كانت الأجواء داخل كاتدرائية العباسية مساء الأربعاء مختلفة .. صحيح أن الأمور بدت هادئة ، لكن حالة من التوتر والترقب خيمت على الحضور خاصة وأن أحداث كنيسة العمرانية لم تكن قد هدأت بعد .. تصوير : محمد لطفى فهل يتكلم البابا شنودة الثالث ؟ هل يقول كلاماً حماسياً فيخرج الإنفعال المكبوت فى صدور الشباب ؟ كلها أسئلة كانت تدور فى ذهنى وأنا أراقب اللقاء الذى بدا هادئاً على أصوات الترانيم الكنسية وكورال مطرانية ملوى وتراتيل من الإنجيل ثم جلس البابا على كرسيه ليتلقى التهانى . ثم بدأ البابا عظته بالتعليق على حادث العمرانية مبدياً أسفه حيث قال ربنا يستر وتعدى الأمور على خير .. والعنف يولد عنفاً ، عدداً عدد من الشباب قاطعوا البابا احتجاجا على هذه الأحداث واستمرت حالة التوتر نحو 20 دقيقة وقد قابلها البابا بصدر رحب مطالبا الشباب بالهدوء والتريث وطولة البال وإزاء عدم استجابتهم فقد قال لهم البابا أن هذه شوشرة عليه هو شخصيا وأن الهيصة فى الكنيسة شىء مرفوض وبعلو الصوت لن تحل المشكلة ، ويبدو أن هذه الكلمة كانت أكثر تأثيرا فى نفوس الشباب المعترضين حيث قابلها الجميع بالصمت التام .. وبعد ذلك دخل البابا فى عظته الأسبوعية فقال : أنا عايز النهارده ، أكلمكم عن طولة الروح .. يعنى ربنا سبحانه وتعالى صبور وحليم وشوف إزاى أمهل الشيطان رغم عصيانه وفجورة وربنا كان يقدر يخسف به الأرض لكنه صبر عليه لآخر الزمان .. وأيضا ربنا صبر على عبدة الأصنام والعصاة إلى أن اهتدى منهم من اهتدى لكن مش لازم نستغل رحمة ربنا ورأفة ربنا وحلم ربنا غلط واللى يحول الحرية إلى تسيب ربنا لن يتركه . كما أجاب البابا على الأسئلة والاستفسارات التى وردت إليه وكان أول طلب تلقاه البابا من سيدة تشكو من عدم وجود دخل لها حيث ان زوجها مريض ولا تجد مصروفات المدارس ، وعلى الفور قرر البابا ان تتولى الكنيسة مساعدتها ورعايتها فقال لها تعالى يوم الخميس ولك ما تريدين ، ثم توقف البابا مرة اخرى عن الحديث وبعدها قال حكاية مصاريف المدارس دى اصبحت أزمة ، أنا أسأل أين مجانية التعليم ؟! هى خلاص أصبحت خيالاً ، ياريت الدولة تشوف حل فى الموضوع ده .. ثم تلقى البابا رسالة اخرى من إحدى السيدات وقد وصفها بأنها رسالة متعبة جدا حيث تقول السيدة : انا زوجى مريض ولدى 3 أولاد ونعيش فى غرفة واحدة ونرجو المساعة ، فقال لها هنساعدك يا بنتى ، وعند ذلك ضجت الكاتدرائية بالتصفيق .