قال ناشطون إن السلطات السورية كثفت من حملات القمع التي تنفذها في مدينة حمص، ما أدى إلى مقتل 14 شخصا على الأقل. وشهدت حمص بعض أكبر الإحتجاجات المناوئة لنظام الرئيس السوري، بشار الأسد. وأضاف الناشطون أن جنودا سورييين تدعمهم دبابات شوهدوا فجر اليوم الأربعاء وهم يدخلون إلى حمص. وسقط معظم القتلى في الأحياء القديمة من المدينة كباب دريب وبستان الديوان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتخذ من لندن مقرا له "التعزيزات العسكرية بما في ذلك شاحنات عسكرية مليئة بالجنود دخلت إلى المدينة" ما أدى إلى "إطلاق نار بشكل كثيف في منطقة السوق وقرب مقر المحافظة". وقالت لجان التنسيق المحلية إن الجنود "إستخدموا نيران أسلحتهم والقنابل الصوتية لترويع السكان بالقرب من مقر الشرطة حول القلعة".وقطعت خطوط الهاتف والإنترنت عن بعض مناطق المدينة. "جرائم ضد الإنسانية" ومن جهة أخرى، إتهم وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه السلطات السورية "بارتكاب جرائم ضد الإنسانية". وكان جوبيه يتحدث في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة الروسية موسكو. وقال جوبيه إن سورية قد تواجه عقوبات إضافية إذا لم تغير سياستها، وأضاف أن "طريقة قمع النظام السوري للمظاهرات الشعبية غير مقبولة". وأعرب الوزير الفرنسي عن رغبته في موافقة روسيا على دعم إدانة النظام السوري في مجلس الأمن وهو الأمر الذي تعرقله موسكو منذ أشهر. وقال إن "على مجلس الأمن الدولي أن يوجه رسالة قوية إلى دمشق حتى يتوقف هذا القمع الوحشي". أما وزير الخارجية الروسي فأكد أن الأولوية لإجراء المفاوضات، وتابع "نحن نرى أن تحريض البعض من قوى المعارضة على مقاطعة هذا الحوار أمر خطير يصب في تكرار السيناريو الليبي ، الأمر الذي لا تريده روسيا ولا فرنسا". وأوضح أن بلاده قدمت في مجلس الأمن "مشروع قرار يطالب جميع الأطراف بالكف عن إستخدام العنف. ويدعو هذا المشروع "المسؤولين السوريين إلى الدفع قدما بالإصلاحات التي أقرت حتى الأن، والمعارضة إلى عدم خوض مواجهة مسلحة وإلى الا ترفض الدعوات إلى الحوار". إتحاد أوروبي جوبيه لوح بعقوبات إضافية ضد سورية وكان الإتحاد الأوروبي قد إتخذ قرارا بحظر إستيراد النفط من سورية، وهو قرار إنتقدته روسيا التي كانت تضغط باتجاه إجراء حوار سياسي. في هذه الأثناء قالت الجامعة العربية إن أمينها العام محمد العربي سيزور العاصمة السورية دمشق السبت. وأضاف البيان الصادر عن الجامعة أن قرار زيارة العربي قد إتخذ خلال مكالمة هاتفية بينه وبين وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وكان من المقرر أن يزور العربي سورية الأربعاء لكن الحكومة السورية أجلت الزيارة في اللحظة الأخيرة "بسبب ظروف خارجة عن إرادتها" كما ورد في تعليل قرار التأجيل. عملية موسعة في هذه الأثناء قال ناشطون سوريون إن قوات الجيش شنت عملية عسكرية موسعة صباح الأربعاء على مدينة حمص مدعومة بالدبابات ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 10 أشخاص وإصابة عشرين على الأقل مضيفا أن قوات الأمن إستخدمت الرشاشات الثقيلة في محيط جامع خالد بن الوليد في حي الخالدية. وقال المرصد إن تعزيزات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند مدرعة وشاحنات محملة بالجنود وصلت إلى مشارف مدينة حمص قادمة من الرستن ومحيط تدمر. وأضاف الناشطون أن أصوات إطلاق الرصاص الكثيف سمعت في أحياء باب السباع وباب هود وباب تدمر، بينما إنتشر القناصة بشكل كبير على أسطح الأبنية العالية. وقال سكان من مدينة حمص وقبيل إنقطاع الإتصال بهم إن أصوات إطلاق نار كثيف تسمع في وسط المدينة وأحيائها وأن المدينة تشهد إغلاقاً عاماً وحركة نزوح لسكانها. وأفاد سكان آخرون من حي بستان الديوان ذي الغالبية المسيحية، أنهم شاهدوا أشخاصا مسلحين مجهولين دخلوا حيّهم هرباً من قوات الجيش والأمن. وقال هؤلاء السكان أن المسلحين يحملون أسلحة مختلفة. وقد إنقطعت الإتصالات الخليوية والأرضية والإنترنت عن المدينة بشكل كامل. وقال ناشطون في المدينة قبيل إنقطاع هذه الاتصالات أن آليات ومدرعات دخلت المدينة وأن أوسع الإشتباكات تجري في الخالدية وباب تدمر وباب الدريب وباب السباع ومحيط مسجد خالد بن الوليد ووادي السايح والحميدية. وأن عمليات إعتقال ومداهمة تجري في العديد من الأحياء. وذكرت وكالة رويترز للأنباء نقلا عن بيان أصدره إتحاد أحياء مدينة حمص أنه تم قطع معظم خطوط الهواتف الأرضية والمحمولة وخدمات الإنترنت وأن الدبابات دخلت المدينة فجرا وبدأت في إطلاق النار بشكل مكثف وعشوائي على المنازل في باب تدمر والورشة وباب الدريب. وأضاف البيان أن القوات إنتشرت أيضا في باب السباع وأنه سمع دوي إنفجارين في حي الخضر. وكان عشرة أشخاص قد قتلوا الثلاثاء وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الانسان.