مع الأحداث المتلاحقة التي نعيشها علي المستوي السياسي زادت متابعة البرامج السياسية التي حققت نسب مشاهدة غير مسبوقة ، ولم تعد المشاهدة كما كانت من قبل محدودة بين مجموعه قنوات أو عدد من المذيعين مثل محمود سعد ومني الشاذلي و عمرو أديب ومعتز الدمرادش ، فاليوم أصبح هناك العشرات من القنوات والمذيعين واتسعت الدائرة بشكل كبير ودخلت حلبة المنافسة العشرات من الأسماء بعضها مغمور لم نعرفه من قبل وبعضها كان يعمل لدي قنوات عربية أو وكالات أجنبية ..وهناك من ليس له صلة بالمرة بالعمل الإعلامي ، والكل يقوم برحلة يومية للتأثير على عقول المشاهدين والتلاعب بأفكارهم ومشاعرهم ، كواليس وأسرار القنوات وبرامج التوك شو تؤكد أن السر في العلاقات ، فلان صاحب رئيس القناة أو فلان صديق لمالكها .. تعالوا نعرف تفاصيل أكثر .. وليد حسني مدير قناة التحرير يقول : التحرير من أكثر القنوات التي تعتمد علي الوجوه الجديدة في تقديم البرامج وهذا يأتي في صالحنا وليس العكس ، فنحن ليس لدينا مذيع واحد شهير وأري أن ذلك أيضا يصب في مصلحتنا لأن هناك قنوات كاملة تعتمد علي وجود مذيع بعينه فيها ، مذيع واحد فقط إن اختلف معهم يهددهم بالانسحاب وإن غاب لفترة لأي ظروف تقع القناة ولا يشاهدها أحد ، أما نحن فهربنا من الوقوع في هذا الفخ ، هذا غير أن ظهور الأسماء الجديدة لدينا مثل ناصر عبد الحميد ودينا عبد الفتاح ومحمد الغيطي وسحر عبد الرحمن ومنتصر الزيات ورانيا بدوي ومحمد صلاح وغيرهم يصب في فكرة أننا نبحث عن وجوه إعلامية جديدة وهو ما يريده المشاهد الآن وذلك لأن الثورة حرقت الوجوه الاعلامية الكبيرة التي انحصرت لسنوات في 5 أو 6 أسماء معظم إن لم يكن كلهم حرقتهم الثورة والأحداث الأخيرة، وتاهوا بين ما يؤمنون به وما هو مفروض عليهم أن يقولوه ، معظمهم اتهم بأنه متحول ومتلون وضاعت شعبيتهم ومصداقيتهم وأصبح ظهورهم علي الناس يثير الاستياء والاندهاش ، لذلك تغيرت كثيرا ملامح بورصة مذيعي التوك شو ، ولذلك حرصنا علي أن نقدم للناس أسماء جديدة ومختلفة ، نحن تعمدنا هذا ونعيه جيدا وهذا بناء علي دراسة للسوق ولطبيعة المشاهد المصري . وردا علي السؤال حول أن هذه الأسماء لم تحقق نجاحاً وأن نسب مشاهدة التحرير قلت بعد أن تركها حمدي قنديل ومحمود سعد ودينا عبد الرحمن وبلال فضل رد قائلاً : من الظلم أن نحكم علي هذه الأسماء الجديدة الآن ، فالإعلامية مني الشاذلي ظلت تعمل لعشر سنوات في قناة ال art ولا أحد يشعر بها ولم تصل لهذه الشهرة إلا بعد سنين ، حتي في بداية ظهورها في العاشرة مساء لم تكن ناجحة بقوة وتعرضت لهجوم كبير، وهكذا خيري رمضان وعمرو أديب هؤلاء لم يولدوا نجوماً لكن استغرق مشوارهم الكثير من الوقت . وعلق علي ما يقال حول أن بعض الأسماء جاءت لأن هناك علاقات تربطهم به هو شخصيا أو بمالك القناة أو بمن كانوا مسئولين عن اختيار المذيعين مثل ، أن ناصر عبد الحميد جاء لأنه صديق لمحمد البرغوثي ووهناك من يقول: إنه جاء مغازلة للثورة ، وأن الصحفية دينا عبد الفتاح جاءت لأنها وعدت بأن تجذب الإعلانات للقناة وهو ما لم يحدث ، وأن هناك شخصيات كبري توسطت لبعض الأسماء للظهور علي شاشة التحرير مثل رانيا بدوي التي توسط لها مجدي الجلاد الذي كانت تعمل معه في جريدة المصري اليوم وهو من رشحها لتقديم برنامج علي قناة التحرير ، فرد قائلاً : هذا الكلام كله شائعات ، نحن اخترنا هؤلاء المذيعين جميعا لأننا مقتنعون بهم وبموهبتهم ولم يتدخل أحد وليس هناك من فرض علينا أو جاء بواسطة ما أو بوعود إعلانية ، ولا مجال نهائيا لمجاملة أي مذيع ولا اعتماد علي شخص غير موهوب في القناة ، وشباب الثورة مثل ناصر عبد الحميد استطاعوا أن يغيروا بلداً بكامله، وهو أولي الناس بأن يمنحوا فرصا لتقديم البرامج ، فمن المؤكد أن لديهم ما يقولونه، وهم حقيقة يعبرون عن نبض الشباب ، و إن كانت الفكرة مجازفة فهي تستحق .. ولعل تجربتنا تنجح أكثر من الآخرين. ويقول آلبرت شفيق مدير قناة "أون تي في ": لابد من تغيير فكرة المذيع النجم الذي تعتمد عليه القناة ، فهناك قنوات تنجح وتبيع وتوزع في مصر مستندة إلي مذيع بعينه وأعتقد أن هذا العصر قد تغير تماما فاليوم أصبح المهم هو المعلومة التي تصل للناس ، المهم أن نختار المذيع الذي لديه الوعي الكافي نحن في "اون تي في" نختار مذيعينا بشكل مختلف وغير تقليدي فليس مهما أن يكون كل من يظهرون مشهورين .. المهم هو أن يكونوا مميزين ، لذلك نحن اخترنا في اون تي في مذيعين مختلفين ومميزين فمثلا ريم ماجد ويسري فودة ليسوا بشهرة أو تاريخ محمود سعد أو مني الشاذلي أو خيري رمضان ولكن نحن اخترنا " ستايل " مختلفا مثقفا وواعيا ، وحديثي طبعا لا يقلل من الأسماء الأخري فهم لايقلون وعيا أو ثقافة، لكن يسري وريم يعتمدان أكثر علي المهنية والموضوعية والدقة في المعلومة التي يقدمانها أكثر من اعتمادهما علي الشعبية والأقدمية ، ولدينا أيضاً جابر القرموطي ويوسف الحسيني ومجموعه من شباب الثورة مثل إسراء عبد الفتاح وخالد تليمة ، وبعض هذه الأسماء تعرض لهجوم شديد جدا عندما ظهر، ولكن نحن قررنا أن نكمل معه لأن الهجوم عليه جاء فقط لأنه مختلف عن الإطار القديم المعهود في المذيع التقليدي . وردا عما قيل إن قناة "اون تي في" اختارت أن يقدم مجموعة من شباب الثورة برامج بها لمغازلة شباب الثورة، ونوع من إعطاء القناة شكلاً معيناً، رد قائلا : هذا الكلام غير صحيح ، نحن مقتعنون بهؤلاء الشباب وتجربتهم ناجحة وفي النهاية لم نفرض علي الناس شيئاً معيناً ولا نغازل تيارا أو فكرة ، والثورة موجودة في كل برامجنا ، وهذا الكلام فقط للنيل منا . وعن العلاقات والمجاملات في اطار اختيار مقدمي التوك شو قال : لا مجال لها نهائيا في "أون تي في" وإن وجدت في مكان دمرته ولا أعتقد أن أي رئيس قناة سيجازف بمشروعه الذي يعد في النهاية مشروعاً تجارياً يتعرض للمكسب والخسارة بأن يظهر أصحابه ومعارفه علي الشاشة . أما عمرو الكحكي مدير قناة النهار فيقول : أي ظهور لوجه جديد علي الشاشة هو مكسب، وذلك لأنه يعني حالة من حالات الحراك الإعلامي ، فالثورة قامت من أجل التغيير ، من أجل إيجاد صف ثان وثالث ولابد أن نتطور ونقدم وجوهاً إعلامية جديدة وذلك لا يعني إلغاء الوجوه الإعلامية القديمة الراسخة مثل عمرو أديب ومني الشاذلي ومحمود سعد ومعتز الدمرداش وعمرو الليثي وغيرهم من الأسماء ذات الشهرة العريضة والشعبية الكبيرة ، نحن بحاجة لجيل ثان يحصل علي فرصة لينجح إلي جوار هذه الأسماء ويكمل معهم ، فليس معقولاً أن يكون لدينا صف واحد في كل شيء، ونحن بحاجة أيضا لصف ثالث يكون في انتظار أن يتحرك بتحرك الصف الثاني ، فهؤلاء يحلمون بفرصة ، والمجازفة أوالمخاطرة بأسماء جديدة سواء كانوا صحفيين أو مذيعين جددا أو أناسا من خارج المجال ليست خطيرة ، المهم أن يكون لديهم الموهبة والحضور اللذان يؤهلانهم للفرصة وبعد أن يظهر أي مذيع جديد فالحكم سيكون للمشاهد، إما أن يجعله يستمر أو يرفضه ، لأن المذيع مثل المطرب أو الممثل وما يضمن استمراره هو الشعبية ، ونحن في قناة النهار اخترنا تنويعة معينة من الأسماء تطورت وتغيرت بمرور الوقت، لأننا دوما كنا حريصين علي متابعة نسب المشاهدة ومدي إقبال الناس علي البرنامج الفلاني أو العلاني قدمنا مجموعة أسماء من المذيعين بعضهم محترف وبعضهم جديد اخترنا أن نخوض معه التجربة ، ولكن قسنا معه مدي تقبل الناس له لذلك تغيرت خريطة برامجنا أكثر من مرة في أقل من عام ونصف وذلك بحثا عن الأفضل .. وبسؤالنا عن سر إنهاء عقود الإعلاميين حسين عبد الغني و جميلة إسماعيل وصفوت حجازي .. رد : بعضهم عقده انتهي وبعضهم فضل الظهور في مكان آخر وبعضهم رأينا أنه غير ملائم لسياسية القناة وتوجهاتها ، وفي النهاية العقود انتهت دون أزمات ومع احترام شديد لهذه الأسماء الاعلامية، لكن نحن حريصون علي أن نقدم للمشاهد مادة مشوقة ومفيدة في إطار جيد من خلال كل الوسائل التقنية والفنية والمشاهد هو الحكم كما قلت. ورد علي ما يقال أن المجاملات والعلاقات هي ما تحدد تفاصيل اختيار المذيعين في معظم البرامج قائلاً: هذا لا يحدث لدينا نهائيا والدليل هو اختفاء بعض المذيعين من القناة ، لوأن العلاقات هي ما أتت بهم فمن المؤكد انهم كانوا سيستمرون إلي الآن ، هذا غير أن القنوات التي تعتمد علي أن المذيع الفلاني أو العلاني علي معرفة برئيس القناة أو صاحبها تغرق، ونحن اخترنا وفق قواعد مهنية متبعة في العالم كله ونراقب أنفسنا بأنفسنا وليس عيباً أن نراجع خريطة برامجنا .