مع تصاعد أعمال العنف منذ ليلة البارحة ساد التباين في موقف الأطراف السياسية الفاعلة في مصر، فالبعض أدان العنف والآخر حمل الدولة والرئيس المصري المسؤولية، وإزاء ذلك كله أطلق عدد من شباب القوى الثورية بعضهم ينتمي لليسار الليبرالي وبعضهم ينتمي إلى فصائل إسلامية، سويا مبادرة شبابية للخروج من الأزمة السياسية الراهنة التي تشهدها مصر. واتفق شباب القوى الثورية والإسلامية على تشكيل المنتدى الأول للحوار للعمل على تمكين الشباب، وإبراز دوره وقدرته في تحمل مسؤولية الوطن، والبحث عن حلول، وإنهاء حالة الاستقطاب السياسي، والخروج بتوصيات لعرضها على مؤسسات الدولة. وشارك في المبادرة ممثلون لحزب التيار المصري، الذي يضم شباب الإخوان المنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، والجماعة الإسلامية وائتلاف ثوار مصر ومجلس أمناء مصر والحركة المصرية للتغيير والإصلاح ولجنة الدفاع عن الحقوق المدنية، ونشطاء مستقلون. وقال أحمد نجيب عضو المكتب السياسي لحزب التيار المصري في بيان للقوى الشبابية أمس السبت: "إن مسؤولية ما وصل إليه الوطن في هذه اللحظة يقع على النخبة السياسية بكل أطيافها الإسلامية والمدنية من قادة الإخوان والجبهة الإسلامية وجبهة الإنقاذ الوطني". واستنكر البيان الأدوار التي تلعبها كل الأطراف السياسية، وأوصى شباب القوى الثورية الشبابية بضرورة إقرار مبدأ الحوار كوسيلة لحل الخلافات السياسية، مع نبذ العنف وتجريمه. وأكد البيان "أن ما نعاني منه الآن هو نوع من التطرف والعنصرية سواء كانت على أساس إيديولوجي أو حزبي أو ديني". وأضاف البيان، "كنا نظن أن مصر لديها نخبة ناضجة قادرة على التفاهم والتواصل مع بعضها من أجل أن تعبر سفينة الوطن لبر الأمان، ولكن ما حدث من أفعال غير مسؤولة من كل النخبة باختلاف إيديولوجياتها وتنوعاتها الحزبية، أثبت للجميع عدم نضجها، وأشعرتنا جميعا بالقلق على مستقبل مصر وأبنائها، ونحملهم جميعا مسؤولية الدماء التي سالت بسببهم". من جانبه قال أحمد نجيب القيادي بحزب التيار المصري إن "المبادرة الشبابية هدفها التأكيد على ضرورة البدء فورا في حوار جاد بين جميع مكونات الوطن من أجل الخروج من الأزمة الحالية وحقن الدماء". وأضاف "أؤكد على أن ثورتنا مستمرة، وأننا قائمون على تحقيق أهدافها التي لم تتحقق بعد، والتي أهمها القصاص للشهداء وتحقيق العدالة الاجتماعية، وسرعة تطهير مؤسسات الدولة من الفساد". وأضاف محمد القرشي عضو حركة "عائدون للشريعة" إننا راعينا أن تكون المبادرة ممثلة للجميع من أقصى اليمين واليسار، والمنتدى مكون من 100 شخصية من مختلف الاتجاهات، حتى نكون في الإطار الصحيح لسلمية الثورة. وقال محمد القصاص عضو الهيئة العليا لحزب التيار المصري "إن الأمور ومجريات الأحداث أصبحت صعبة جدا علينا، ونناشد عقلاء بورسعيد بمنع أبنائهم من الاشتباكات لوقف نزيف الدم ونطالب قوات الأمن بعدم تبادل العنف". وأضاف "نحن رفضنا الدستور وقلنا لا فخرجت النتيجة بنعم، أما أن يخرج البعض علينا الآن ويطالب بإسقاط هذا الدستور فهو أمر مرفوض تماماً مع تسليمنا بتشكيل لجنة قانونية لتعديله". وعن دعوات تشكيل حكومة إنقاذ وطني أكد القصاص أنهم مع تشكيل هذه الحكومة، لكن ذلك لن يحدث إلا إذا استطعنا الجلوس والتحاور. وطالب القصاص بتدخل سياسي جاد من قبل مؤسسة الرئاسة لفتح الباب لحل الأزمة لأن الحل الأمني لن يجدي. وأبدى القصاص انزعاجه من أداء جبهة الإنقاذ ومن أداء جماعة الإخوان المسلمين في نفس الوقت فالأخيرة تصدر تصريحات تطالب بوقف العنف وتتناسى أنها السلطة الحاكمة وتتناسى دور الدولة، وجبهة الإنقاذ لم تتكلف نفسها إدانة العنف والمطالبة بوقفه.