أعرب الكاتب و المفكر السياسى أسامة الغزالى حرب فى حلقة الأمس من برنامج ناس بوك عن رفضه الشديد لفكرة الإنتخابات قبل الدستور و أكد على ان الإخوان المسلمين هم الوحيدون الذين استفادوا من هذا الحدث خاصة انهم كانوا مستعدون جيدا له لذلك فقد ضغطوا على المجلس العسكرى بكل قوتهم حتى يحققوا رغبتهم و للأسف ان المجلس استجاب لهم بالرغم من انه كان يدرك جيدا ان التيارات الإسلامية تنظر لمصلحتها هى فقط و ليس مصلحة الوطن ، و بناء عليه جاءت النتيجة بفوزهم بأكبر عدد من المقاعد فى المرحلة الأولى و كان هذا أمر طبيعى فى ظل الإنقسامات و الخلافات التى دبت بين القوى الثورية و أحزابها التى لا يتعدى عمرها بضعة أشهر قليلة عكس التيارات الإسلامية التى تعدى عمر أحزابها أكثر من 70 عاما ، و بالتالى فكان من المفروض على المجلس العسكرى ان يضع استراتيجية سياسية يترتب عليها عمل الدستور بحكم كونه النص الوحيد الذى تسير عليه العملية السياسية فى مصر ثم انتخابات مجلسى الشعب و الشورى و الرياسة و لكننا للأسف وضعنا العربة امام الحصان فجاءت النتيجة مخزية للأغلبية العظمى الذين قاموا بالثورة ، فهل كان لأحد ان يصدق ان حزب الوفد الذى ظل على مدى تاريخه كله يمثل القوى الوسطية الوحيدة المعتدلة فى مصر يحصل على هذه النسبة الهزيلة فى الإنتخابات لذلك انا ارى ان البرلمان الجديد عمره لن يطول بالعكس سيكون قصيرا جدا لأنه لا يعبر عن القوى الثورية و لا الأغلبية العظمى من الشارع المصرى ، انما كل ما حدث ان هناك قوى منظمة جدا استطاعت ان تستغل نسبة الأمية و الجهل الذى تركه لنا النظام القديم و نزول البعض للإنتخابات خوفا من الغرامة لتحقق فوزا لم يكن يخطر فى بالها . و أكد الغزالى انه فى ضوء نتيجة الإنتخابات الحالية سيظل وضع الجيش كما هو عليه بل و ربما يتم عقد صفقات بين المجلس و الإخوان بما يضمن او يسمح ببقاء الجيش فى الحكم ، و لكنى اؤكد ان هذا الأمر لو حدث بالفعل سيأخذ البلاد لكارثة محققه خاصة ان الحكم ليس مهمة الجيش من الأساس فقد كان المفروض انه فى أعقاب نجاح الثورة ان يتشكل مجلس حكم انتقالى من تحالف الثورة نفسه ليخرج بمصر من تلك المرحلة الإنتقالية الصعبة حتى يتم وضع الدستور الجديد لكن ما حدث ان الجيش الذى لم يقوم بالثورة او يشارك فيها هو الذى يحكم الأن بتكليف من الرئيس السابق نفسه اى اننا مازلنا تحت رئاسة النظام السابق اما من قاموا بالثورة وجدوا نفسهم خارج دائرة الحكم ، فالثوار اسقطوا مبارك كمقدمة لتغيير النظام و الجيش اضطر لأن يضحى به لمجرد الحفاظ على بقاء النظام السابق . و بناء عليه جاء اختياره للدكتور الجنزورى كرئيسا للوزراء و هو اختيار خاطىء بكل المقاييس فاللجنزورى ليس رجل المرحلة و لا يعبر عن الثورة خاصة انه كان جزءا من نظام مبارك نفسه و الدليل تلك الولادة المتعثرة لوزارة انقاذ وطنى اشك انها ستستطيع ان تنقذ حتى نفسها . و أضاف الغزالى حرب ان الثورة لم تكتمل بعد و ان الصراع مازال جاريا و هذا سبب خروج الناس مرة أخرى فى 19 نوفمبر فضلا ان ان احتمالات حدوث صدام بين التيار الإسلامى و القوى الليبرالية اصبح مؤكدا خاصة عندما خرج بعض قادة التيارات الإسلامية و تحديدا السلفيين علينا فى الإعلام ليؤكدوا ان الليبرالية من وجهة نظرهم ان النساء تمشى عارية فى الشارع و الحقيقة انا أعذرهم فى هذا الكلام فهم لا يدركون بل و ليس لديهم أى فكرة ان رفاعة الطهطاوى و طه حسين و الإمام محمد عبده هو أول من قادوا الفكر الليبرالى فى الشارع .