انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح الانترنت المظلم أو" Dark web".. وهو مصطلح يعود إلى الحواسيب المرتبطة بالشبكة والتي لا يمكن الوصول إليها.. قد يكون السبب هو أنه لا يوجد وصلات إنترنت تصل إلى محتويات تلك العناوين أو لأن تلك المحتويات توّلد أو تنتج تلقائياً.. وارتبط هذا المصطلح بالعديد من الأعمال الإجرامية والإرهابية.. فما هي حكاية" الانترنت المظلم"؟.. تلجأ التنظيمات الإرهابية للعمل بعيدا عن النور وبعيدا عن سيطرة الحكومات، ولذلك وجدت في الانترنت المظلم وسيلة تواصل، حيث لا يستخدمون المتصفحات العادية، ولكن تسخر أنظمة معقدة تسمح لمستخدمها أن يفعل ما يريد بدون رقابة، وهناك متصفحات مثل" Tor" و" onion"، و" deep web" ، ومن خلاله يمكن فعل كل شيء غير قانوني، وهي متطورة لدرجة أنها تمتلك عملة خاصة يمكن أن تشترى وتتبادل وتسمى ال "بيت كوين"، وتتم التعاملات المالية المرتبطة بالحسابات البنكية للمستخدمين بصورة سريّة، وتعتبر موثوقة إذا كان الموقع على ال "دارك ويب" الذي يتعامل معه المستخدم موثوقاً، وإلا قد يتعرض للاحتيال.
وتؤكد الدراسات أن أي عملية بحث لا تكشف سوي 3 % فقط من المعلومات على الشبكة، يتصدر موقع «Silk Road» أبرز المواقع التي تعمل في الشبكة العميقة والذي حقق أرباحا طائلة، من خلال أنشطة غير مشروعة تتعلق بتجارة المخدرات والسلاح، وقد تمكنت السلطات الأمريكية من الوصول إليه وإيقاف نشاطه وإغلاقه في عام 2013، ومن بين أبرز من أعتمد على شبكة الانترنت العميقة موقع «ويكيليكس»، الذي استطاع عبر هذا العمق في الانترنت اختراق أنظمة شبكية والاستيلاء على بيانات سرية غاية في الأهمية، ومن ثمَّ تسريبها.
ويقول المهندس أحمد الشريف: هذه الشبكة ضخمة وتتكون من مجموعة من الحواسيب وأجهزة الكمبيوتر التي ترتبط فيما بينها بشبكة الكترونية، لها بروتوكولات خاصة غير معروفة لدينا ولا نستخدمها، كذلك لا تستخدم امتدادات النطاقات التقليدية المتعارف عليها مثل «دوت كوم» أو «دوت نت»، ما يجعل محتوى هذه الشبكة محجوبا عن المستخدم، لا يستطيع الوصول إليه،
وتتضمن أنشطة غير مشروعة تتمثل في تجارة البشر، الجنس، المخدرات، السلاح، معلومات سرية تخص أجهزة الاستخبارات العالمية خطيرة جدا، وهو ما يجعل الوصول لهذا العمق في الانترنت مقتصرا على فئات معينة، ولا يمكن الوصول إلى تلك المواقع من خلال محركات البحث المعروفة مثل" Google" ولكن الوصول إليها يكون من خلال متصفح" Tor"
ويضيف قائلا: بالرغم من المحاولات الدائمة من قبل أمن المعلومات في البلدان المختلفة لتحديد أماكن المخدّمات وإغلاق المواقع والقائمين عليها واعتقالهم، فإن الجانب الأخطر لل" دارك ويب" مرتبط بالتنظيمات الجهادية، التي تستخدمه للتواصل ونقل تفاصيل العمليات وإحداثياتها، وحالياً يحتوي موقعي فيسبوك وتويتر بحسابات وهمية وحقيقية لإرهابيين وجهاديين وتنظيمات مسلحة، إلى جانب منتديات متنوعة، لكن التواصل بين التنظيمات في مختلف أنحاء الأرض لا يتم عبرها، أو على البريد الالكتروني والوسائل "التقليدية"،
بل تلجأ التنظيمات إلى مواقع ومنصات خاصة بها تقوم بتغييرها بانتظام أو قرصنتها، وقد قام المبرمجون التابعون لهذه التنظيمات بتصنيع برامج خاصة للتشفير أشهرها "أسرار المجاهدين"، والذي صدر منه الإصدار الثاني في العام 2008 وأُلحق بالبرنامج تطبيق للتراسل الفوري عبر الهواتف النقالة، وفي العام 2013، أصدرت "لجنة الفجر التقنية" تطبيق "أمن المجاهدين" في سبيل تأمين اتصالات المجاهدين وتبادل الإحداثيات وتفاصيل العمليات بينهم بشكل آمن.
وتأسست مؤخراً "القوات الخاصة لمكافحة الجرائم الرقمية" في الاتحاد الأوروبي، وذلك بدعم من مركز الجرائم الرقمية الأوروبيّة، والتي تسعى لمكافحة الجرائم والنشاطات المشبوهة في أوروبا وغيرها من البلدان كالولايات المتحدة بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالية والأمن الوطني