أثارت الحملة الإعلانية الأخيرة التي دشنها القائمون علي صندوق "تحيا مصر" لمساندة و دعم الإقتصاد المصري, وبطلتة "الحاجة زينب" وقرطها الشهير, موجه من الانتقاد علي صفحات ومواقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك " و "تويتر". الإعلان الذي يحكي قصة عن سيدة كفيفة تدعي زينب، 90 عاماً, ورثت عن جداتها "قرط ذهبي" لم تجبرها الظروف المعيشية الصعبة ولا مشاكل أبنائها علي مدى عمرها الطويل من التفريط في هذا "الإرث" , ولكنها تبرعت به لصالح مصر حباً في بلدها التي يمر اقتصادها بضائقة كبيرة, وحباً وفي الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي تثق به.
لم يمر هذا الإعلان مرور الكرام , ولم يغفل عنه رواد "السوشيال ميديا", ووجهوا انتقادات لاذعة لفكرة أن اقتصاد بلد كبير كمصر يمكن أن يقوم على التبرعات.
ولكن اكثر ما يلفت الانتباه في تلك القصة أنه ليست الحاجة زينب وحدها التي تبرعت لمصر وهي في أمس الحاجة ولكن هناك فقراء كثيرون تبرعوا لمصر أيضا وهم محتاجون. فعلي مدار الأربع سنوات الأخيرة ,تبرع الكثير من المصريين من مختلف الطبقات والشرائح لدعم الإقتصاد ,من رجال الأعمال، ولكن الأكثر لفتا للانتباه هم من على شاكلة "الحاجة زينب" السيدة البسيطة التي لا تمتلك سوى قرط ذهبي ورثتة عن جدتها, فهم بالأساس في حاجة للدعم والتبرع لهم.
ونذكر جيدأ عام 2014 , الحاجة " عزيزة" , 107 عام , أكبر معمرة بمحافظة مطروح, والتي تبرعت بكامل معاشها لصالح مصر عقب خطاب الرئيس السيسي الذي أعلن فيه تبرعة بنصف راتبة ونصف ثروتة لصالح مصر.
سيدة أخرى تدعى " عزيزة " أيضاً , 70 عاماً, من محافظة المنيا, تبرعت ب "غويشة ذهب" "عشان خاطر مصر "حد تعبيرها وقتها اقتداءاً بما فعلة الرئيس, علاوة علي عشرات الأطفال الذين ظهروا في وسائل الإعلام المختلفة ليعلنوا تبرعهم ب "مصروفهم" كل شهر لصالح صندوق "تحيا مصر, وصولاً للحاج" عبد الغفار منصور السيد" ,85 عاماً ,الذي تبرع ب 46 فدانا يمتلكها بمحافظة المنيا بكامل محتوياتها و محصولها ,مناصفة لكل من صندوق "تحيا مصر " و "مشروع حفر قناة السويس الجديدة".
ورغم نبل ما فعل هؤلاء من تبرعهم لصالح مصر إلا أن وضعهم المعيشي يدفع لطرح سؤال مهم وهو هل ما فعلوه رسالة واضحة منهم كي يشعر بهم المسئولون وأنهم شركاء في هذا الوطن؟