طالبت الدعوة السلفية أبناء الحركة الإسلامية جميعا بأن يقدروا الموقف حق قدره ويعرفوا حقيقة ما جرى من تغيير في الوضع السياسي, وأن يتحلوا بالصبر والاحتمال , وأن لايلقوا بأيديهم ودعوتهم إلى التهلكة وأن ينصرفوا من الميادين إلى مساجدهم وبيوتهم. وقالت الدعوة في بيان اليوم "لايزال أمامنا عمل طويل ولابد لنا من مصالحة مع المجتمع بطوائفه ومؤسساته, نعتذر فيها عما صدر من البعض منا أخطأ طريقه في التعبير والتصرف، لكننا نظن أنه أراد الخير والرفعة للدين والوطن." وأضافت الدعوة السلفية, إن الممارسات الخاطئة والخطاب التكفيري الداعي للعنف باسم الجهاد في سبيل الله أدى إلى هذه اللحظات الأليمة في تاريخ الأمة والتي تشهد عزل أول رئيس منتخب, وإيقاف مؤقت للعمل بالدستور الذي بذل فيه أكبر الجهد نصرة لشريعة الله وإثباتا لمرجعيتها فيه, وتمييزا للهوية الإسلامية للأمة, وغيره مما لابد من المحافظة عليه في أي تعديل قادم لايمكن أن يقبل شعب مصر المساس بهذه الثوابت. وأضافت الدعوة " ما يحدث في هذه اللحظات رغم ألمه إنما نحتمله من أجل دفع ما هو أعظم ضررا وفسادا للدين والدنيا من الحرب الأهلية التي كادت أن تعصف بالبلاد وسفك للدماء المعصومة وتخريب للاقتصاد , بل لو لم يكن إلا احتشاد الملايين في الميادين مما يعطل مسيرة العمل في كل نواحي الحياة ويهدم الاقتصاد لكان كافيا في أن يفشل أي قائد للأمة في استكمال مسيرتها , فكيف مع وجود الانقسام الهائل والصدام الدموي الذي تسيل فيه الدماء التي حرمها الله , وسفك الدماء قرين الفساد في الأرض بنص كتاب الله " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون " . وقالت الدعوة إنه من أجل إحياء الأنفس خاصة الشباب المسلم الطاهر المحب للدين الذي يدفع البعض به إلى أتون صراع خاسر, ويفقد الدعوة الإسلامية رصيدها في قلوب الناس, كما أنه غير متكافئ بالمرة, والذي لو كان مع كفار ` وحاشى للجيش المصري والشرطة المصرية وجموع الشعب أن يكونوا كفارا ` لم يكن مأمورا به لأنه لايحقق إعلاء كلمة الله , ولا الحكم بشريعته بل يبعدنا عن هذا الهدف العظيم الذي نسلك إليه السبل الشرعية وسنظل نسلكها بإذن الله. وتابعت الدعوة أنه رغم كل المزايدات والتهم التي توجه إلى إدارة الدعوة السلفية وحزب النور بالبهتان وبالباطل , فقد تحملت كل ذلك صابرة مoحتسبة مoبتغية وجه الله ` بإذن الله ` تريد مصلحة العباد والبلاد. وأضافت الدعوة السلفية " ليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه ` ليس هذا خذلانا للمسلمين ولا لولي الأمر المسلم , بل تقليلا لخسائر الدين والدنيا وجلبا لأعظم المصلحتين ودفعا لأكبر المفسدتين بعد أن وصلت البلاد إلى حافة الهاوية , ومن أجل ذلك كان حضورنا اجتماع المجلس العسكري مع الرموز الدينية والسياسية." واستطردت الدعوة السلفية في بيانها "مازال أمامنا فرصة لكي تبقى مصر دولة متماسكة ذات جيش قوي وشعب متدين وصحوة إسلامية ملزمة لكل العالم الإسلامي , فحذاري من تضييعها جريا وراء السراب." وقالت الدعوة السلفية "إن جيش مصر الوطني عهدنا معه ألا يفرط أبدا في الشريعة وموادها في الدستور والهوية الإسلامية, ولقد وفى دائما بما تعهد به منذ الثورة بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الشعب والحفاظ على حرمة الوطن والمواطنين بجميع طوائفهم الذين لا نقبل ولا يقبل جيشنا الوطني وشرطتنا أي تجاوز في حقوقهم وحرياتهم وحرماتهم حتى المخالفين لقرارات القوات المسلحة , فلن تعود أبدا صورة العهد البائد من الظلم والعدوان على الشعب خصوصا أبناء العمل الإسلامي الذين تعرضوا للظلم والاضطهاد على يد نظام مبارك , فلن تعود عقارب الساعة إلى الوراء أبدا إن شاء الله." وقالت الدعوة "نهيب بشباب مصر المسلم أن يحفظ دماءه ودماء جيشنا الوطني وشرطتنا الوطنية وأن يضع يده في أيدي كل طوائف الشعب لبناء مصر الجديدة القائمة على دينها ووطنيتها ووحدتها , وانشغلوا بالعبادة والدعوة والعمل." من ناحية أخري ، أكدت قيادات حزب النور، الذراع السياسية للدعوة السلفية، أن عزل الدكتور محمد مرسى من الحكم جنب البلاد فتنة كبرى وحربا أهلية، مشيرين إلى أنه من الصعب جدا أن يحدد حزب النور، الذى مثل التيار الإسلامى فى لقاء خارطة الطريق، موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة. ودعت قيادات "النور" جماعة الإخوان التى خرجت من سدة الحكم لتنظيم صفوفها، وتصحيح الأخطاء، والمشاركة فى الحياة السياسية بقوة، كما طالبوهم بأن يتقبلوا الموقف الراهن، وأن يتعاملوا من منطلق "الحياة دول يوم لك ويوم عليك وما حدث ليس نهاية العالم". وقال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب النور وعضو المجلس الرئاسى للحزب، لا يمكن وصف ما حدث أمس من عزل الرئيس محمد مرسى ب"انقلاب عسكرى"، وإن كنت أتمنى أن يعلن الدكتور محمد مرسى استقالته من منصبه بنفسه، ويعلن موافقته على الانتخابات الرئاسية المبكرة، لأنه كان سيكون الأفضل من ناحيتين، الأولى من ناحية المحافظة على المجتمع ومنع الصدامات وتفادى المجتمع حرباً، والثانية من الناحية القانونية والدستورية. وحول إعداد حزب النور لأحد كوادره لخوض الانتخابات الرئاسة المقبلة، قال "عبد العليم" فى تصريحات صحفية "هذا الأمر سابق لأوانه وليس شرطاً أن يرشح حزب النور مرشحاً، ومن الممكن أن يعلن تأييده لأحد المرشحين، فهذا الأمر سابق لأوانه ومن الصعب أن تكون البلاد فى موقف صعب مثل الذى تمر به، ونفكر فيمن سيرشحه حزب النور لانتخابات الرئاسة، فضلاً عن أننا لا نعرف هل الانتخابات البرلمانية أولا أم الانتخابات الرئاسية"، مشيراً إلى أن حزب النور يجرى اجتماعات بشكل متواصل لدراسة الأوضاع الراهنة، ولكنها لم تتطرق إلى موقف حزب النور من الانتخابات الرئاسية. ودعا "عبد العليم" جماعة الإخوان وحزبها الحرية والعدالة إلى تنظيم صفوفهم وتفادى الأخطاء التى حدثت منهم، ومعالجتها للمشاركة فى الحياة السياسية بقوة دون يأس، مضيفاً "الإخوان موجودون فى الحياة السياسية من عشرات السنين فليس من الممكن أن يخرجوا منها". وتوقع أن تنتهى الأعمال الفوضوية الموجودة فى البلاد منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وأن يعود الأمن بشكل قوى للبلاد. ومن جانبه، أكد طارق حسان، القيادى بحزب النور بالإسكندرية، أن حضور حزب النور، أمس الأربعاء، فى لقاء الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، والذى تم فيه عزل الدكتور محمد مرسى عن منصب الرئيس، مكسب للتيار الإسلامى برمته، وليس لحزب النور فقط. وأضاف "حسان": "حزب النور حاول أن يحافظ على المكتسبات التى حققها التيار الإسلامى فى الوقت الحالي، فعدم حضور حزب النور اجتماع وضع خارطة الطريق كان سيفقد التيار الإسلامى برمته أمورا كثيرة، وحضور حزب النور مكسب للتيار الإسلامى كله، مضيفا: "حضور حزب النور لقاء الفريق السيسى لم يعد بالنفع على الحزب فقط، فحزب النور ينظر للأمام ولا ينتظر نصيبا من "الكعكة" أو عددا من الوزارات". وبخصوص خوض حزب النور غمار معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة، قال "حسان" :" هذا الأمر سابق لأوانه جدا فنحن فى مرحلة يعاد فيها ترتيب البيت، فلا نعرف ما هى صلاحيات الرئيس المقبل، وهل سيكون هناك إعلانات دستورية للرئيس الجديد، فصعب جدا يحدد حزب النور أو أى فصيل آخر موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة". وتابع قائلا: "نتمنى ألا يتم التعرض للإسلاميين فهم فصيل من الدولة لهم حقوق وعليهم واجبات، وهم أبناء الشعب المصرى، كما أنه من الصعب جدا إقصاء أى فصيل"، داعياً جماعة الإخوان المسلمين بأن تقبل ما حدث والنظر إلى الأمام، فهم كانوا فى السلطة والآن أصبحوا فصيلا معارضا وعليهم أن يتعاملوا من منطلق "لكل مقام مقال والحياة لم تقف"، مضيفاً: "جماعة الإخوان المسلمين كانت فى فترة قبل ثورة 25 يناير فى صف المعارضة، ثم أصبحت فى السلطة، إلا أنها لم تستمر نتيجة عوامل كثيرة جدا، ثم انتقلت إلى المعارضة، فعليها أن تتعامل مع هذا المنطلق "فالحياة دول يوم لك ويوم عليك" وما حدث أمس ليس نهاية العالم، ويجب علينا أن ننظر إلى الأمور بموضوعية"..