العصيان مشروع ضد الظلم وضد الجوع .. هذا هو شعار ميدان التحرير اليوم حيث ارتفعت هتافات التعبير عن الغضب منذرة بعواقب وخيمة. وقد أعلن الشباب المعتصمون بالميدان عن يوم غضب غداً ضد وزارة د. عصام شرف ، كما أعلنوا عن تنظيم مليونية جديدة يوم الجمعة القادمة. يأتى هذا فى الوقت الذى واصل فيه المعتصمون إغلاقهم لمجمع التحرير اليوم على ان يتم السماح بفتح أبوابه بداية من يوم الأربعاء القادم ، وقد توافد المواطنون منذ الصباح الباكر على المجمع لقضاء مصالحهم فانضم بعضهم للاعتصام وافترشوا ساحة المجمع الداخلية .. ومن المنتظر أن يحدد الدكتور عصام شرف موقفه اليوم ، خاصة مع تواتر الانباء عن تعديل وزاري مقترح ، إلي جانب قيام شباب الثورة بتشكيل حكومة ظل واختيار الدكتور عبد العزيز حجازى ليقوم بالتحدث على المستوى الرسمى نيابة عنهم ، وفى اول ظهور إعلامى لهذه الحكومة فقد أعلنت عن طرح الثقة الكاملة عن حكومة الدكتور عصام شرف واتهامه صراحة بالانتماء للنظام السابق واعتباره واحداً من الفلول الذين انخدع بهم ميدان التحرير. هذا وقد أبدى المعتصمون استياءهم من الدكتور عصام شرف وذكروا أن من قابلهم من الشباب أمس لا يمثلون الثورة ولا يمثلون كل الإئتلافات ورفضوا أن يتحدث أحد باسم الثورة على أساس أن هذه طريقة قديمة وطالبوا الدكتور عصام شرف بالمجىء للميدان وشرح موقفه أمام الشعب وبشكل علنى ، وأن يذكر صراحة هل يواجه مشكلات أو ضغوط خارجية أو داخلية من المجلس العسكرى فى تنفيذ بقية مطالب الثورة التى كان شاهدا عليها منذ بدايتها وإذا اعترف بذلك صراحة عليه أن ينضم لثوار الميدان خاصة بعد الأزمة الوزارية التى تشهدها علاقته الآن بوزير الداخلية محمود العيسوى بعد رفض الأخير طلبه بفصل الضباط المتهمين بقتل الثوار عن العمل بحجة عدم ثبات التهمة عليهم حيث أن القضية لا تزال رهن التحقيق .. وعلى صعيد آخر أفادت تقارير صحفية أن المجلس العسكرى أعد خطة شاملة لإدارة البلاد وتأمينها فى الفترة المقبلة وربما تقوم شخصية عسكرية بقيادة وزارة الداخلية فى ظل الظروف الراهنة إلى جانب تأمين البلاد ضد احتمالات حدوث إنفلات أمنى آخر فى ظل إضطراب وارتباك وزارة الداخلية كما أنه من المحتمل أن يتم اللجوء إلى المحاكمات العسكرية إذا ما استمر تباطؤ القضاء المدنى.. وحول الموقف فى ميدان التحرير الآن .. إلتقينا كمال أبو عيطة الناشط السياسى والذى يقول: ما يحدث الآن فى ميدان التحرير شىء إيجابى جدا حتى لا تهدأ الثورة ومادمنا متواجدين فى الميدان فسوف يتواصل تحقيق المطالب أما الأزمة المستمرة بين عصام شرف وبين ثوار الميدان الآن فأنا أقول أنه كان وكيلا عن الثورة والمفترض أن ينفذ بقية أوامرها ومطالبها لأن الميدان هو قائد الثورة وهو الأصل .. أيضا هذا الاعتصام ينذر بغضب متواصل ولن يتوقف وغدا سيكون أول أيام الغضب حتى لا يفلت أحد من العقاب وحتى يكتمل التطهير الذي يشمل فى تقديرى رموز ورؤس الفساد والقيادات الوسيطة والتى يثبت تورطها فى تسهيل الفساد فى النظام السابق .. وحول عدم قانونية فصل ضباط الشرطة المتهمين بقتل الثوار يقول أبو عيطة أن الثورات ذات وضع استثنائى خاص ويمكن استحداث قوانين لتوقيع العقوبات اللازمة ونحن لن نذهب لبعيد فالمفروض أن هؤلاء يعاقبون بتمهة الهروب من آداء الخدمة وذك يوم 28 يناير وما سببه ذلك من إنفلات أمنى فهذه فى حد ذاتها تهمة وحتى لو كانت هناك أوامر عليا فإن هذا لا يعفى من العقاب وهناك قاعدة قانونية تنص على " مسئولية المتبوع عن أفعال تابعه" أيضا الثورة تستطيع أن تستحدث قواعد وإجراءات عقابية وتأخذ مسميات جديدة مثل جريمة "خيانة الثورة" وهذا له توصيفات عامة فى قانون العقوبات لكن الأهم من ذلك هو هل هناك رغبة فعلية فى التطهير ..الحقيقة أن هناك قوى تقف ضد هذا التطهير وتقف ضد الثورة ولو كان هناك إطمئنان من جانب شباب الثورة لكان الأمر اختلف لكن ما يحدث فعلا أن هناك حالة قلق وخوف من عودة البلاد إلى ما كانت عليه وهناك مؤشرات كثيرة على هذه العودة .. ولهذا فإن الاعتصام لن يتم فضه إلا بعد أن تتحقق بقية المطالب وبعد أن نرى أن مصر ما بعد ثورة يناير غير مصر ما قبلها. وعلى صعيد آخر فقد أعلن متظاهروا السويس عن تنظيم مسيرات غاضبة غدا تحت عنونا نصرة الثورة من أجل التصعيد وللمطالبة باعدام قتلة الثوار كما سيتم غدا تنظيم مسيرات غاضبة بالإسكندرية وعدد من المدن والمحافظات وهناك مطالبات بالعصيان المدنى والتوقف عن العمل بالدولة حتى يتم الإفصاح عن مصير البلاد فى الفترة المقبلة