من الواضح أن قناة الجزيرة تعيش أيامها الأخيرة.. فقد أكدت العديد من التقارير الصحفية أن هناك أزمة تعيشها العائلة الحاكمة في قطر.. وذلك بسبب تأثير عضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة على الأمير تميم وسعيه لتدمير إمبراطورية الجزيرة ، وذلك لحساب قناة بشارة" العربي الجديد".. وأن الأمير تميم يؤيد التخلص من الجزيرة عكس والده الأمير السابق حمد الذي يؤكد أن تلك القناة تعتبر من إنجازاته.. ولم يكن الحديث الآن عن إغلاق قناة الجزيرة هو الأول، فمنذ أسبوع نشرت صحيفة "جارديان" البريطانية، تقريرا عن إنهاء شبكة قنوات الجزيرة تعاقداتها مع مئات من العاملين فيها، بسبب تضخم إنفاق المؤسسة ورغبة الدوحة في خفض الإنفاق، وذكرت الصحيفة، أن متحدثا باسم الجزيرة، رفض التعليق على الأخبار، لكنه قال "من المؤكد أن شيئا ما سيحدث"، ونقلت الصحيفة عن مصادر في المؤسسة أن مسئولي الجزيرة اجتمعوا لتحديد التخفيضات، ومصير العاملين، فضلا عن رسالة داخلية أعدت بالفعل سترسل لكافة العاملين في "الجزيرة"، كما تغلق المؤسسة، قنوات ومنافذ استحدثتها مؤخرا، وأخرى كانت في طور الإطلاق، كما تتجه المؤسسة إلى تقليص منافذها الإعلامية التي تعددت وتوسعت في السنوات الأخيرة، ومنها قنوات فضائية بلغات غير العربية، وقناة وثائقية وغيرها. وأشار تقرير "جارديان" إلى أن القيادة القطرية ربما بدأت تتحول عن دعم الجزيرة لصالح دعم مشروعات إعلامية أخرى تابعة لعضو الكنيست الإسرائيلي السابق عزمي بشارة، المقيم في قطر، أغلبها في لندن. ورد عزمي بشارة، عبر مقال في صحيفة "العربى الجديد" تحت عنوان: "لا تتركوا الجزيرة وحيدة"، وقال فيه:" قرار تقليص ميزانية الجزيرة كان قطريًا خالصًا، وسببه تراجع أسعار النفط في العالم" ، كما أكد الإعلامي الأردني ومدير قناة الجزيرة ياسر أبو هلالة عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": الجزيرة شبكة عملاقة أنا واحد من المدراء فيها، وإجراءات التقشف لا تزال في بدايتها ولم تكتمل حتى يعلن عنها، وبمعزل عن الميزانية المرتبطة بأسعار النفط، تعمل المؤسسات الإعلامية على بناء هيكل مؤسسي مرن يستجيب لثورة الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، وقد سبق أن استغنت السي إن إن في العام الماضي عن نحو ثلث من الموظفين، وهذا العام فعلت البي بي سي الشيء ذاته مركزة على التوجه الرقمي والتواصل الاجتماعي. ويعلق على ما سبق د. ياسر عبد العزيز- الخبير الإعلامي- ويقول: الحديث عن أن قطر دولة مؤسسات مستقرة والهدف هو المصلحة العامة هو كلام مشكوك فيه، فهي ليست ماسبيرو قطر، والأكثر وضوحا من ذلك أن هناك صراعا على الحكم، وكل جناح من الأجنحة لديه وسائل قوة، والجزيرة وسيلة من الوسائل التي تخدم جناحا، وبالتالي فهي إحدى الأدوات التي يمكن أن تستخدم في الصراع وتدار ويتم المساومة عليها، فهي ذراع إعلامية لأحد الأجنحة ومن الممكن أن تكون وسيلة للصراع، ومن يتابع الجزيرة الآن يعلم أن أي تقييم فني موضوعي يشير إلى أنها فقدت الجزء الأكبر من رصيدها المهني ومعظم رصيدها الأخلاقي، لأنها ظهرت عارية أمام أنصارها وأعدائها حينما تورطت كأداة قتال في معظم الأحداث الساخنة التي في العالم العربي، وبالتالي افتقادها لرصيدها المهني والأخلاقي يضعف من فرص استمرارها بنفس المنهج، في مقابل بروز أذرع جديدة مثل قناة العربي الجديد، وبالتالي فالوضع الآن هو وجود جناح تميم وعزمي بشارة المؤيد لإغلاق الجزيرة في مقابل جناح حمد والشيخة موزة الداعم للجزيرة، فهو صراع سياسي وانعكاس لصراع أجنحة وصراع رؤى، ولذلك فهي تعيد مراجعة الأذرع المحلية التي فتحتها مثل الجزيرة مباشر، وتستثمر أكثر في الرياضة والأفلام التسجيلية والوثائقية، بجانب تقليص الإنفاق والموارد فيما يتعلق بالتغطية الإقليمية، وتعيد النظر في الكادر وأعداد العاملين، وهذا يعكس تراجع الاهتمام بها.