" هيلاري كلينتون وآلاف الدبلوماسيين سيصابون بأزمة قلبية عندما يستقيظون في صباح يوم ما ويجدون هذه الوثائق مرتبة ومصنفة وفي متناول العامة " كلمة قالها برادلي مانينج المعتقل من قبل الحكومة الأمريكية لاتهامه بتسريب الوثائق لموضع ويكيليكس الشهير . جاءت تصريحات مانينج بعدما بث موقع ويكيليكس عبر صفحته في تويتر الرسالة التالية "الشهر القادم سيشهد عالما جديدا حيث سيتم إعادة نعريف التاريخ العالمي" والتي أثارت من الضجة الكثير. ويكليكس الذي أدهش العالم فى الشهر الماضي بعد الوثائق التي نشرها الخاصة بحرب العراق، قال وفي عبارات مقتضبه أنه بصدد نشر 3 مليون وثيقة جديدة خاصة بالإدارة الأمريكية فى الاسبوع القادم ، وقال ويكليكس ان الوثائق التي سينشرها هذه المرة هي وثائق رسمية امريكية تشمل برقيات دبلوماسية أمريكية سرية تتحدث عن مزاعم فساد ضد زعماء دول وحكومات أجنبية، كما قال ويكيليكس أن حجم هذه الوثائق يبلغ سبعة أضعاف مجموعة تقارير البنتاجون والتي نشرت الشهر الماضي.. وقال أحد العاملين في ويكيليس في رسالة على تويتر " الوثائق التي في حوزتنا فيها مزاعم فساد كبيرة تكفي لإحداث حرج شديد لحكومات أجنبية وساسيين تم ذكرهم بالاسم ، كما يوجد فيها تقارير تفصيلية صريحة تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية قد يكون لها عواقب وخيمة على السياسة الخارجية لإدارة أوباما، وربما يتم نشر هذه الوثائق الاسبوع المقبل أو قبل ذلك". وقال أحد المصادر التي تعلم بمحتوى الوثائق أن من بين الدول التي وردت أسماء سياسيين منها في التقرير "روسيا وأفغانستان ودول من الاتحاد السوفيتي السابق ودول من شرق آسيا وأوروبا" على جانب آخر قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بي جيه كراولي " نشجب ما حدث، هذه التسريبات ضارة للولايات المتحدة ولمصالحنا وبأمننا القومي وعلاقاتنا الدولية، وسوف تحدث توترا في علاقاتنا مع دبلوماسيين ومع أصدقائنا في العالم " مضيفا " نتمنى ألا يحدث هذا لكننا بالطبع مستعدون لاحتمال حدوثه " مشيرا إلى أن الحكومة الأمريكية تجرى تقييما للعواقب التي ستحدثها نشر الوثائق، كما ان الخارجية الأمريكية قامت بابلاغ حكومات أجنبية بأن إذاعة هذه الوثائق محتمل في المستقبل القريب. على جانب آخر قالت مصادر مقربة من جوليان اسانج – والذي لا يعرف أحد له طريقا كما لا يقوم بالرد على بريده الإلكتروني- أنه أعطى نسخة من الوثائق لنيويورك تايمز و صحيفة الجارديان ومجلة دير شيجل الألمانية وأنهم يقوموا بالتنسيق فيما بينهم لنشر الوثائق بشكل متزامن، وبسؤال الرئيس التنفيذي للنيويورك تايمز "بيل كيلر" عن التسريبات المتوقعة في الوثائق قال " إذا كنا نعد لقصة إخبارية كبيرة فإننا لا نناقشها قبل النشر". يذكر أن جوليان أسانج صاحب موقع ويكيليس قد ألمح سابقا باحتمال تسريبه لوثائق تتعلق بالإمارات العربية المتحدة وحرب لبنان ووثائق تخص سوريا، وقال " عندنا بعض الوثائق من العالم العربي بعضها يتعلق بنظام الرقابة والبنوك في أبو ظبي وقد هددونا بملاحقتنا قضائيا إذا قمنا بنشرها قبل إنهيار هذه البنوك". كما صرح اسانج بأن المخابرات الروسية عرضت عليه التعاون معها إلا أنه رفض ذلك، وأنه يتوقع طلبا مماثلا من المخابرات الأمريكية. يذكر أن جوليان أسانج قد صدرت بحقه مذكرة اعتقال الاسبوع الماضي وذلك لاتهامه بالإغتصاب والتحرض الجنسي.. على جانب آخر قام الاعلام الأمريكي بشن هجوم كبير على موقع ويكيليكس والعاملين فيه، حيث طالب كريستيان ويتون المذيع في قناة فوكس الاخبارية الشهيرة ب " معاملة موظفي ويكيليكس على أنهم مقاتلين معادين لأمريكا ويجب وضعهم في معتقل جواتنامو " أما شبكة سي ان ان الأمريكية الشهيرة فقد أعدت ما وصفه المراقبون ب "الكمين" لجوليان أسانج صاحب موقع ويكيليكس وذلك باستضافتها له في مقابلة تلفزيونية وتركيز الأسئلة الموجهة له عن شائعات شخصية نشرتها صحف صفراء عنه، ولما طلب اسانج من المذيعة التركيز في اسئلتها على الوثائق و " عشرات الآلاف من العراقيين المدنيين الذين قتلوا، تجاهلت طلبه باحترام الضحايا العراقيين " تجاهلت طلبه مما اضطره للإنسحاب من المقابلة. أما موقع سيلت الأمريكي الشهير فاعتبر نشر الوثائق بمثابة "هجوم ضد الولاياتالمتحدة من قبل أعدائها". ولكن يبقى الوصف الذي ذكرته مجلة بيزنس الشهيرة عن موقع ويكيليكس هو الأدق .. فقد قالت عنه " جعل الإدارة الأميركية تدخل في حالة من الارتباك والذهول في ظل استخدام الموقع لتقنيات تشفيرية وقانونية غير مسبوقة ".