على بعد خطوات من مسجد سيدنا الحسين، وتحديدا في حارة قرمز بحي الجمالية في وسط القاهرة، يقع مبنى أثري تجذبك هيئته المعمارية التي توحي بأنه مقام لولى من أولياء الله.. لكن عدم وجود لافتة سيجعلك تسأل عن اسم هذا المكان الذي لا يعلمه غير أهل الحارة.. فهو مقام "سنان"، ويقول أحمد مسعد أحد أهالي المنطقة: يعرف سكان الجمالية والحسين هذا المقام ويعدون صاحبه من أهل "البركات"، فهذا المقام لشيخ اسمه "سنان"، وقصة هذا الشيخ أنه كان لايملك أسناناً، وكان من آل البيت وأحد أولياء الله الصالحين،ولهذا الناس تذهب لتضع أمام المقام نزورهم من "الفول النابت" والعيش لكي يأكل منه الزوار والمارة، ويزين المقام دائما فى مولد الحسين بلمبات ملونة، والآثار لا تهتم بهذا المقام لدرجة أن الناس أصبحت ترمي بالقرب منه القمامة. فى حين نفى محمد فتحي المنسق العام لحملة حراس الحضارة ما ذكره أحمد مسعد قائلا: وفقا للتاريخ فإن منشئ هذا الضريح هو الوزير سنان باشا حاكم مصر العثماني والصدر الأعظم للدولة العليا في أواخر القرن العاشر الهجري؛أنشأه سنة 981ه للشيخ نسا الخراساني شيخ الخلوتية بالقاهرة وهو المذكور اسمه وتاريخ وفاته في الطراز الذي يعلو باب الضريح؛ وقد دفنت هذه الكتابة وطمست مع ما دفن من باب الضريح بباطن الأرض لعلوها عليه مع تقادم الزمن". وعن معمار الضريح يقول خضر مدبولى، مدير آثار الجمالية: الضريح عبارة عن حجرة مستطيلة مقسمة إلى قسمين؛ أحدهما يعلوه قبة جميلة مبيضة من الخارج؛ والقسم الآخر وهو الشرقي يعلوه قبو مروحي يتوسطه قبيبة؛ وأسفله محراب حجري، والقبة محمولة من الداخل على أربعة عقود حجرية مخموسة فوق أربعة أعمدة مثمنة بأركانها ذات تيجان عربية فوقها خمس حطات من المقرنصات الحلبية؛ أما القبة ذاتها فهي من الآجر وبرقبتها شبابيك؛ وتحتها تركيبة خشبية مكسوة لها ثلاث رؤوس، وتقع غرفة الدفن تحت أرضية المكان المقبي بقبو مروحي وهو عبارة عن غرفة صغيرة بها محراب ورفات عدة أشخاص؛ وللغرفة مهبط بجوار الجدار الشمالي، أما القبو المروحي فيعلوه قبيبة مزخرفة من الداخل بشكل نجمي، وبصدره نقش أعلى عتب الباب نصه " هذا ضريح الشيخ نسا غفر الله له والمسلمين يارب العالمين بتاريخ سنة أربع تسعين وتسعماية" وعلى جانبي الباب طراز منقوش "ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون" من خيرات مولانا سنان باشا يسر الله ما يشاء" .