب إقتصادية وسياسية أخرى لم نتطرق إليها، كذلك جوانب عسكرية ونفسية ودينية وحتى رياضية، نتركها لغيرنا ليكمل هذا المشوار الطويل.
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.