ظاهرة ال" الأم الوحيدة ".. تقدير خاطئ للحب في إطار علاقة غير شرعية ما هو معنى الحب الحقيقي وعلاماته، وكيف نحافظ عليه، ومتى يصبح الحب مؤذيا ومتي يتحتم وجوده.. وكيف نخرج من دائرة الملل في العلاقة العاطفية.. كل ذلك تجيب عنه غادة كريم.. صانعة الرومانسية من خلال ابتكار أشكال جديدة للشموع تضفى مزيدا من الدفء والحنان، انطلاقا من صناعة الشموع أصدرت غادة كتابها الأول"علامات الحب السبعة" الذي تخاطب فيه غير المرتبطين والمرتبطين عاطفيا والمتزوجين وحتى المطلقين، وتخاطب فيه الرجال والنساء عن معنى الحب الحقيقي ومشاكله التي يمكن التغلب عليها ببساطة، وعن أصعب المواقف التي تواجه المرتبطين مع محاولة الوصول لحلول واقعية لها.. وتروي لنا تفاصيل ذلك في الحوار التالي... "الحياة العملية ليست أهم من الحياة العاطفية" وبما أن الاتجاه العام بين الشباب هو عدم وجود ثقة بالحب أو الاعتراف به وبمشاكله التي يصفها البعض منهم بأنها (تافهة)، هنا أوضحت غادة أن السبب وراء ذلك هو كثرة الفشل في العلاقات العاطفية، في حين أن النجاح في الحياة العملية أكثر ضمانا وبالتالي اتجه تفكير الشباب للاعتماد على العمل بدلا من الحب، بالإضافة إلى نظرة البعض للحب على أنه شيء يعطل الحياة وقد يوقفها وبالتالي أصبحت فكرة الحب لدى البعض غير مرغوب فيها أو تافهة، في حين أنهم تناسوا شيئا مهما للغاية، وهو أن اختيار الشخص الصحيح والمناسب لنا بكل ظروفه هو أكثر شيء يضمن نجاح العلاقة واستمرارها وأيضا يضمن النجاح في الحياة العملية لوجود الحافز في حياتنا. "المواقف خير دليل" أما عن دلالات الحب التي يدق لها القلب فتنبع من المواقف الجيدة التي تثبت لنا يوما بعد الآخر أننا استطعنا أن نحسن الاختيار، فالمواقف هي خير دليل على صدق أي علاقة بالدنيا، وفى إطارها يمكن تحديد ما إذا كانت العلاقة بناءة أم هدامة، ولكن بشرط أن نختبر المواقف في فترة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة حتى نستطيع أن نحكم حكما صحيحا إلى حد ما قائما على العقل والقلب معا. "كيفية الحفاظ علي العلاقة" بعد اختبار المواقف تظهر لنا خطوة جديدة يمكن تلخيصها في سؤال كيف يمكنني الحفاظ على من أحب؟، وهنا يبدأ الطرفان فى إسعاد كل منهما، فالحب لا يمكن أن يكتمل إذا حاول طرف واحد فقط إسعاد الآخر واحترامه، ببساطة علاقة حب تعني علاقة بين شخصين قائمة على بذل مجهود كل طرف لإسعاد الآخر وإظهار الاحترام والتقدير له. "خطر التعود" أما المرحلة التالية فهي مرحلة الملل، بمعنى أن الشخصين اعتادا وجود بعضهما، واعتادا المواقف والكلام وحتى الأماكن التي يزورونها ، وهنا يجب كسر الروتين والتعود، والتمرد على كل ما هو معتاد بإدخال أشياء جديدة إلى حياتنا، مثلا تغيير لون الشعر، تغيير محتوى وجبة الإفطار، الخروج إلى أماكن جديدة، السفر؛ كل هذه أشياء تجعلنا كأننا نعيش الحياة لأول مرة، وتجعلنا ننظر نظرة مختلفة إلى مستقبل العلاقة. "مفهوم العلاقة السامة" أما إذا شعر الشخص لوهلة أن هذا الحب سيؤثر عليه بالسلب نفسيا نتيجة لقلة الاهتمام أو الغيرة الزائدة التي تصل للشك في بعض الأحيان وما إلى ذلك من الأمور التي تضغط على الأعصاب ومن ثم تؤدى إلى التقصير في العمل أو مع الأهل والأقارب، فيجب الانسحاب فورا من هذه العلاقة، فالحب الحقيقي هو الذي يقوي الأشخاص ولا يضعفهم ويقضي عليهم تدريجيا حتى يدمرهم، وهنا يمكن تغيير مصطلح العلاقة العاطفية إلى العلاقة السامة. " العلاقة غير الشرعية" وتعليقا على ظاهرة ال"الأم الوحيدة" ترى غادة -بدون تعليق على أشخاص بعينها- أن هذه الفكرة هي تقدير خاطئ لمفهوم الحب في إطار علاقة غير شرعية، وبالتالي لا يمكن إخضاع هذه الظاهرة تحت مفهوم الحب الذي يتوج بالزواج الشرعي لتزيد الحميمية والمودة بين الأشخاص وتكوين عائلة سوية. "حب نفسك حتى تحب الآخرين" وفى آخر الحوار اقترحت غادة كريم علاجا للحب، بمعنى أن الشخص لا يمكنه أن يحب أو يكون معطاء في حبه إلا إذا أحب نفسه أولا حب صادق وعرف كيف يرضي نفسه، ومن هنا يمكنه حب الآخرين وإقامة علاقة عاطفية ناجحة.