بسيطة هي كفكرة، لكنها في مضمونها تحمل الكثير من المعاني والقيم العظيمة، هي مجرد لعبة، لكنها لا تهدف فقط لمجرد التسلية بالنسبة للأطفال، بل ترسخ بداخلهم وتزرع فيهم مجموعة من القيم والأخلاق. منذ ما يقرب من ال30 عاما، ظهرت لعبة تعرف ب"بنك الحظ"، واشتهرت بشكل كبير بين الأطفال والشباب في فترة التسعينيات من القرن الماضي، وفي ظل التطور ووسائل التكنولوجيا ووسائل الترفيه الأخرى، تراجعت مكانة اللعبة بين الأطفال، وإن كانت لم تفقد متعتها بالنسبة لهم.
محاولة إحياء اللعبة مرة أخرى، ولكن بصورة مختلفة، تعطي لها قيمة أفضل، يمكنها أن تساهم في بناء وتقويم شخصية الطفل، كان هدف، رشا خاطر، وهي إخصائية نفسية، بمدرسة دار التربية الرسمية، بمدينة شبين الكوم، بمحافظة المنوفية.
ومن خلال مسابقة نظمتها إدارة شبين الكوم التعليمية، نجحت رشا خاطر في تحويل لعبة "بنك الحظ" إلى لعبة "بنك الأخلاق" وحصلت من خلالها على المركز الأول ضمن المسابقة التي نظمتها الإدارة خصيصا لتحويل اللعبة لتقدم هدفا وقيمة أخلاقية للأطفال يمكنها تعديل سلوكياتهم للأفضل، وإحداث تغيير إيجابي في شخصياتهم.
وتمكنت الإخصائية النفسية رشا خاطر، من تحويل لعبه بنك الحظ الي لعبه نفسية تحت مسمى لعبة "بنك الأخلاق"، وهي لعبة تتكون من نفس لوحة "بنك الحظ"، حيث تحتوي على 23 قيمة أخلاقية، بديلة للدول التي كانت متواجدة بلعبة "بنك الحظ"، حيث يتعرف الطالب على هذه القيم أثناء ممارسة اللعبة، والتنقل بين خانات القيم، وخلال اللعبة أيضا يتم تعديل السلوك السلبي وتعزيز العادات الإيجابية لدي الطالب أو الطفل.
وكلعبة "بنك الحظ" تبدأ لعبة "بنك الأخلاق" بإلقاء الزهر، ثم يتنقل اللاعب بسيارته حسب مجموع الزهر بين خانات أو مربعات الأخلاق، فإذا توقف اللاعب عند مدينة أخلاقيه فله حرية شرائها بحسب المبلغ المحدد عليها، ويتم دفع المقابل المادي للبنك، والحصول على سند ملكيتها، وفي حال توقف لاعب آخر في المدينة التي اشتراها أي لاعب، فعليه دفع إيجار مرور لصاحب المدينة، بشرط أن يعطيه صاحب المدينة معلومة قيمة وإيجابية عن أخلاقيات المدينة، وإذا لم يتمكن صاحب المدينة من ذلك، يمر اللاعب الآخر دون دفع أي شيء، ولكن ذلك يقلل من الرصيد الأخلاقي لصاحب المدينة.
وعندما يتوقف أحد اللاعبين بسيارته، في خانة مكتوب عليها "الثواب والعقاب"، يقوم بسحب أحد كروت "الثواب والعقاب" من البنك، وفراءته وتنفيذ ما به من عقاب او ثواب.
وبعد أن تقوم سيارات اللاعبين بالدوران 3 مرات في اللعبة، يتوقف الدور، ويحسب الرصيد الأخلاقي لكل لاعب، والفائز من يكون لديه رصيد أخلاقي أكبر.
اللعبة تزود الطفل أو الطالب بالعديد من المهارات الجسمية والعقليه والانفعاليه والاجتماعيه، بحسب ما أكدته الإخصائية النفسية رشا خاطر، كما أنها تنمي العصف الذهني والمهارات الجسميه في قيام الطالب ببعض الحركات أثناء اللعب، وتمكن الطالب من إذكاء قدراته العقلية، وزيادة تركيزه وشد انتباهه، علاوة على تنمية مهاراته الاجتماعية، وإكسابه العديد من القيم الأخلاقية كالتعاون والعطاء والمحبة.