قرر عدد من طلاب الحركات السياسية بالجامعات إحياء ذكرى يوم الطالب العالمي اليوم بالخروج في مسيرة حاشدة من أمام البوابة الرئيسية لجامعة القاهرة، حتى كوبري عباس بالجيزة، للمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة وشهداء الطلاب، وإلغاء المحاكمات العسكرية والإفراج عن المعتقلين، بالإضافة إلى إقرار تشريع يضمن مجانية التعليم.. وتم اختيار يوم 21 فبراير يومًا عالميًا للطالب بعد حادث فتح كوبري عباس في 9 فبراير عام 1946، واستخدام القوات البريطانية العنف ضد الطلاب المطالبين بالجلاء والاستقلال، بعدها تضامنت الحركات الطلابية في العالم أجمع مع الحركة الطلابية في مصر، وانطلقت المظاهرات في أرجاء العالم، في يوم 21 فبراير. فمنذ 67 عاماً.. دعت اللجنة الوطنية للعمال والطلبة إلى إضراب عام أطلق عليه اسم «يوم الجلاء»، هذه اللجنة التي تشكلت كرد فعل على حادث فتح كوبري عباس الشهير بغرض إيقاف مظاهرات الطلبة عن الوصول إلى عابدين لتقديم طلبات جلاء الإنجليز للملك، وتم قمع المتظاهرين يومي 9 و10 فبراير، وهذه اللجنة حشدت حوالي 100 ألف شخص، وأضربت مصر كلها في هذا اليوم وخرجت المظاهرات تطوف الشوارع، وما أن وصلت المظاهرات إلي ميدان التحرير حيث ثكنات الجيش البريطاني حتى اقتحمت السيارات العسكرية البريطانية المظاهرة، واصطدمت قوات الاحتلال البريطاني بهذه الجموع المحتشدة وأسقطت 23 قتيلاً و121 جريحاً، وأصبح ذلك اليوم هو اليوم العالمي للطالب المصري. وكانت المظاهرات تضم عناصر من الوفديين والشيوعيين وغيرهم من القوى الوطنية الديمقراطية، وأصدرت اللجنة ميثاقا وطنيا حددت فيه أهداف الشعب وعلى رأسها الجلاء التام عن مصر والسودان، ودعت إلى إضراب عام فى البلاد حددت له يوم 21 فبراير، وأسمته يوم الجلاء، وابتكرت الحركة أساليب جديدة فى الدعاية، فصممت شارات معدنية طليت بالمينا عليها عبارات تدعو للجلاء ووحدة وادى النيل، مع بعض الرسوم المعبرة عن الكفاح الوطنى، وكان المصريون رجالا ونساء يعلقون تلك الشارات الصغيرة على صدورهم، وكانت حكومة إسماعيل صدقى باشا قد قررت عدم منع المظاهرات أو التصدى لها، بل إن صدقى استقبل وفدا من قادة اللجنة، وفى يوم الخميس 21 فبراير 1946 أضربت مصر كلها وخرجت المظاهرات تطوف الشوارع، وفى القاهرة خرجت مظاهرة غير مسبوقة من حيث عدد المشاركين فيها ومن حيث تنظيمها، وطافت المظاهرة شوارع وسط القاهرة دون أن تتعرض لها قوات البوليس بناء على تعليمات رئيس الوزراء، لكن ما إن وصلت المظاهرة إلى ميدان الإسماعيلية (التحرير) حيث ثكنات الجيش البريطانى حتى اقتحمت السيارات العسكرية البريطانية المظاهرة، فدهست من دهست وأطلق الجنود النار على من أطلقوا، فسقط فى المظاهرة 23 شهيدا و121 جريحا. .. ورغم أن المظاهرات لم تسفر عن إنهاء الاحتلال فإنها أرغمت بريطانيا على سحب قواتها من المدن المصرية ما عدا منطقة القناة، وبدأ الانسحاب في 4 يوليو بالجلاء عن القلعة وتسليمها للجيش المصري، أما إسماعيل صدقي باشا رئيس الوزراء فحظي بدعم من أحزاب الأقلية وجماعة الإخوان المسلمين من خلال اللجنة القومية التي تشكلت في مواجهة اللجنة الوطنية للعمال والطلبة، وكان الرجل يمهد سرا للمفاوضات مع بريطانيا، فشن أكبر حملة اعتقالات عرفتها مصر في الحقبة الليبرالية في يوم 10 يوليو عشية احتفال القوى الوطنية بذكرى الاحتلال البريطاني لمصر، وقد عرفت هذه الحملة بقضية الشيوعية الكبرى واعتقل فيها العشرات من الطلاب والعمال والكّتاب والصحفيين، وكان الكثيرون منهم بعيدين تماما عن الشيوعية، مثل سلامة موسى والكاتب الصحفي محمد زكى عبد القادر، كما أغلق عدة صحف ودور نشر وطنية، وكان واضحا أن هدف الحملة تمرير ما يصل إليه صدقي من اتفاقات مع الإنجليز، وبالفعل توصل فى أكتوبر إلى التوقيع بالأحرف الأولى على معاهدة مع وزير خارجية بريطانيا بيفن، إلا أن الشعب رفض الاتفاقية، فسقطت ومعها حكومة صدقي في ديسمبر 46. وقال الطلاب في بيان أمس :«قمع الحكومات للطلاب لم يكن في عصور الاحتلال الإنجليزي للبلاد أو في العهد الملكي البائد فقط،فكما قتل قوات الاحتلال طلاب جامعة القاهرة على كوبري عباس ، لا تزال أيدي الفساد و الاستبداد التي تريد تكميم الأفواه و قمع الحريات تقتل أخواننا الطلاب و على مدار الثورة المصرية سقط العديد من طلاب مصر و سالت دمائهم في ميادين التحرير أمثال علاء عبد الهادي، أبو الحسن إبراهيم، جابر صلاح جيكا، وكريستي».