التاريخ الحقيقى حول ثورة يناير لم يكتب بعد .. فلاتزال هناك عشرات الحقائق الغائبة حول الأيام الأولى للثورة ولايزال شباب الثورة وحدهم من يمتلكون مفاتيح الأسرار .. فى السطور التالية شهادة أحد شباب الثورة حول حقيقة ما جرى فى الثمانية عشر يوما الأولى وحول الدور الحقيقى للإخوان ولماذا اختفى شباب الثورة الآن من الميدان وهل سيعودون إليه فى يوم من الأيام .. التفاصيل فى الحوار التالى مع الدكتور محمد مصطفى، وكيل مؤسسى حزب الشباب الثورى الحر والمدرس المساعد بجامعة الأزهر.. تصوير : محمد عبد المجيد يقول الدكتور محمد مصطفى فى شهادته : أولا الثورة لم تمت ولاتزال حية حتى تستكمل مسيرتها وتعود إلى مسارها الطبيعى بعدما اختطفها الإخوان الذين لولا تدخلهم وسيطرتهم لاختلفت أمور كثيرة .. الإخوان كانوا متحفظين جدا فى الأيام الأولى للثورة وكانوا يترقبون الموقف من بعيد وحسب معلوماتى أن تعليمات مكتب الإرشاد كانت تأمر شباب الجماعة بعدم النزول أو المشاركة حتى فى يوم جمعة الغضب ولكن ما حدث أنه بعد هزيمة الأمن المركزى وبداية انسحابه وبعد أن وجد الإخوان أن الملايين من المصريين نزلوا إلى الشوارع وأن الثورة بدأت فعلا قرروا فى هذه اللحظة أن يشاركوا وكان ذلك عقب صلاة العصر يوم جمعة الغضب 28 يناير وصدرت تعليمات من مكتب الإرشاد للشباب بالمشاركة ونزل الإخوان بعدما بدأ الأمن المركزى فى الانسحاب . وليلة جمعة الغضب توافدوا على ميدان التحرير ولكن لم يبدأوا الاعتصام فى هذا اليوم وإنما فى اليوم التالى حينما بدت الحقائق واضحة وبدأ النظام ينهار وكانت الحركات التى قادت الثورة فى بدايتها حركة كفاية و6 إبريل وصفحة خالد سعيد التى حشدت مئات الآلاف من الشباب المستقلين وهم الذين أصبحوا فيما بعد من شباب الثورة المستقلين. أما الإخوان فقد كانوا يقولون أن هذه الدعوة مجنونة وأنهم يحترمون النظام وأنهم لا ينساقون وراء هذه الدعوات. زعماء الإخوان قالوا : إما نحن وإما الأزهر فى الميدان !! لكن الإخوان فيما بعد بدأوا يسيطرون على مداخل الميدان وهم الذين شكلوا اللجان الشعبية على البوابات وعلى كافة المداخل وأيضا هم أول من أشاعوا الفرقة فى التحرير فنحن فى يوم جمعة النصر التى وافقت يوم 18 فبراير ذهبت ضمن وفد من شباب الثورة والتقينا شيخ الأزهر لنحصل منه على دعم مؤسسة الأزهر الوسطية للثورة وكنا قبل ذلك مجتمعين فى منزل الدكتور محمد البرادعى عقب إعلان قيام الشيخ القرضاوى بإمامة المصلين فى الميدان فى هذه المليونية وكانت وكالات الأنباء تعلق على ذلك بقولها " عودة خومينى مصر" فاتجهنا لدعوة الأزهر باعتباره ممثلا للإسلام الوسطى وإلتقينا شيخ الأزهر وسألناه حول سبب تأخر موقف الأزهر من الثورة فقال أنه كان يجب أن يتحرى الموقف وكان يخشى من ميل الجيش لنظام مبارك ولهذا تريث الأزهر وكان الدكتور أحمد الطيب هو أول من حذرنا من قيام الإخوان المسلمين باختطاف الثورة . وكان موقفه صائبا حيث رفض الإخوان وجود الأزهر فى الميدان وقيام شيخ من شيوخ الأزهر بإمامة المصلين وقالوا نقيم جمعتين فى التحرير ونعمل منصتين. حكاية أول منصة وكيف ظهر نجوم الثورة !! كانت أول منصة فى التحرير فى أول مليونية دعونا إليها يوم 4 فبراير وكان لهذه المنصة حكاية طريفة حيث اتفقنا مع أحد محلات الفراشة فطلب تأمينا كبيرا فقام عبد الرحمن يوسف بدفع 3 آلاف جنيه كما دفع الدكتور مصطفى النجار 500 جنيه وأقمنا أول منصة لشباب الثورة ثم أقام الإخوان منصتهم وأقامت بعض الحركات منصات أخرى تخصها. وبدأ الإعلام وخاصة قناة الجزيرة تركز على بعض الشباب من نجوم هذه المنصات فخرجوا باعتبارهم نجوم الثورة كما قام ممدوح حمزة أيضا بدعم العشرات من هؤلاء الشباب ماليا وإعلاميا وبدأ التركيز تحديدا على إئتلاف شباب الثورة. بالأرقام: اعتقال 19 ألف من شباب الثورة واختفاء 3 آلاف شباب الثورة الذين خرجوا فى الأيام الأولى أغلبهم مضارون الآن فالكثير منهم فقدوا وظائفهم بعد قرارهم بالاعتصام فى التحرير فترة طويلة ففقدوا وظائفهم ونسبة أخرى تم اعتقالهم فى التحرير وفى بيوتهم والأرقام الحقيقة التى رصدناها فى الحزب والتى يعلمها الكثيرون من النشطاء أن هناك 19 ألف من شباب الثورة محاكمون عسكريا وليس 12 ألفا وقدمنا ما يفيد ذلك للجنة التى أمر رئيس الجمهورية بتشكيلها لبحث ملفات معتقلى الثورة أيضا هناك 3 آلاف مفقود حتى الأن ولدينا قاعدة بيانات بهم .. أما بقية شباب الثورة من النشاط فهم مستنزفون ماليا ومعنويا وبضعهم يصارعون الآن من أجل إنشاء أحزاب دون وجود دعم مالى ولايوجد سوى حزبين أو ثلاثة فقط ممن يمثلون أحزاب الثورة وهو حزب الدستور وحزب العدل والحزب الذى نسعى لتأسيسه الآن وهو حزب الشباب الثورى الحر والسبب فى التوكيلات فكل حزب يحتاج لتأسيسه 5 آلاف توكيل وكل توكيل يحتاج 50 جنيها كرسوم فى الشهر العقارى. قريبا .. الشعب يريد إسقاط النظام ! شباب الثورة الآن من النشطاء يرون أن الثورة قامت وسرقها الإخوان فلم تكتمل فى تحقيق أهدافها وأن الإخوان والعسكر اتفقوا على تفاصيل المرحلة الانتقالية وليس صحيحا أن بينهم صراع داخلى وكان المجلس العسكرى يعلم منذ البداية أن الإخوان سيتسلمون السلطة ولهذا نحن قررنا أن ننتظر لنرى هل سيحقق الرئيس مرسى والإخوان أهداف الثورة ويسيرون بها إلى الأمام أم لا لكن الواقع يؤكد فعلا أنهم يسيرون بنا إلى الخلف وان نظام مبارك لايزال يحكم كما كان وأن الثورة هدأت لكنها ستقوم قريبا .