منظمة المؤتمر الإسلامي تضمّ في عضويتها 57 دولة، وهو رقم لا يستهان به في حسابات الأمم ، لكنّه بالتأكيد يطرح سؤالاً مهمّاً: ما هو العامل المشترك بين 57 دولة من مختلف قارات وبقاع الأرض؟! ولماذا لم نسمع عن هذه المنظمة وسط الآزمات الكبيرة التى تعرض لها عدد من أعضائها ؟! الإجابة سنحاول معرفتها من الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان اوغلو في الحوار التالى . في البداية يقول : قد يظنّ بعض الناس أنّ اسم المنظمة يدلّ على العامل الأساسي المشترك (الإسلام)، ورغمّ دقة ذلك وأهميّته، أنّه ليس العامل الوحيد، فالإسلام بحدّ ذاته ليس ديناً وحسب، وإنّما ثقافة وحياة، لذلك فإنّ المشترك بين دول منظمة المؤتمر الإسلامي هو كذلك ثقافة وحياة. لأنه عندما أنشئت منظمات الأممالمتحدة المختلفة، انضمّت إليها الدول وفقاً للعوامل المشتركة والشروط الناظمة، وبغضّ النظر عن الإجراءات القانونية، فإنّ هناك دائماً عوامل اجتماعية وثقافية تجمع الدول المنضمة تحت لواء كلّ منظّمة ، ومنظمة المؤتمر الاسلامي واحدة من أبرز وأكبر المنظمات العالمية لعدة اعتبارات فهي تجمع 57 دولة كلها أعضاء في الأممالمتحدة ومن أقاليم العالم المختلفة، الأمر الذي يمنحها قوة تصويتية على مستوى العلاقات الدولية وتمرير القرارات، وفي الحقيقة إن التعاون بين دول المنظمة يتم على مستويات مختلفة، فمن الجانب السياسي نقوم بجهود كبيرة في فضّ النزاعات والمساهمة بقدر كبير في حلّ المشكلات السياسية التي تنتاب دول المنظمة في إطار تعاون كل دول المنظمة، وتصدر المنظمة قرارات سياسية تجمع توجهات كل دول المنظمة، وهو مظهر من مظاهر التعاون السياسي ، أما التعاون بين دول المنظمة في الجانب الاقتصادي، فهناك مشاريع مشتركة تحاول المنظمة إقامتها بين الدول الأعضاء في بعض الجوانب الاقتصادية التي تتمتع بها بعض الدول بميزات نسبية، مثل العمل على إنشاء خط سكة حديد بوتسودان داكار الذي يربط شرق القارة الإفريقية بغربها، وخط سكة حديد آخر يربط بين بعض دول آسيا الوسطى، كما تسعى المنظمة لزيادة حجم التجارة البينية في المنظمة ليصل إلى 20 % ، ويضيف: "كما أن هناك تعاوناً ثقافياً واجتماعياً بين دول المنظمة، مثل التصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا وازدراء الأديان وموضوع المرأة في العالم الإسلامي ودورها في التنمية الاجتماعية، بالإضافة إلى التعاون في مجال الأسرة والطفل وحقوق الإنسان في دول المنظمة . وعن حجم التبادلات التجارية والاقتصادية بين مختلف الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وسبل تفعيلها وتنشيطها يقول : تشير الأرقام الأخيرة إلى أن التجارة البينية بين الدول الأعضاء بالمنظمة قد ارتفعت إلى 16,65 % في 2009 بعد أن كانت 14,44 % في عام 2004، قبل البدء في تنفيذ برنامج العمل العشري للمنظمة، وقد أصبحت مسألة تعزيز وتسهيل التجارة البينية في منظمة المؤتمر الإسلامي تحتل مكاناً بارزاً في أجندة المنظمة للتعاون الاقتصادي، هذا بالإضافة إلى السياسات المعتمدة، والتي تمّ وضعها لضمان دور قوي للقطاع الخاص في عملية تعزيز التنمية الاقتصادية في الدول السبع والخمسين الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي ، وقد دفعت الطبيعة المتقلبة للاقتصاد الدولي في أعقاب الأزمة الأخيرة في المال والطاقة ونقص الغذاء إلى ضرورة إجراء مناقشات ومشاورات مستمرة فيما بين جميع الجهات المعنية من أجل ازدهار اقتصادي عالمي، ولاسيّما في هذه المنطقة من العالم، ونحن في منظمة المؤتمر الإسلامي لا نقلل من أهمية النظر للعواقب المختلفة لهذه الأزمة الثلاثية الأبعاد على رفاه السكان لدينا، كما أن التحديات التي تفرضها الأزمة المالية العالمية والآثار الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لارتفاع أسعار الطاقة والغذاء قد ولدت سلسلة من ردود الأفعال، ما يزيد من شبح الفقر والحرمان والبطالة في البلدان الأعضاء في المنظمة. وفي هذا الصدد، فإن تعزيز دور القطاع الخاص أمر بالغ الأهمية لاستدامة النمو الاقتصادي المتزايد والحدّ من الفقر في الدول الأعضاء . وعن مدى تأثير الأحداث السياسية والأمنية التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة (العراق، لبنان، غزة، مصر، تونس، اليمن..) على اقتصادها يقول : بصفة عامة لاشكّ أنّ أي تنمية اقتصادية تحتاج إلى بيئة صالحة في المجتمع لتفعيل موارد أي دولة ولجذب الاستثمارات الأجنبية والتعاون مع الدول الأخرى. وعدم استقرار الأوضاع الأمنية له تأثير كبير على تراجع معدّلات الأداء الاقتصادي وعلى إحجام الاستثمارات الأجنبية عن الدخول في أسواق تلك الدولة غير المستقرة أمنياً، وغالبية دول المنظمة مازالت في طور التنمية وتحتاج بشكل كبير إلى الاستثمارات الأجنبية، وفي الدول المذكورة نجد إنّ عدم الاستقرار السياسي والأمني أثّر على التنمية حتى في الدول التي تتمتع بموارد اقتصادية كبيرة جداً، مثل العراق، وبسبب عدم الاستقرار تراجعت معدلات التنمية، كما أن للأسف نفس المشكلة سوف تتعرض لها تونس ومصر وباقية الدول العربية فى الطريق، وعموماً .. للأسف، هناك صورة خاطئة لدى العالم الغربي عن الثقافة الإسلامية، وهنا تتجلّى أهمية دور منظمة المؤتمر الإسلامي في إيصال الصورة الحقيقية للثقافة الإسلامية، وللحياة الاجتماعية في الدول الأعضاء في المنظمة . وسألناه فى النهاية عن سيرته الشخصية فقال : أنا أول أمين عام للمنظمة يُنتخَب بالتصويت، ومنذ توليت منصبى أميناً عاماً تاسعاً في يناير2005 اتخذ خطوات جادة لكى أجعل من منظمة المؤتمر الإسلامي التي تجمع في عضويتها 57 دولة عضواً منظمة فعالة، تتبنى كافة قضايا العالم الإسلامي خاصة في هذه الأوقات العصيبة ، كما حرصت خلال حياتى على المساهمة في منتديات الحوار بين الثقافات، من أجل التقريب بين الحضارات، ولاسيما بين العالمين الإسلامي والغربي، وكنت دائما أتطرق إلى أن هناك حاجة ماسة إلى إصلاحات اجتماعية اقتصادية في العالم الإسلامي من أجل تحقيق التقدم والتنمية، كما سأظل أدعو فى كتاباتى وخطاباتى إلى دعم الأقليات والمجتمعات المسلمة واحترام حقوق الإنسان على المستوى العالمي، أيضا أجيد اللغة التركية والإنجليزية والعربية وعلى معرفة بالفرنسية والفارسية.، كما أننى من مواليد القاهرة ومتزوج وأب لثلاثة شبان.