أكد الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد، أمارتيا سِن، أمام الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة "FAO" أن العالم إذا ما أراد دحر الجوع سيتعين عليه معالجة جميع أسبابه في آن معاً ولا سيما الفقر، لا مجرد التركيز على إنتاج مزيد من الغذاء. وقال أمارتيا سِن خلال إلقاء محاضرة مكدوغال التذكارية حول الأمن الغذائي، أن "العوامل الرئيسيّة وراء استمرار الجوع في العالم تتضمن استمرار انتشار الفقر على نطاق شاسع، رغم الرخاء المتزايد للعالم المعاصر بمقاييس احتساب المعدّلات والمجاميع". وأضاف "لكن الفقر يمكن أن يتفاقم بفعل مشكلات الإنتاج، ويُعزى ذلك جزئياً إلى أن الإمدادات الغذائية يمكن أن تتخلّف عن وتيرة الطلب الاستهلاكي، مما يرفع أسعار المواد الغذائية على نحو يضر بالأسر الأشد فقراً على ضوء انخفاض مستويات دخلها فعلياً". وأشار إلى أن الجوع ونقص الغذاء ليست مظاهر متساوية بين جميع البُلدان والمجتمعات، أوالأسر والأفراد؛ ولدى تحليل أسباب الجوع لا بد أن تأخذ الحكومات في الحسبان "المعايير الاجتماعية والاتفاقيات القائمة لتقاسم الثروات"، ولا سيما فيما بين الرجال والنساء والأولاد والبنات. وجدير بالذكر أن سِن حاز على جائزة نوبل في عام 1998، حين أطلق نظريته الرائدة القائلة بأن الجوع والهلاك جوعاً إنما تُعزى إلى عدم قدرة البعض على الوصول إلى الغذاء الكافي – أو ما أسماه بالاستحقاق - لا لأن ليس هنالك غذاء متوافر في هذا البلد أو تلك المنطقة. وقال المدير العام لمنظمة "فاو" جوزيه غرازيانو دا سيلفا في ملاحظاته التمهيدية أن النهج الذي طرحه أمارتيا سِن نقل النقاش حول الجوع من إنتاج الأغذية إلى قدرة الوصول إلى الغذاء، ومن نظرة الصدقة إلى اعتماد نهج الحقوق ليُحدث اليوم تحوّلاً في كيفية تعاملنا مع مناهضة الجوع والفقر.