قتل بالرصاص معارض تونسي بارز أمام منزله اليوم وسارع على الفور رئيس الوزراء حمادي الجبالي إلى إدانة الحادث ووصفه بأنه اغتيال سياسي وجه ضربة لثورة "الربيع العربي".. وقال الجبالي ان هوية قاتل شكري بلعيد لم تعرف بعد، وبلعيد هو معارض علماني بارز للحكومة التونسية المعتدلة التي يقودها إسلاميون. وقطع الرئيس التونسي منصف المرزوقي زيارته لفرنسا وألغى زيارته لمصر للمشاركة في قمة التعاون الإسلامي عقب قتل بلعيد ودعا إلى الحذر من الفتنة والعنف. وتدفق أكثر من ألف تونسي على الشارع الرئيسي بالعاصمة قرب وزارة الداخلية احتجاجا على مقتل المعارض العلماني البارز وأطلقوا شعارات ضد الحكومة التي يقودها إسلاميون. وهتف المتظاهرون "عار عار شكري مات بالنار" و"اين انت يا حكومة" ورددوا شعار "الحكومة يجب ان تسقط و "ارحلوا". وطوقت قوات الامن المكان ولم تقع حتى الآن مواجهات. وقد أثار المعارض شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد موضوع الاغتيال السياسي قبل مقتله بساعات، حيث ذكر مقتل الناشط محمد لطفي نقز والمحسوب على حركة "نداء تونس" والذي توفي جراء تعرّضه لإصابات عديدة بأداة حادة في أماكن مختلفة من جسمه. واتهم بلعيد، في آخر ظهور تلفزيوني له قبل اغتياله، حركة النهضة بتبني العصابات الإجرامية التى اغتالت الناشط لطفي، قائلاً: "البيان الختامي لمجلس الشورى لحركة النهضة تبنى تلك العصابات الإجرامية".
وأشار بلعيد أيضاً إلى محاولة مجموعات تخريب مؤتمر للديمقراطيين، رغم وجود عناصر الأمن التي لم تتدخل، وكانت "تتفرج" على حد قوله.
وقال بلعيد: عقدنا تجمعا عاما شعبيا بمناسبة عقد مؤتمر الحزب الجهوي في الكاف، وكان اجتماعا شعبيا غطته وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة تميز بالحضور الجماهيري الكبير الذي تداخلت فيه كل المكونات، واعترض بعض الحضور وبدأوا في التعدي وتصدى لهم شباب الحزب، والأمن كان حاضرا ولم يتدخل.
وأضاف: قامت تلك المجموعات بتحطيم واجهة دار الثقافة، وحاول شباب الحزب القبض على بعضهم، لكن سرعان ما هربوا، ثم اتصل بعض عناصر النهضة بعدد من شباب الحزب، وسألوهم "لماذا أقمتم هذا المؤتمر من الأساس" لكن هذه الاتصالات لم تؤثر على سير المؤتمر الذي أنجز أعماله بالكامل. وبما إن تونس منذ قيام الثورة وهي تسبق مصر بخطوة.. فهل تنتقل الاغتيالات السياسية إلي مصر؟ فقد أثار اغتيال شكري بالعيد عاصفة من الخوف والتوجس على مواقع التواصل الاجتماعي من انتقال تلك الظاهرة إلى مصر في ظل جو الاستقطاب السياسي الذي تشهده البلاد . واتهم نشطاء "تويتر" حركة النهضة التونسية بقتل المعارض التونسي، بينما حاول بعض النشطاء إسقاط الأمر على جماعة الإخوان المسلمين بمصر، حيث نشر الناشط اليساري وائل خليل فيديو لشكري بالعيد يحذر فيه من الاغتيالات السياسية في تونس قبل اغتياله بأيام، وعلق قائلاً: مصر ليست تونس؟ ربنا يستر ! وقال محمد عادل عضو حركة 6 إبريل: "اغتيال شكري بالعيد معارض تونسي أمام منزله.. كده يا خوفي لتكون تونس فعلاً بتسبق مصر، وحد مجنون يقلدهم ويغتال حد من المعارضة". وعلقت سميرة إبراهيم قائلة: "اغتيال شكري بالعيد تونس.. دخول الثورات العربية مرحلة الاغتيالات.. بكرة الدور على مين فى مصر". وقالت بثينة كامل: "تونس اللي سابقانا بخطوة بدأ مسلسل الاغتيالات للمعارضة السياسية". وعلق البرلماني السابق مصطفى النجار قائلا: "الاغتيالات السياسية بدأت فى تونس، جو الاحتقان السياسى والاستقطاب يفتح الباب لاستحلال دماء المخالفين على يد المتطرفين أنقذوا مصر من فتنة قادمة". فيما قال تقادم الخطيب المنشق عن الإخوان: "جدير بالذكر أن جماعة الإخوان في مصر أكثر إجرامًا من النهضة فى تونس، فتاريخ الإخوان معروف بالقتل وممارسته، على خلاف النهضة لاختلاف النشأة والفكر". وقال شادي الغزالي حرب عضو جبهة الإنقاذ: "يجب أن يصبح اغتيال القيادي اليساري شكري بالعيد شرارة للثورة ضد جماعة الاستبداد الديني على طول الوطن العربي وعرضه مثلما كان انتحار بو عزيزي". وفي تصريح خاص للشباب يقول د. عماد جاد- أستاذ العلوم السياسية-: لا أريد أن أقول أن هناك تشابهاً كبيراً بين الحالتين التونسية والمصرية، ولكن في حالة استمرار المشهد السياسي في مصر على ما هو عليه واستمرار حالة الالتباس السياسي وما يحدث على الساحة السياسية ووجود تحديات كبرى تحت حكم جماعة الإخوان أعتقد أنه من الممكن أن تتنقل إلينا حكاية الاغتيالات السياسية التي نتمنى ألا نصل إليها، والهروب منها يكون عن طريق الحلول السياسية والتوافق. .