ذهب إلى صديقه فى منزل والديه ففتحت الأم الباب، وعندما دخل عليه أخذ صديقه يحدثه وهو يقطع الغرفة ذهابا وإيابا فسأله: ماذا بك؟ فرد الآخر: لا شيء سوى قلقى من المقابلة الشخصية بعد عدة أيام بأحد البنوك.. وحتى الآن لم يحددوا ميعادا، وسوف يكون على رأس لجنة المقابلة رئيس مجلس إدارة البنك، ومعروف عنه التجهم وإلقاء أسئلة مفاجئة، وأحيانا يسأل فى أشياء بعيدة عن مجال البنوك وهذا يقلقنى. حسنا.. هذه المعلومات المتوفرة لديك تجعلك أكثر استعدادا. والمطلوب أن تهدأ حتى تحصل على الوظيفة. كيف أهدأ وأنا لا أعرف حتى ميعاد المقابلة؟.. خطرت فكرة لى الآن، سوف أذهب غدا إلى البنك للسؤال عن الميعاد. وفى اليوم التالى ذهب إلى البنك وأخبروه أن ميعاد المقابلة لم يتحدد بعد، لكنه سيكون قريبا، وسوف يخطرونه تليفونيا قبلها بيومين، ومرت عدة أيام، كان الشاب يزداد قلقا كل يوم أكثر من اليوم السابق، وبعد أسبوع فى يوم حار كان يقضى فيه بعض المصالح وجد نفسه قريبا من البنك فدخل ليسأل الموظف المختص عن ميعاد المقابلة فأجابه: الآن .. من فضلك اصعد الدور الثانى حتى ينادى اسمك.. أسقط فى يد الفتى، خصوصا أنه لا يرتدى بدلة رسمية للمقابلة، كما أن ذقنه طويلة ومظهره لا يليق بالتقدم لشغل وظيفة ساعى فى البنك، ولكنه صعد ليستوضح الأمر من السكرتير الموجود خارج قاعة أداء المقابلات واقترب نحوه وسأله: حضرتك .. هل المقابلات الشخصية تجرى الآن؟ فنظر إليه الموظف متفحصا هيئته باستغراب وقال: نعم ما اسمك؟ قال الاسم، فرد الموظف: رقم دخولك 25 وبالداخل رقم 17 استرح وهيئ نفسك للدخول.. زاد قلقه وحاول قدر الإمكان السيطرة على أعصابه إلى أن نودى اسمه للدخول، فوقف وسار إلى القاعة وطرق الباب، وبعدما دخل استدار وحيا اللجنة ووقف مكانه دون أن يقترب، فسأله أحد الممتحنين أن يتقدم فرد: افندم اسمح لى بالوقوف مكانى لأنى لست جاهزا؛ لأن أحدا لم يبلغنى بميعاد المقابلة، وكنت أمر بالصدفة فقالوا لى الميعاد الآن فإذا كان ممكنا أن أعود فى ميعاد آخر لإجراء المقابلة حتى أبدو بالمظهر اللائق.. هنا تدخل رئيس مجلس الإدارة قائلا بصوت أجش: رسالتك وصلت لكن تقدم لكى نتحدث معك، وبالفعل تقدم الشاب وبدأت الأسئلة فأجاب بكل ثقة ثم انصرف.. وبعد 3 أيام تلقى مكالمة تفيد قبوله للعمل بالبنك ولم يصدق نفسه من الفرحة. ----------------------------------------- السيطرة على القلق أمر صعب، ويحتاج إلى تدريب وهو ما يؤكده ديل كارنيجى فى كتابه الأشهر "دع القلق وابدأ الحياة" حيث قدم وصفة سحرية للتخلص من القلق، أخبره بها مبتكرها المهندس العبقرى ويليس كاريير (رئيس شركة كاريير) حيث قال: عندما كنت شابا عملت فى إحدى الشركات وعهد إلى بابتكار آلة لتنقية الغاز، وكانت طريقة تنقية الغاز وقتها حديثة لم تجرب من قبل، إلا مرة واحدة وصادفتنى صعاب لم أعمل لها حسابا، وفشلت محاولاتى وأصبت باضطراب فى معدتى وأمعائى وانتابنى قلق حال بينى وبين النوم. وأخيرا هدانى تفكيرى إلى أن القلق لن يجدى ففكرت أن أحل هذه المشكلة دون قلق، واهتديت إلى طريقة كانت نتائجها مبهرة، ولازلت أستخدمها منذ 37 عاما وهى تتكون من ثلاث خطوات: الخطوة الأولى: أخذت أحلل ما قمت به وقدرت أن أسوأ ما يمكن أن يحدث نتيجة فشلى هو فقد وظيفتى، ولكنى لن أسجن أو أقتل. الخطوة الثانية: أقنعت نفسى بقبول أسوأ احتمال، لكن إذا فصلت من عملى أستطيع الحصول على وظيفة أخرى، وبالنسبة لرؤسائى فإنهم يعلمون أننا نجرب ابتكارا جديدا لتنقية الغاز، وإذا كانت التجربة قد كلفتهم 20 ألف دولار فيمكنهم احتمال هذا المبلغ وإضافته إلى الميزانية المخصصة للأبحاث. الخطوة الثالثة: بعد ذلك فرغت وقتى بالكامل لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الفشل الذى أعددت نفسى لمواجهته، وفكرت فى الوسائل التى يمكن أن أقلل بها من الخسارة وأجريت عدة اختبارات، فتبين لى أننا إذا أنفقنا 5 آلاف دولار أخرى فقد تحل المشكلة، وهو ما حدث بالفعل، وكسبت الشركة 15 ألف دولار بدلا من خسارة 20 ألفا. وكان من الجائز ألا يحدث هذا لو أننى استمررت فى القلق، فأسوأ شىء فى القلق أنه يبدد القدرة على التركيز الذهنى، فنحن عندما نقلق تتشتت أذهاننا، ونصاب بالتردد فنفقد القدرة على اتخاذ قرار حاسم، لكن عندما نجهز أنفسنا لمواجهة أسوأ الاحتمالات فإننا نضع أنفسنا فى موقف نستطيع فيه أن نركز أذهاننا على صميم المشكلة لحلها. إذا أردت أن تخلص نفسك نهائيا من القلق جرب الوصفة السحرية.