أثارت مذكرات الفريق سامي عنان- رئيس الأركان الأسبق- ردود فعل كثيرة.. كان أهما ما حذر منه المتحدث العسكري باسم القوات المسحلة من أن مثل هذه المذكرات تؤثر على الأمن القومي للبلاد.. وتثير البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة.. فما الذي ذكره الفريق عنان ويهدد الأمن القومي؟... فقد قال المتحدث العسكري"تناولت وسائل الإعلام المختلفة خلال هذه الفترة معلومات وبيانات على أنها مذكرات شخصية لبعض المسئولين العسكريين السابقين، والذى يؤدى إلى إيجاد حالة من البلبلة والإثارة بشكل يمس أمن وسلامة القوات المسلحة ، ويؤثر على الأمن القومى للبلاد فى ظل ظروف بالغة الدقة والحساسية ... وفى هذا الإطار نشير إلى الآتى : الأهمية البالغة لتوخى الحذر والحرص من تناول هذه المعلومات دون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بالتنسيق مع الأجهزة المعنية بالقوات المسلحة ارتباطاً بالمخاطر التى يمكن أن تتسبب عنها خاصة وأن جميع الدول تحرص على حظر النشر للموضوعات التى قد تمس أمنها القومى، وتحدد فترات زمنية مناسبة وقوانين منظمة لذلك تُعرض مخالفيها للمسائلة القانونية، وتؤكد القوات المسلحة على حق كافة المواطنين والرأى العام فى معرفة الحقائق والمعلومات إلا أن اعتبارات الأمن القومى تفرض علينا جميعاً مسئوليات نحرص عليها لعدم المساس بأمن مصر القومى، وتهيب القوات المسلحة بكافة وسائل الإعلام المختلفة التعاون معنا إعلاءً للمصلحة العليا للبلاد . وقد تحدث عنان في المذكرات التي نشرتها جريدة الوطن عن فترة ثورة يناير أثناء سفره لأمريكا وعودته، وحكاية أنه اقترح على المشير طنطاوي القيام بانقلاب ناعم، ورفض إطلاق النار على المتظاهرين، وحكاية لقاءه هو والمشير مع الرئيس السابق مبارك بعد إصدار المجلس العسكري لبيانه الأول، وغيرها من الأحداث التي حدثت خلال ال18 يوم، ثم تحدث عن الاتهام الذى توجهه بعض القوى السياسية للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى تولى مسئولية إدارة البلاد بعد تنحى الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك: هل قام الجيش بتسليم السلطة لجماعة الإخوان المسلمين؟ وهل كان هذا «التواطؤ» نتيجة لصفقة بين قيادات الجيش والجماعة، بحيث يضمن كبار الجنرالات ما يسمى ب«الخروج الآمن»، وهو ما نفاه. وفي تصريح خاص للشباب يقول اللواء محمد قدري السعيد- رئيس وحدة الدراسات الأمنية بمركز الدراسات الاستراتيجية بالأهرام-: مثل هذه المذكرات أعتقد أنها لا شك مفيدة للناس حتى يعلموا ما حدث، وعادة تظهر في توقيتات ذات طابع تاريخي وبالتالي فظهورها يجذب الناس لقراءتها، ولكن حكاية أنها تأثر على الأمن القومي فلا أتخيل شئ من هذا الموضوع طالما أنها تصب في قناة واحدة، كما أنها تظهر في جرائدنا، فكل ذلك يمثل التاريخ للناس وفي نفس الوقت تقربنا من الأحداث المهمة، ولكن بشكل عام نحن لدينا قصور في تحديد زمن معين لظهور مثل هذه المذكرات، وعادة عندما يكتب أحد القادة أي شئ يجب أن يلقى عليه نظرة داخل القوات المسلحة، وفيه كتب أخرى لم تمر على القوات المسلحة، فالوضع في مصر ليس مقننا مقارنة بالدول الأخرى التي تضع فترة معينة بعدها تتاح تلك المذكرات للظهور، ولا أعتقد أن ما نقرأه في الجرائد والكتب لدينا الآن أن من يطلقها لم يحصل على الموافقة الرسمية.