تصوير: محمود شعبان فارق السن بيننا ليس كبيراً ولذلك أعتبره أخى الأصغر وأتعامل معه كصديق أول مرة صارحنى فيها بوقوعه في الحب كان خلال دراسته بالإعدادية سيف:أشعر كأننى مسئول عنها ولذلك أتابعها إذا ذهبت إلى أى مكان بدونى تعلمت من والدتى حب الخير والسعى الدائم فى مساعدة الناس وحل مشكلاتهم أدرس فى كلية الإعلام وأعمل مراسلاً مع والدتى فى برنامجها استطاعت برقتها وأناقتها أن تمتلك قلوب الكثيرين، فهى أول مذيعة محجبة تظهر على الفضائيات .. ورغم أنها دخلت مجال التقديم التليفزيونى منذ أكثر من 20 عاما ،إلا أن برامجها فى الأعوام الأخيرة هى الأكثر تأثيرا بسبب اهتمامها بالأعمال الخيرية بشكل أكبر حتى أنها حصلت على لقب سفيرة النوايا الحسنة من مركز السلام الدولى التابع للأمم المتحدة لدورها الرائد فى المساهمة فى حل مشكلات المجتمع ومساعدة الناس .. كلامنا عن الإعلامية دعاء عامر مقدمة برنامج "النهاردة " على قناة النهار .. ودعاء أم لولدين ، سيف وحمزة، حمزة عمره 9 سنوات ،لكن المفاجأة التى لم نتوقعها أبدا هى أن سيف طالب بالفرقة الرابعة بكلية الإعلام بالجامعة الأمريكية وعمره 22 سنة .. لذلك قررنا أن نقترب أكثر من دعاء الأم وسيف الابن خاصة أنه يستعد الآن للتخرج من الجامعة ودخول مجال العمل الإعلامى ..تفاصيل الحوار فى السطور التالية .. أمومة وعمل فى البداية تؤكد دعاء أن طبيعة عملها لم تؤثر أبدا على اهتمامها ببيتها ورعاية أولادها ،فتقول : بما أننى أعمل كمذيعة منذ سنوات طويلة فلم أشعر يوميا أن ظروف عملى تؤثر على بيتى وأولادى ،بل بالعكس أعتبر نفسى أعمل فى وظيفة بمواعيد ثابتة خاصة أن برنامجى يومى وله مواعيد محددة فانشغالى عادة يكون نحو 5 ساعات يوميا ،أما باقى الوقت والإجازة الأسبوعية فهى ملك لبيتى وأولادى ، أعوضهم فيها عن فترات انشغالى عنهم . صداقة وصراحة وعن طبيعة علاقتها بأولادها تقول دعاء : أنا وأولادى أصدقاء جدا ،خاصة سيف لأننى أنجبته وأنا فى سن صغير وبالتالى فرق السن بيننا ليس كبيرا ،لذلك أعتبره أخى الأصغر وأتعامل معه كصديق وليس ابن فقط ..فمنذ طفولته وأنا أحرص على إشراكه وأخذ رأيه فى كل شىء . وأكثر ما يميز علاقتنا هى الصراحة ،فالصراحة بيننا ليس لها حدود و تضيف :أتذكر أول مرة أعجب فيها سيف بزميلته فى المدرسة كان فى المرحلة الإعدادية وجاء يخبرنى أنه معجب بها لكننى استمعت له جيدا وبصراحة لم أعط للأمر اهتماما أكثر من اللازم وبالفعل مر الموضوع ببساطة . وعن علاقته بوالدته يقول سيف: لا أشعر تجاه أمى بأنها أم فقط ،بل هى صديقتى وأختى الكبرى فى نفس الوقت وعمرى ما أخفيت حاجة عنها ،دائما أحكى لها عن كل شىء وآخذ رأيها وأستشيرها فى كل أمورى لأنها بالتأكيد الأكثر حرصا على مصلحتى ،ومؤخرا أصبحت أشعر كأننى مسئول عنها فأهتم بشئونها وأتابعها إذا ذهبت إلى أى مكان بدونى وأطمئن عليها عند عودتها إلى المنزل وغير ذلك .. تطبيق توضح دعاء أن طبيعة برنامجها وحرصها على استضافة أساتذة و خبراء فى العلاقات الأسرية وتربية الأبناء والتعامل معهم ساعدها بشكل كبير فى تربية أبنائها ،سواء فيما يتعلق بالموضوعات التى تتناولها فى البرنامج أو حتى فى استشارات جانبية مع هؤلاء المتخصصين بعد الهواء الأمر الذى أفادها كثيرا فى تربية أبنائها. اختلاف تؤكد دعاء أنها لم تذكر أى مواقف اختلفت فيها مع سيف لدرجة كبيرة ، ، فهو لم يكن ابنا متعبا على الإطلاق ،حيث يسهل إقناعه بالمناقشة والحجج المنطقية ،وبالتالى فهى لم تتذكر أى موقف أو موضوع يشكل نقطة اختلاف دائمة بينهما ،سوى مؤخرا بعدما أطلق لحيته كموضة يتبعها الغالبية العظمى من الشباب فى الفترة الأخيرة ،الأمر الذى جعلها تنتقده وتحاول إقناعه بأنها لا تفضل شكله باللحية وأنها تعطى له عمرا أكبر ،لكنه فى النهاية أقنعها بتركها لفترة كنوع من التغيير . كما يوضح سيف : الحمد لله لم يحدث بينى وبين والدتى أى خلاف،لكننا عندما نختلف حول موضوع معين نتبادل النقاش ووجهات النظر حتى نصل إلى نقطة اتفاق . الحب هو كلمة السر وعن أفضل وسيلة لتعامل أى أم مع أبنائها ،تؤكد دعاء أن الحب هو كلمة السر فى علاقة الأم بأبنائها ،فلابد أن تعلمهم أولا "حب ربنا" ، وتضيف:طالما أن الأم تحتوى أبناءها بالحب طوال الوقت فبالتأكيد سوف تسير الحياة فى أفضل اتجاه .وبالحب يمكن للأم أن تقنع أبناءها بآرائها ونصائحها المبنية على تجارب أكبر وأعمق منهم لأنها تصبح أكثر إقناعا لهم فالحب أساس نجاح أى علاقة إنسانية . أما سيف فيقول :أن الأهل لهم دور كبير فى احتواء أبنائهم وهو ما لمسته فى علاقتى بأهلى منذ الطفولة وهو أيضا ما يفتقده الكثير من شباب جيلى الذين يفضلون الأصدقاء عن الأهل بسبب عدم احتوائهم لهم منذ الصغر . قيم هامة وعن أهم القيم التى تعلمها سيف من والدته يقول : تعلمت من والدتى حب الخير والسعى الدائم فمساعدة الناس وحل مشكلاتهم ، فالإنسان لا يعيش وحده فى هذه الدنيا ولا يصح أبدا أن يظل طوال الوقت يفكر فى نفسه فقط ،بل يجب أن يفكر فى الآخرين ويشعر بمعاناتهم ،فالكثير من الناس يعانون الفقر والمرض والاحتياج ولابد أن نسعى دائما لمساعدة هؤلاء بشتى الطرق ،بالإضافة أننى نشأت في أسرة شاهدت كل أفرادها يؤدون الفرائض الدينية من صلاة وصوم وزكاة ،بالإضافة إلى المشاركة فى الأعمال الخيرية مما أكسبنى الكثير من العادات والقيم الهامة التى تعبر عن الدين الوسطى الصحيح . وتشير دعاء إلى أنها تحرص على اصطحاب أبنائها معها فى أى أعمال خيرية تقوم بها سواء فى إطار حلقات برنامجها أو حتى فى الأعمال التى تقوم بها بمشاركة أصدقائها وأقاربها فيذهبون معا إلى زيارة دور الأيتام والمسنين والمرضى فى المستشفيات ،كما تحرص أيضا على مشاركة أبنائها لها فى "الإطعام" سواء فى إعداد وجبات الإفطارو السحور فى رمضان أو حتى طوال العام . مقارنة تفضل دعاء عدم المقارنة بين المرحلة العمرية التى يعيشها ابنها سيف وبين ظروف حياتها وهى فى مثل عمره ،فتقول : المقارنة عادة غير عادلة لأننى وجيلى عشنا حياة أفضل كثيرا فى كل شىء ،والمقارنة فى هذه المرحلة ستكون فى غير صالح الجيل الحالى الذى نشأ ووجد حياته كلها مرتبطة بالتكنولوجيا التى أفقدت الحياة الكثير من المعانى الجميلة ،لكن للأسف هذه هى الحياة التى اضطررنا جميعا أن نعيشها شئنا أم أبينا . وتضيف : حياتنا الأسرية ككل بيت مصرى يسيطر عليها الموبايل والتابلت فكل فرد يعيش فى عالمه الخاص ،لكننا نحاول التغلب على هذا الأمر من حين لآخر .وتعتقد دعاء أن الأزمة الحقيقية التى يعانى منها الشباب المصرى فى السنوات الأخيرة هى التحرر الزائد عن اللازم ، الأمر الذى جعلنا نشعر أنهم "كبروا قبل الآوان" . وهو ما لم يكن موجودا فى الأجيال السابقة . ابن الوز عوام دعاء مقتنعة تماما بالمثل القائل "ابن الوز عوام" ،فتقول : إن من أسباب حب سيف للعمل فى مجال الإعلام هو نشأته فى مناخ جعله يعرف كل ما يدور فى العمل الإعلامى ،فمنذ طفولته وهو يتابع برنامجى ويعطينى رأيه وملاحظاته التى عادة ما يأخذها فى الاعتبار وبمرور الوقت وجدت لديه الاستعداد للعمل فى نفس المجال .. وتضيف أن هذا الأمر يتكرر مع الكثيرين فى المجالات المختلفة فنجد مثلا ابن الممثل يحب التمثيل وكثيرا ما يدخل فى هذا المجال وابن الطبيب يحب الطب وغالبا ما يصبح طبيبا وهكذا .. وهو ما يؤكده سيف فيقول :من متابعتى لعمل والدتى بشكل يومى جذبنى المناخ العام وأصبحت مهتما بتفاصيل العمل فى مجال الإعلام حتى قررت الالتحاق بكلية الإعلام. وأنا حاليا أعمل كمراسل فى برنامج "النهاردة " مع والدتى ،وإن شاء الله بعد التخرج سوف أفكر فى تجربة جديدة تناسبنى ويحتاج إليها الشباب المصرى . Week End تحرص دعاء على قضاء الويك إند مع أولادها وغالبا ما يكون ذلك خارج المنزل لكسر روتين الحياة اليومية والخروج من جو العمل والدراسة ،ويقول سيف : عادة ما نقضى "الويك إند" سويا ،فنذهب لتناول وجبة الغذاء بأحد المطاعم المفضلة لدينا ،وأحيانا نذهب إلى السينما وغير ذلك ..وبحكم أننا نسكن فى "بيت العائلة "فعادة ما نخرج كعائلة ،كما نحرص على الذهاب فى رحلات سنويا تضم أكبر عدد ممكن من باقى أفراد العائلة الذين لا نراهم كثيرا طوال السنة بحكم الانشغال بالدراسة والعمل ..