في هذا العام، يهدف "اليوم العالمي للالتهاب الكبدي" إلى التوعية بالتهاب الكبد، وطرق انتقال العدوى به، والسبل الكفيلة بالوقاية منه ومعالجته، وتوعية المصابين بالتهاب الكبد المزمن، بكيفية منع تلف الكبد الناجم عن هذه العدوى. وشعار الحملة الإقليمية هو: "اعتن بكبدك: فكر في الالتهاب الكبدي". إن الالتهاب الكبدي الفيروسي هو مجموعة من الأمراض المعدية المعروفة باسم التهاب الكبد A، B، C، D، E. وهي تؤثر على ملايين الناس في جميع أنحاء العالم. ويصاب، كل سنة في الإقليم، حوالي 4.3 مليون شخص بالتهاب الكبد B، و 800 ألف شخص بالتهاب الكبد C، واللذان ينتقلان عن طريق الاتصال مع الدم الملوث، والجماع الجنسي، أو من الأم المصابة إلى طفلها. والإصابة المزمنة بالتهاب الكبد B أو C هو السبب الرئيسي لتليف الكبد وسرطان الكبد. وهناك أيضا معدل مرتفع لانتشار التهاب الكبد من نمط A و E، واللذان ينجمان عن تناول المواد الغذائية أو المياه الملوثة؛ ويتعرض ما يصل إلى 50% من أطفال الإقليم لالتهاب الكبد من نمط A قبل سن الخامسة عشرة. وقد قال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور علاء الدين العلوان، "إن الوعي بالالتهاب الكبدي وطرق الوقاية منه منخفضة في هذا الإقليم. فالعديد من الناس يتعرضون للالتهاب الكبدي الفيروسي بسبب ضعف إمكانية الحصول على المياه النظيفة، والتعرض للممارسات غير الآمنة في مواقع الرعاية الصحية، ونقل الدم أو زرع الأعضاء على نحو غير آمن، فضلا عن المخاطر السلوكية، مثل إهمال النظافة، وممارسة الجنس دون وقاية، والمشاركة في استعمال أدوات الحقن والأدوات الحادة. وأضاف قائلاً: "ومع انخفاض معدل إجراء الفحوصات، فإن المعايشين للالتهاب الكبدي المزمن من النمطين B أو C لا تظهر عليهم عادة أية أعراض تدل على إصابتهم، وبالتالي قد يصبحون، دون دراية منهم، سبباً في نقل العدوى إلى الآخرين ". إن الالتهاب الكبدي الفيروسي يمكن الوقاية منه وعلاجه. وتتوفر لقاحات فعالة ضد التهاب الكبد A و B ويوصى باستخدامها. وفي كثير من الحالات يمكن الشفاء من الالتهاب الكبدي، ولكن إذا ترك دون علاج، فإن الالتهاب الكبدي يمكن أن يسبب ضرراً اقتصادياً ثقيلاً على البلدان بسبب فقدان الحياة وانخفاض الإنتاجية. ولكن علاج الالتهاب الكبدي بالأدوية المتاحة باهظ التكلفة بالنسبة للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. "وحتى يتسنّى لنا التصدي بفعالية للتحديات الصحية العمومية للالتهاب الكبدي، علينا أن نضمن اعتماد الحكومات لنهج شامل تتضافر فيه الجهود بين القطاع العام، والمجتمع المدني، والأوساط الأكاديمية، والقطاع الخاص، بما في ذلك شركات المستحضرات الدوائية. وهناك حاجة إلى زيادة الوعي العام بكيفية الوقاية من الإصابة وزيادة إمكانية الوصول إلى فحوصات التشخيص، والرعاية، والعلاج للمصابين "، هكذا قال الدكتور العلوان وأضاف،" إن تزايد تكلفة الأدوية يشكل أيضا مصدر قلق كبير ويشير إلى الحاجة إلى تغيير نماذج الأعمال التجارية. ونحن نحث الصناعة الدوائية على إبداء التزام أكبر من حيث المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمعات ". ومنذ 2010، وفي كل عام في 28 يوليو، تحتفي الحكومات ومنظمات المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم "باليوم العالمي للالتهاب الكبدي"، وهو اليوم الذي أعلنته منظمة الصحة العالمية مناسبة لزيادة الوعي بالالتهاب الكبدي الفيروسي، وللمناشدة للحصول على العلاج، وتحسين برامج الوقاية، والقيام بإجراءات عالمية متضافرة. وتواصل منظمة الصحة العالمية التزامها بمساعدة الدول الأعضاء لمواجهة تحدي الالتهاب الكبدي. وعلى الصعيد العالمي، تعمل منظمة الصحة العالمية على توفير إرشادات معيارية للتدبير العلاجي للالتهاب الكبدي وتدعو صناعة الأدوية إلى خفض أسعار العلاج لجعل الدواء أسهل منالاً في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وقد تم، في الإقليم، إنشاء فريق عمل خاص لتزويد البلدان بالدعم التقني اللازم لتطوير سياسات العمل والخدمات المناسبة لمعالجة مشكلة الالتهاب الكبدي.