اكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجود "تنسيق تام واتصالات" مع محققين فرنسيين ومع الحكومة الروسية لفتح ضريح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات للتحقيق في سبب وفاته ، فيما جدد القدوة مدير مؤسسة ياسر عرفات امس رفضه لنبش قبر خاله معتبرا انها "فكرة بغيضة". وعبر الرئيس الفلسطيني عن امله في ان "تظهر حقائق جديدة سنعلنها لشعبنا وللرأي العام". ومن جانبة قال القدوة في حفل خطابي مساء اليوم في الذكرى الثامنة لوفاة عرفات ان "الجميع بات مدركا تماما ان القائد المؤسس تم اغتياله من قبل اسرائيل بالسم والشواهد والدلائل كانت كثيرة، وتضمنت قرارات رسمية من الحكومة الاسرائيلية بازاحة عرفات". وكان مختبر في سويسرا كشف مؤخرا وجود مادة البولونيوم المشع في بعض ملابس عرفات مما عزز فرضية تسميمه. وعلى الاثر تقدمت عقيلته سهى الطويل الى محكمة فرنسية بطلب التحقيق في سبب وفاة زوجها، ووافقت المحكمة على ذلك. ووافقت السلطة الفلسطينية التي فاجأتها مبادرة سهى عرفات، على نبش الرفات "شرط موافقة ارملته وابن اخته ناصر القدوة الذي يمثل العائلة". وبدأ الفلسطينيون مساء السبت احياء الذكرى الثامنة لرحيل عرفات، واضيئت الشموع على قبره. وفي ذكرى وفاة عرفات الثامنة .. من جانبه قال النائب الدكتور احمد أبو هولي النائب عن كتلة فتح البرلمانية أن هذه الذكرى تمر علينا وشعبنا الفلسطيني يمر بظروف غاية التعقيد والصعوبة ويعيش أسوأ الظروف ومدى حاجتهم لحنان ودفئ القائد أبا عمار فهو الرجل الذي ترك فراغاً كبيرا في حياة الشعب الفلسطيني ووجه أبو هولي تحية إجلال وإكبار للزعيم المؤسس والقائد ياسر عرفات في ذكرى رحيله وبقائه في قلوب الشعب الفلسطيني "قائلا في الوقت ذاته مازال أبو عمار رجل لديه القدرة على جمع الفلسطينيين رغم رحيله وفقدانهم له فهو الغائب الحاضر في قلوب الأمة العربية بأكملها وهو ظاهرة فريدة في تاريخ الشعب الفلسطيني المعاصر بعبقريته الإنسانية وقدراته القيادية التي قادرت الشعب والأمة إلى خير طريق وهو الاستقلال والتحرر من الاحتلال واثبت نفسه وحضوره الطاغي وخير دليل على ذلك ان بعد استشهاده مازال الرجل مدرسة ومعلم وطني بأخلاقه وسلوكه ونقف أمامها بانبهار فكان حقا امة في رجل ورجل في آمة. وكان ملف سبب وفاة الرئيس الفلسطيني تحرك مجددا اثر تحقيق صحفي ، حيث اظهر مختبر سويسري طبي وجود مادة مشعة سامة "بولونيوم" في ملابس عرفات ، الذي توفي اثر إصابته بسكتة دماغية إلا أن السبب الأساسي للمرض الذي تعرض له في الأسابيع الأخيرة لم يكن واضحا. . وكانت محكمة فرنسية وافقت على طلب ارملة الرئيس الفلسطيني الراحل التحقيق في سبب وفاة عرفات في حين اعلنت السلطة الفلسطينية استعدادها للتعاون مع اي جهة لمعرفة السبب الحقيقي لوفاته. ولكن بالتزامن مع حلول ذكرى وفاة ياسر عرفات نشبت خلافات بين اللجنة الفرنسية للتحقيق في ملابسات الوفاة ونظيرتها الفلسطينية التي قد تقود إلى تأخير أو تعطيل فتح ضريح عرفات. وأوضحت مصادر فلسطينية أن الخلافات تدور حول ما سمته مسائل سيادية بسبب رفض اللجنة الفرنسية الموافقة على إطلاع الجانب الفلسطيني على تفاصيل عملها قبل البدء به. وكان مسئولون فرنسيون فد أعلنوا أن محققي البحث الجنائي هناك سيستخرجون رفات الزعيم الفلسطيني" ياسر عرفات" هذا الشهر لمحاولة الوقوف على سبب وفاته. ورغم مرور ثمانية أعوام على وفاة عرفات، وظهور دلائل مؤكدة على اغتياله بواسطة "السم"، إلا أن إجراءات التحقق من طبيعة السم ومحاولات التوصل للفاعل المنفذ تسير ببطء شديد.